أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الخطط المبدئية للمقاومة قيد المناقشة

السعيد الزوزي

الخطط المبدئية للمقاومة قيد المناقشة في واشنطن ولندن لتزويد الاوكرانيين بالأسلحة والمعدات العسكرية!!

إن التلميحات بأن الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة تستعدان سرا “لتسليح مقاتلي المقاومة”في أوكرانيا في حالة حدوث غزو يجب ان ترفع الاعلام الحمراء، وليس فقط من النوع الروسي.

إن فعالية وحكمة التدخل في نزاعات الآخرين، مهما كان المبدأ حيويا ومهما، أو  كان السبب يبدو مبررا، مفتوحة للتساؤل الجاد، كما يوحي الكثير من تاريخ حقبة الحرب الباردة.

 

للمقاومة وجوه كثيرة الخطط المبدئية قيد المناقشة في واشنطن ولندن لتزويد الاوكرانيين الذين يعارضون تغيير النظام الذي يفرضه الكرملين بالأسلحة والمعدات العسكرية الأخرى، إذ تفترض مسبقا أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” سيطلق الغزو الذي طال انتظاره وينجح في الإطاحة بحكومة “كييف” المنتخبة.

 

لا يعتبر أي من الاحتمالية أمرا مفروغا منه، قد يستمر ” بوتين” في العبث مع الرؤساء الغربيين إلى أجل غير مسمى. ومع ذلك، منذ ان بدأ “جو بايدن”، الرئيس الامريكي، و”بوريس جونسون”، ابنه الصغير البوق، مقتنعين بأن الاسوأ سيحدث – “أكبر حرب في اوروبا منذ عام 1945″، حسب كلمات رئيس الوزراء البريطاني الميلودرامية – فمن المنطقي فقط افتراض السر اكتسبت المحادثات حول استراتيجيات ما بعد الغزو  الحاحا جديداً.

أفادت الأنباء أن “جيك سوليفان”، مستشار الأمن القومي الأمريكي، اطلع الكونجرس الأسبوع الماضي على خطط لتقديم مساعدات قاتلة إضافية إلى الاوكرانيين.

 

في الحقيقة، إنه ليس سرا كبيراً. في المناقشات مع الحلفاء، أوضح مسؤولون كبار أن “بايدن” ووكالة المخابرات المركزية (سرا) والبنتاغون (علانية) سيسعون لمساعدة اي تمرد اوكراني.

يتعاطف معظم الرأي العام بلا شك مع المواطنين الاوكرانيين الذين يفكرون في تدمير استقلال بلادهم والديمقراطية تحت تهديد السلاح.

من المفهوم أن غريزة القناة الهضمية لدى كثير من الناس هي المقاومة بكل الوسائل الممكنة، ومع ذلك، فإن التشجيع الرسمي لما يمكن أن يتحول بسرعة إلى صراع شديد العنف وطويل الامد وربما لا يمكن الفوز به يتطلب دراسة متأنية وهادئة.

من السهل التحريض على القتال عندما يقوم شخص آخر بالقتال وعندما يحدث ذلك بعيداً، لكن هناك مشكلة أخلاقية ها هنا: إذا رفضت أنت نفسك تلطيخ يديك بالدماء، فهل يجب أن تحث الآخرين على فعل ذلك؟ إذا لم يتوقف ذلك، ففكر في الآثار العملية.

من خلال مساعدة الميليشيات الأوكرانية أو المقاتلين من أجل الحرية أو الميليشيات الشعبية (المصطلح وحده إشكالية) لقتل الجنود الروس، فإن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، في الواقع، تشنان حربا بالوكالة ضد روسيا.

وروسيا ستعرف هذا، هل تقبله بشكل سلبي؟ أم أنها ستعيد إطلاق النار بطرق غير سارة وغير متكافئة ومختلطة؟ بالطبع ستفعل، هل فكر “جونسون”في ذلك؟.

ومرة أخرى، فإن القوى الغربية ميؤوس منها إلى حد كبير في خوض حروب بالوكالة عبر مجموعات المقاومة، فكر في حرب “كونترا” الكارثية التي شنها “رونالد ريغان” على “نيكاراغوا”في الثمانينات، فكر في “خليج الخنازير الكوبي”، أو كيف تم حث الشيعة والأكراد في العراق على الثورة في عام 1991 من قبل “جورج إتش دبليو بوش” ثم تعرضوا للخيانة فيما بعد، ذبحهم “صدام حسين” بالالف، السياسيون الغربيون الذين كانوا يثرثرون بالمبدأ في ذلك الوقت كما هو الحال الآن.

قد يكون من الصعب السيطرة على مجموعات المقاومة، يسافرون في مسارات غير متوقعة، المثال الأكثر شهرة هو ” أفغانستان”، حيث قامت بعض مجموعات المجاهدين المسلحة الأمريكية التي قاتلت الاحتلال السوفياتي بعد عام 1979بانشاء “حركة طالبان”، التي انقلبت على من أنشأوها مثل وحش “ماري شيلي”.

غالبا ما تضر الحروب بالوكالة أكثر مما تنفع، والقوى الغربية ليست مؤيديها الوحيدين، لنأخذ في الاعتبار البؤس الذي يعاني منه الشعب “اليمني” اليائس من خلال القتال بالوكالة بين الخصمين الاقليميين “إيران” و”السعودية”.

التاريخ مليء بأمثلة من البلدان التي أصبح فيها المحررون، في إطار الإطاحة بالقمع مضطهدين، انظروا إلى “إيران” و”انغولا”.

الحجة المعاكسة، بالطبع، هي أن كل حالة مختلفة، أوكرانيا مختلفة، وهذا هو الحال في الوقت الحاضر، لكن التمرد المدعوم من الغرب يمكن أن يتحول بسهولة إلى حرب أهلية، وينتشر الى”جمهوريات البلطيق” المجاورة وأماكن أخرى، ويصبح في الوقت المناسب مواجهة مباشرة، وغير مقنعة وغير محدودة مع روسيا.  

التعليقات مغلقة.