انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة المتسابق الصغير الذي يجري حافي القدمين، مخلفة استنكارا لواقع قاس على طفولته وشبابه وكهولته، ونسائه ورياضييه ورياضياته….
من المسؤول؟ سؤال لا ينتظر الإجابة، لأن أصل الجواب متضمن في عمق السؤال بلغة المناطقة، ولنبتعد عن تلك اللغة لحمولتها النظرية، ولنبسط الواقع، قد يتقاذف البعض الإجابة جهة مسؤولي الرياضة، والجواب هنا خطأ، لأن المسؤولية مرتبطة بأزمة هيكلية تنخر كل دواليب المؤسسات، التي تبقى مسؤولة عن كل صغيرة وكبيرة في التذبير، إن هي تسلحت بروح الوطنية وتجاوزت صرخة اليزيد بن معاوية “عضوا عليها بالنواجذ”، لأنه حينها ستتحول إلى بقرة حلوب تذر خيرات ليس إلا، ليبقى الالتصاق بها مبنيا على قواعد النفعية البرغماتية القاتلة للأوطان، والحاطة بقيمة ومقدار الإنسان، والمقيمة لجدار سميك يقي وجودها من التهالك مهما كترث الأخطاء الجسيمة القاتلة.
أن يجري شبل في ريعان الشباب “حافي القدمين” في ملتقى رياضي، فالصورة تعكس حالتين، الأولى مرتبطة بالشبل الذي يتحدى كل الصعاب ليصبح أسدا في يوم ما بسلاح التحدي والإرادة، والثانية ذات صلة بالمسؤولين الذين أعلنوا تقاعدهم عن خدمة الوطن والناس، ولم يتقاعدوا عن التدبير العشوائي والسلبي حفاظا على امتيازاتهم ووصوليتهم.
الأكيد أن الشبل نال تعاطف الناس وغطى فضاء التواصل الاجتماعي، ونال عطف أسود زأرت بالإرادة وتحدت كل المستحيلات، فها هو بن الوكر، العداء العالمي سفيان البقالي، يتفاعل مع الحدث كما غيره من أسود مونديال قطر 2022.
لكن هذا التفاعل يبقى ناقصا إن لم نؤسس وطنا حاضنا لكل أبنائه ومشرئبا على غد تنموي يبني ويؤسس قيم الجمال والبناء القاعدي باعتباره المدخل لترسيخ وجود وطن وشعب متحد ضمن قاعدة ولاء لملك خادم لشعبه ولكن الأذرع الرديفة عاجزة بقوة حمولتها النفعية عن أن تسير على خطى ودرب رسم البسمة في محيا شباب حالم ولكن معاقا بقوة القتل الساكن في قلب المؤسسات.
التعليقات مغلقة.