يا معشر المعلمين، سلام من الله عليكم، وتحيات مباركة تزجى إليكم.
يا أيها المعلم، صحح نيتك قبل أن تبدأ عملا، فكما نظن، شعارك هو العمل المتواصل مع الصبر على نفسك وليس صبر الناس عليك، تذكر دائما، أن الناس تعتبرك أنت الدعوة، فإياك أن تقع في تناقض القول والعمل فتكون صادا.
تذكر أيها المعلم، أن أعين الجمهور فاحصة، ومنطق الأفعال أقوى في الإقناع، فليكن شعارك دائما أصلح نفسك، كن خير قدوة في حالك قبل قولك، فكن على يقين أن المنافقين مهما أجادوا الكلام، سرعان ما ينفضح أمرهم.
“احذر من منافق عليم اللسان”
يا أيها المعلم، لسان الحال أبلغ من لسان المقال، فأنت أحرى بالانتفاع بما تقول، فالعلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل.
فالإمام علي يقول : “خير من القول فاعله وخير من الصواب قائله وخير من العلم حامله”.
يا أيها المعلم اعلم أن كبر مقتا عند الله أن تقول ما لا تفعل.
فيا معلم، عار عليك إذا كنت تنه عن خلق وتأتي مثله، فأنت واعظ للناس، وستصبح متهما، إذا عبت منهم أمورا أنت تأتيها.
يا معلم، املئ نفسك وعقلك بالفكرة التي تدعو إليها قبل أن تسرع في بثها وإقناع الناس بها، فكما هو معلوم، اقتناعك يجب أن يسبق اقناعك، واخلاصك قبل عملك، فحديثك يجب أن يكون بقلبك لا بلسانك، لكي يكون حديثك حديث الموقن الواثق مما يقول، المنفعل المتحرق لما يدعو اليه.
يا أيها المعلم، كن مربي بالقدوة الحسنة وليس بالعنف اللفظي، وقدم نصيحتك للمذنب على انفراد إذا كان الخطأ فردي، فإذا كان العكس، فلا بأس بالنصيحة الجماعية.
خلاصة القول، اعلم أيها المعلم، أنك تحمل أعظم رسالة، وتقوم بخير ما في الوجود من أعمال.
يقول الله عز وجل : ” وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ”
حنان الرويسي
التعليقات مغلقة.