أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

هل ستعجل سوء النتائج برحيل “الركراكي” عن قيادة المنتخب المغربي؟

الأستاذ محمد عيدني

 

 

سرعت النتائج السلبية التي حققها المنتخب المغربي لكرة القدم مباشرة بعد مونديال قطر. الحديث عن مغادرة الناخب الوطني، وليد الركراكي، قيادة سفينة النخبة الوطنية.

 

 

فمباشرة بعد لحظة التألق التي عاشها الركراكي رفقة النخبة الوطنية ببلوغه دور ربع النهائي واحتلاله المركز الرابع بين كبار العالم.

نتيجة نظر إليها على أنها ستكون بداية مرحلة تألق الكرة الوطنية. إلا النتائج اللاحقة خيبت الآمال، بعدما جاءت سلسلسة الانتكاسات الكروية لتزكي هاته الصورة. وليبقى الركراكي على رأس قائم الاتهام. 

وفي هذا السياق انتشرت بقوة شائعات تحدثت عن دخول الجامعة في مفاوضات مع مدرب عالمي لخلافة الركراكي.

عززت تلك الشائعات سلبية النتائج الودية المحققة أمام منتخب أنغولا وموريتانيا. حيث لم يظهر المنتخب المغربي بالمستوى المطلوب باعتراف الركراكي نفسه.

 

 

الحضور الباهث للمنتخب المغربي بكأس أمم أفريقيا وبداية الحديث عن نهاية الود

 

 

أحدث الإقصاء الأخير للمنتخب المغربي لكرة القدم من كأس أمم أفريقيا من دور 16 رجة كبرى. وأثار ردود فعل غاضبة وسط الرأي العام الرياضي في المغرب.

فالمغاربة منوا النفس بوصول المنتخب الوطني على الأقل للدور نصف النهائي، إلا ان الأماني تبخَّرت سريعا.

هذا الفشل المتكرر “لأسود الأطلس” في الفوز بالكأس. أو على الأقل الوصول لأدوار متقدِّمة. يهدد بالتأكيد الاستقرار التقني والفني للفريق الوطني المغربي.

علما أن أماني الجمهور المغربي وجامعة تسيير كرة القدم كانت تنتظر عودة النخبة المغربية بلقب قاري.

أماني كانت مدعومة ومسنودة بما حققه المنتخب الوطني بمونديال قطر، إلا أن تلك الأماني تبخرت.

أموال طائلة صرفت من اجل تحقيق تلك الصحوة الكروية بتشجيع من الجهات العليا في البلاد. إلا أن جعجعة الطحين توازيها هزالة في المحصول والنتائج المحققة التي تبقى دون المأمول.

الأكيد أن الإقصاء الأخير ليس إقصاء للطاقم الفني والتقني فحسب، بل إقصاء وفشل لجامعة الكرة في تدبير ملف المنتخب.

واقع يفرض المراجعة الشاملة. ولن يكون المدخل إلا من بوابة إعادة ترتيب البيت بدءا من القائمة التقنية. علما أن المنتخب المغربي يضم قطع غيار من المستوى العالي.

 

 

قطع غيار من المستوى العالي فأين الخلل؟

 

 

أكيد أن المنتخب المغربي يضم لاعبين كبار من المستوى العالمي. إلا أن النتائج تبقى دون المأمول. وهو ما يقتضي تغييراشاملا لتحقيق نتائج أفضل.

واقع عززته المباريات الإعدادية والاكتفاء بتعادل أمام منتخب فتي بلا نجوم وعلى الأراضي المغربية. وانتصار بطعم الهزيمة من نيران صديقة ليس إلا.

 

انتصار بنيران صديقة وتعادل بطعم الهزيمة حصيلة انحذار قد تعجل برحيل الركراكي

 

 

أشر اللقاءان الوديان اللذان خاضهما المنتخب المغربي خلال شهر مارس، أمام أنغولا وموريتانيا في أكادير. على مستوى ضعيف.

ضعف المستوى اعترف به حتى الناخب الوطني، اعتبارا للطريقة التي أدار بها الركراكي اللقاء. وعقم الهجوم في تحقيق ولو هدف واحد. حتى أن الهدف المسجل في شباك أنغولا أتى بنيران صديقة. وفشلت النخبة المغربية في تجاوز منتخب موريتانيا الفتي الفاقد للتجربة.

وقد صدمت هاته النتائج غير المرضية مع الأداء الذي لم يصل للمستوى الجمهور المغربي.

 

 

جمهور كان ينتظر تألقا ل”أسود الأطلس” سواء خلال المشاركة في منافسات الكان الإفريقي، أو خلال اللقاءين الوديين الأخيرين.

مستوى أعاد منسوب الشك في إمكانات النخبة المغربية للتوسع، قبيل استحقاقات كأس أمم إفريقيا 2025 وتصفيات كأس العالم 2026.

 

 

فقر تكتيكي وعقم هجومي خلاصات الكان الإفريقي وودتي أنغولا وموريتانيا

 

 

عكس ما أبان عنه المنتخب المغربي بقيادة وليد الركراكي خلال المونديال القطري، أشرت النخبة الوطنية على أداء ضعيف عقب ذلك.

هذا الضعف تبدى من خلال مشاركة النخبة الوطنية في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2023 التي أقيمت بكوت ديفوار. فلم يقو وليد الركراكي وخططه التكتيكية على إيجاد توليفة تكتيكية لتجاوز المنتخبات ذات التوجه الدفاعي. وفك لغز هاته المنتخبات. وإيجاد آلية ناجعة لفك شيفرة هاته الخطة وتحقيق النجاعة. وهي مسؤولية يتحملها الناخب الوطني، وليد الركراكي، بالدرجة الأولى.

فشل تكتيكي زاد من تعميقه عقم هجومي مكشوف لم يستطع الناخب الوطني وليد الركراكي، والطاقم المساعد له، إيجاد حلول له.

كل ذلك يحدث مع وجود لاعبين متألقين هجوميا في الدوريات الاوروبية. يتميزون بالقدرة على تحويل الفرص إلى أهداف مع فرقهم.

 

 

نجوم عجزوا عن تحقيق الذات في ظل قيادة “الركراكي”.

ويطرح هذا الوضع سؤالا حول ما إذا كان الطاقم المغربي غير قادر على توظيف هؤلاء اللاعبين بالشكل المناسب.

 

 

فعلى سبيل المثال اعتمد “الركراكي” على “سفيان رحيمي” كقلب حربة، والحال أن قوته الهجومية تكمن في تحركاته عبر الأجنحة.

 

 

الجامعة تنفي التفاوض مع مدرب جديد للمنتخب

 

 

نفت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على لسان مسؤول جامعي رفيع أن تكون هاته الأخيرة قد فاوضت أي مدرب أجنبي، ردا عما نقلته صحيفة “ليكيب” الفرنسية.

وكانت صحيفة “ليكيب” قد تحدثت عن اهتمام مغربي بالتعاقد مع الفرنسي “هيرفي رونار”، وهو ما نفته الجامعة.

وأضاف ذات المصدر، أن فوزي لقجع جدد ثقته في الناخب الوطني، وليد الركراكي.

 

 

وفي هذا السياق، فقد ربط “لقجع” تجديد الثقة بإصلاح “الركراكي” ما يمكن إصلاحه قبل تاريخ التوقف الدولي المنتظر شهر يونيو القادم.

واعتبرت مصادر إعلامية أن واقعتي زامبيا والكونغو ما بين 3 و10 يونيو ستكونان حاسمتين في تحديد مصير وليد الركراكي على رأس الإدارة التقنية للمنتخب.

 

 

هل سيتمكن وليد الركراكي من إصلاح ما يمكن إصلاحه أم أن العجلة المعاقة ستستمر؟

 

 

الأيام المقبلة ستكشف العديد من اسرار سلبية النتائج التي يتحمل فيها وليد الركراكي وطاقمه المسؤولية التامة.

 

 

ومرجع هاته المسؤولية لما يعج به المنتخب المغربي من الأسماء الكبيرة أوروبيا المقتولة داخل المنتخب الوطني.

 

 

الأكيد أنه على الناخب الوطني، وليد الركراكي، أن يتجاوز منطق دغدغة العواطف. وأن يبرز بالفعل قدرته على قيادة سفينة المنتخب المغربي تكتيكيا. وأن يحقق النجاعة الهجومية ويتجاوز المنطق السابق الذي عبر عن فشله في كوت ديفوار وأكادير.

التعليقات مغلقة.