ضمن المنتخب المغربي تأهله لنهائيات كأس العالم، التي ستقام بدولة قطر خلال شهر يونيو 2022، بعدما تمكن من هزم منتخب الكونغو بحصة ثقيلة ، خلال لقاء إياب مباراة السد التأهيلية، عن المنطقة الإفريقية، التي دارت اليوم الثلاثاء، على أرضية ملعب “محمد الخامس” بالعاصمة الاقتصادية للمملكة الدار البيضاء.
وللإشارة فقد دخل المنتخب المغربي اللقاء وفي حوزته نتيجة إيجابية سجلها خلال لقاء الذهاب التي استطاع خلالها “أسود الأطلس” تحقيق نتيجة ، التعادل الإيجابي “1-1″، من هدف وقعه البديل “طارق تيسودالي” في حدود الدقيقة 77 ردا على الهدف الأول الذي وقعه “للفهود” اللاعب “يوان ويسا” في حدود الدقيقة 12، مع تسجيل إضاعة النخبة الوطنية لضربة جزاء، وبالتالي أصبح يكفي”أسود الأطلس” التعادل السلبي أو الفوز بأي نتيجة لضمان الحضور في العرس الكروي العالمي للمرة السادسة في تاريخه.
وقد دخل المنتخب المغربي اللقاء بصفوف مكتملة، حيث لم يتم تسجيل أي إصابة خلال الحصص التدريبية، إذ لم تشهد آخر حصة تدريبية أجراها المنتخب أية غيابات، بما في ذلك “عبد الصمد الزلزولي” الذي غاب عن مباراة الذهاب بداعي الإصابة، وكذا “أحمد رضا التكناوتي” الذي أكد الناخب الوطني، وحيد خليلوزيتش، شعوره ببعض الآلام.
وكما كان منتظرا فقد عرفت التشكيلة الرسمية المنتخب المغربي بعد التغييرات مقارنة بلقاء الذهاب، كما عرفت حضورا جماهيريا مآزرا كبيرا من مختلف المدن المغرب ومن داخل وخارج المغرب، ألهبت مدرجات المركب الرياضي ّمحمد الخامسّ بالدار البيضاء، في لوحات فنية رائعة.
وقد تدفقت الجماهير المغربية على ملعب محمد الخامس، قبل ساعات من انطلاق المباراة، التي مرت في أجواء إجراءات أمنية مشددة، والتي وصل عددها إلى 45 ألف متفرج ومتفرجة، انذمجوا في أجواء من الحماس والأهازيج والهتاف بأسماء نجوم المغرب، خاصة بعد وصول النخبة الوطنية، في المقابل قابلوا منتخب الكونغو الديمقراطية بصافرات استهجان، كما تزينت المدرجات بالأعلام الوطنية وقمصان المنتخب الوطني، وحاز النجم المغربي، أشرف حكيمي، القسط الأوفر من التشجيعات، حيث علا اسمه مدرجات الملعب الممتلئة عن آخرها، وكذلك النجم “سفيان بوفال” الغائب عن التشكيلة الرسمية التي ستخوض المواجهة، والذي فضلالمدرب “خاليلوزيتش وحيد” الاحتفاظ به في ذكة الاحتياط، وضع اضطر معه لاعبو الكونغو، لاستخدام سماعات هواتفهم، لتفادي ضجيج الجمهور المغربي، ولضبط توازنهم الفكري قبيل اللقاء.
وكان منتخب الكونغو الديمقراطية، قد وصل يومه الإثنين إلى مدينة الدار البيضاء، حيث كان في استقبالهم أعضاء المكتب الجامعي يتقدمهم الكاتب العام للجامعة “طارق نجم”، وأقامت العناصر الكونغولية بأحد افنادق، وفق ما أعلن عنه الاتحاد الكونغولي لكرة القدم، بعد أن خاض تربصا تدريبيا، بأحد المنتجعات السياحية بضواحي مدينة الجديدة، التي قرر الكونغوليون التربص بها هروبا من الضغط الجماهيري، قبل أن يخوض المنتخب الكونغولي، مساء يومه الإثنين، حصته التدريبية الأخيرة، على أرضية ملعب محمد الخامس.
اللقاء ابتدأ بضغط عال فرضه المنتخب المغربي على خصمه الكونغولي، واستحواذ كلي على الكرة، مع اكتفاء المنخب الكونغولي على تحصين وسط الميدان والدفاع والاكتفاء بالحملات المضادة التي شكلت إحداها خطورة على مرمى المنتخب الوطني، كما عرفت الجولة الأولى إضاعة العديد من الفرص نتيجة السرع، إلا أن الدقيقة 20 من اللقاء حملت الجديد عبر “عز الدين أوناحي” الذي أثحمه المدرب رسميا خلال هذا اللقاء، والذي استغل رجوع الكرة وتفكك الدفاع ليسكنها الشباك بطريقة أكثر من رائعة لم يتمكن الحارس من التصدي لها.
اللقاء عرف إصابة الحارس المغربي “ياسين بونو” على مستوى الحاجب وهو الأمر الذي أدى إلى توقف المقابلة لفترة طويلة لتقديم الإسعافات الضرورية لنجم فريق ّإشبيليةّ الإسباني، والذي تعرض مرة أخرى لتدخل خطير اضطر معه الحكم لإيقاف المقابلة، خاصة وأن “ياسين بونو” سقط على الأرض في تدخل بالرأس قوبل بتدخل قوي من طرف المهاجم الكونغولي، والذي غاذر على إثرها اللقاء، ليتم تعويضه بالحارس الاحتياطي “منير المحمدي”، وهو التغيير الاضطراري الثاني بعد خروج “الياميق”، توقفات نتيجة إصابتي حارس عرين الأسود اقتضت إضافة 12 دقيقة كوقت بدل ضائع من الجولة الأولى.
خلال الوقت بدل الضائع وعلى إثر مرتدة سريعة تمكن اللاعب “طارق تيسودالي” من الانفراد بالحارس وإسكان الكرة الشباك الكونغولية ليوقع هدف الاطمئنان في الدقيقة 7 من الوقت الإضافي، وهو ما منح ثقة كبيرة للنخبة الوطنية وحد من الحماس الكونغولي الذي ضغط في أخر فترات الجولة الأولى.
خلال الجولة الثانية استمر الضغط المغربي، مع اقتناص الأخطاء نتيجة تقدم الخصم للهجوم، وهو ما استغله المنحب المغربي للقيام بهجمات مرتدة سريعة، إحداها بواسطة اللاعب “تسودالي” الذي انفرد بالحارس لكنه أضاع الفرصة، والثانية بواسطة “عز الدين أوناحي” مسجل الهدف الأول، في الدقيقة 55 من اللقاء، والذي وقع على حضور قوي، من خلال تسجيله الثنائية.
رد الفعل الكونغولي جاء قريا من خلال هجوم منظم أعقبته زاويتين، كاد من خلالها أن يوقع هدفه الأول إلا أن قلب الدفاع المغربي رفض الأمر وناب عن الحارس مبعدا الكرة التي كانت متوجهة للشباك.
الاندفاع الكونغولي أثمر فرصتين متتاليتين ، الأولى ارتطمت بالعارضة لترتد، لكن دون أن يتمكن مهاجمو المنتخب المغربي من إسكانها المرمى، بينما الثانية استغلتها النخبة المغربية عبر النجم الكبير “أشرف حكيمي” الذي أسكن الكرة في المرمى أمام دفاع منهار تماما ومتفكك، في حدود الدقية 70.
وضد مجرى اللعب وعلى إثر تراخ دفاعي تمكن الاعب الرجاء البيضاوي السابق “مالونغو الهدف الأول لمنتخب الكونغو في الدقيقة 76، ليعقبها مغادرة “يوسف الكعبي” و “طارق تيسودالي، ودخول النجم “سفيان بوفال”، و”ريان مابي”.
لنتهي اللقاء بفوز مستحق للمنتخب المغربي برباعية مقابل هدف واحد مع مستوى أداء جيد، من جميع النواحي التاكتيكية والفنية والنتيجة، وبالتالي التأهل لنهائيات قطر 2022، بعد رحلة تميزت بالتألق في جميع المراحل التي قطعتها النخبة المغربية من دور المجموعات الذي تربعت عليه بفارق كبير عن المنافسين.
وللإشارة فقد سبق للمنتخب المغربي أن تأهل إلى نهائيات كأس العالم خلال أعوام 1970، 1986، حين بلغ الدور الثاني قبل الخروج على يد ألمانيا، وأيضا سنوات 1994، 1998 و2018، ليكون هذا الحضور هو السادس خلال مسيرته.
فيما تأهل المنتخب الكونغولي الديموقراطي إلى النهائيات مرة واحدة في تاريخه خلال مونديال ألمانيا 1974 تحت اسم “زائير”.
وللإشارة كان منتخب المغرب قد تجاوز دور المجموعات متصدراً مجموعته التاسعة برصيد 18 نقطة، بفارق شاسع عن صاحب المركز الثاني منتخب غينيا بيساو، برصيد 6 نقاط، غينيا (الثالث بـ4 نقاط)، والسودان (الرابع بـ3 نقاط).
من جانبه تصدر منتخب الكونغو الديمقراطية المجموعة العاشرة برصيد 11 نقطة من 3 انتصارات، وتعادلين، وخسارة، بفارق نقطة واحدة عن منتخب بنين الذي حل ثانياً بـ10 نقاط، وتنزانيا الثالث بـ8 نقاط، ومدغشقر الرابع بـ4 نقاط.
استقبال الجماهير المغربية لمنتخب الكونغو الديمقراطية بالصفير والاستهجان
وصول الجماهير الكونغولية لأرضية المركب الرياضي محمد الخامس
أجواء المركب الرياضي محمد الخامس قبيل اللقاء ، لهيب من الحماس والتشجيعات
استعدادات أمنية قبيل بداية اللقاء
هدف المنتخب المغربي الأول الذي سجل في الدقيقة 20 من الجولة الأولى
https://www.youtube.com/watch?v=AI9jk4XsgU8
لحظة إصابة الحارس المغربي “ياسين بونو” الذي غادر اللقاء مجبرا بعد إصابته لمرتين
https://www.youtube.com/watch?v=cIzH9N82JCc
الهدف الثاني للمنتخب المغربي
https://www.youtube.com/watch?v=RpuYneYADPQ
أهداف النحبة الوطنية خلال هذا اللقاء الجنوني الأطوار
https://www.youtube.com/watch?v=eBQN8tc81xQ
التعليقات مغلقة.