أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

تنظيم أيام ثقافية إسلامية روحانية بستراسبورغ بفرنسا

ستراسبورغ فرنسا: الأستاذ الحاج نور الدين أحمد بامون

سيرا على عادته السنوية شهد رحاب مسجد “ستراسبورغ” الكبير نهاية الأسبوع الجاري حفلا ختاميا زاخرا بالأنشطة، والذي تضمن تنظيم حفل تربوي، ثقافي، ديني وختاما فنيا تضمن أجود الطبوع والألحان من مديح وقصائد، ومسك ختامه حفل الطفولة السنوي المعتاد عقب كل نهاية.  

نشاط كله شباب بحيوية وطاقة حية مبهر يفتخر به على مدار الأعوام يحاكي الأجيال المتعاقبة.

 

ختام نشاط سنوي كان بمثابة رأس مال كنوز الشباب عماد المستقبل وثروة الذخيرة التي لا تنفذ 

 

يلاحظ المتردد على المسجد ومشاهد نشاطه العام عامة والشبابي الطلابي خاصة أنه بتزايد الأفراد تزداد الحاجة إلى التربية والتكوين وتعبئة الرصيد الفكري، مع ازدياد وتنوع سبل الوصول إلى منابع العلم والمعرفة، وازدياد حاجات الإنسان عامة والشباب في حياته اليومية، إضافة إلى التطور المستمر في الدوائر الثقافية المتنوعة لأفراد المجتمع، لذا تكون الحاجة ماسة إلى استمرارية البحث في سبل النجاح وتجنب الفشل الذريع من خلال البحث عن المميزات الإيجابية في قدرات الإنسان لاختيار الطريق السهل ليكون الصديق الأفضل في مشواره العلمي، والبديل المتاح عند الحاجة، والفرصة السانحة التي لا تعوض وتقرب الإنسان إلى الوصول لمستويات سعادة النجاح والتفوق في حياته عامة. 

ولأجل الرقي عاليا والوصول إلى ذلك يجب الإسهام في هذا المسعى الفكري الحضاري واسع المجالات، نجد القائمين على صروح التربية والتعليم في المسجد بمختلف مستوياته تسعى جاهدة في التنافس فيما بينها، وضمنها المؤسسات التربوية، العلمية والثقافية لتأطير فئة الشباب و تكوينهم تربويا، علميا وفكريا من خلال تنظيم تربصات وتكوينان وملتقيات وندوات تنطلق منها حلقات ومجالس، وإقامة ورشات عمل، وقبلها دروس نظرية ومحاضرات خاصة في كل ما يتعلق بتنمية الفرد، وتعزيز ثقته بنفسه وتنشيط العلاقات البينية والإجتماعية وغيرها من باقي العلاقات خاصة فيما يخص الجاليات الإسلامية و العربية التي تتجاذب طرفي مجادف الحياة العصرية بين التقليد العرفي العائلي للمولودين بفرنسا و بين التقليد العصري ببلد الإقامة لاسيما للوافدين من الخارج والمولدين بمواطنهم. 

ومن بين الفرص المتاحة للتربية والتعليم لنشر ثقافة تنمية القدرات وتطوير الذات، هو وجود صرح المسجد الكبير بستراسبورغ بطاقمه المشرف و إدارته المسيرة وجنود الخفاء عامة ومؤسسة مركزه الثقافي، لا سيما أنه يختص نوعا ما في التكوين والتأطير الشباني من حيث مجالس الشباب كأنموذج كما سبق و أن أشرنا أنه يسعى  لزرع النواة الأولى لإعداد القادة مستقبلا، فهو يتسع في مجال نشاطه الديني قبل كل شيء ليشمل الجوانب المعرفية بديننا الحنيف والتطرق لباقي المجالات الفكرية الثقافة وغيرها، سواء الإنسانية منها والإجتماعية، مما يعطي هذه الفرصة مصداقية عملية، لكون هذه الأماكن تمثل هوية وانتماء المجتمع. 

وقد تضمن حفل نهاية الأنشطة السنوية 2021/2022 للمسجد بكل تفاصيله، تلاوة جماعية وفردية للقرآن الكريم، شهادات الطلبة والطالبات من خلال مسارهم ومشوارهم الدراسي والحضوري لنشاطات المسجد ومختلف الإستفادات من برامجه، وعرض التقرير الأدبي والأنشطة عامة، إضافة إلى سلسلة المواعظ والإرشادات المقدمة بعين المكان.  

لقد كان حفلا واسعا متميزا من حيث كل الفقرات والترتيبات بحيث كانت أيامه متنوعة ببرنامج ثري مكن الجميع من التمتع والاستمتاع، خاصة العائلات برفقة أطفالهن، فلذات أكبادهن، في جو منعش على ضفاف نهر المنطقة ونسيم الأشجار المترامية الأطراف وظلالها الوفيرة. 

ساعات طوال تنفست فيها الصعداء، لعب فيها الأطفال كبارا وصغارا، في جو تنافسي بين الصبية ومرافقيهم بين مختلف أنواع الألعاب المتوفرة والمحضرة خصيصا لهم هؤلاء البراعيم جواهر زينة الحياة الدنيا. 

نشاط مبهر خصص للألعاب القصور المنفوخة والبالونات المضغوطة، وأجنحة النشاطات المتنوعة، وبين نكهات الشواء والحلويات مما لذا وطاب مرفوقة بأنواع المشروبات المنعشة دون التخلي على الزخرفة بالحناء والنقوش، مع تلاوة عطرة جماعية وفردية تنافسية لكلا الكواكب برعاية مشايخهم. 

القرآن الكريم ربيع القلوب وشفاء للصدور وجلاء للأحزان وذهاب للهموم، ففي آياته نور على نور، وعبرة لمن أراد أن يعتبر، وفي قصصه آيات للمفكرين، ويكفي أن الله تعالى أنزله على نبيه سيدنا محمد ليكون مرشدا وهاديا لهم في دين الإسلام، وهو دين الناس من البشرية جمعاء، وليس أروع من أن يسخر الإنسان حياته لأجل الله وأعظم ما يمكن عمله هو إتمام حفظ القرآن الكريم وتعلمه وتدبر آياته والعمل به للفوز بالدارين.  

وفي ختام اليوم الثاني الذي كان يوما إيمانيا قرآنيا في أروع صوره التنافسية بين كواكب الطلاب ومستظهري القرآن الكريم، الذين من الله عليهم بحفظه وألبسهم تاج الوقار بين فريقين، فريق “الشيخ خليلو” وفريق “الشيخ أيوب” حفظهم الله ورعاهم وجزاهم خير. 

راحة القلوب والأرواح الدمشقية السورية وروائع الطبوع بحناجر صادحة من ألمانيا ب”ماربورغ” إلى عاصمة “الألزاس ستراسبورغ” بفرنسا، ختام بعطر مسك وياسمين يفوح أريج عبقه من على أميال متتابعة، فما بال من حضرها واستمتع بها وأثلج صدره و متع نظره وشنف مسامعه.

كان لفرقة راحة القلوب والأرواح كعادتها بصمة ولمسة فنية في تنشيط مثل هاته الحفلات و المناسبات منها تلاوة عطرة بمناسبة العيد، أتحفت على مدار عدة ساعات الجمهور بروائع الإنشاد والموشحات والمقامات بقيادة الأستاذ “ياسين باطية” خادم المديح وسلطان الموشحات والتسابيح والأذكار، رفقة نجله البرعم “محمد باطية” مستلم المشعل مستقبلا.

وفي دردشتنا معهم علمنا أن فرقة “راحة القلوب والأرواح” تأسست سنة 2015 بألمانيا، مقر تواجدها وهي تقدم العديد من المقطوعات والأناشيد الدينية الإسلامية والاجتماعية، بالغلتين العربية والألمانية، وقد ذاع صيتها خارج الأقطار ونالت شهرة واسعة و صدى بإعجاب زاد من تهافت الجمهور  المحب للإنشاد عليها. 

والفرقة مكونة من ثمانية أعضاء، رافقهم في هاته الرحلة والجولة الفنية بمسجد “ستراسبورغ” الكبير كل من المنشدين “الحاج محمد فتاح” و”عمر الصبان” من عائلة كبار المنشدين السوريين، و”فارس” حفيد “أبو شعرة”.     

لقد كان حفلا رائعا من حيث البرامج والفقرات، ومن حيث التنظيم و حضور الجمهور للحفل السنوي الختامي والضيوف عامة والأهالي والأسرة زاد من قيمة الحدث وأعطn له لونا ممتعا وطعما مختلفا ودافعا تحفيزيا للعمل بطاقة أكثر مما سبق، ولتقديم المزيد بكل أريحية وثقة بالنفس لأجل خدمة الإسلام وتقديمه في أحلى وأبهى صوره 

فتحية تقدير واحترام بأسمى معاني الحب والوفاء لكم أنتم طاقم المسجد ومشرفيه  كبير وصغير جميعا، أنتم من تستحقون جزيل الشكر وجميل الثناء، فلولاكم لم يكن النشاط ليتحقق ويصل إلى أفضل وأعلى المراتب، ولولا جهودكم أيها الخيرين لما كان للنجاح أي وصول ولا ظهور، ولما تحققت الأهداف المرسومة ولا تكللت الجهود المبذولة طيلة السنة و فصولها المتعددة، فأنتم أساس رفعة هذا المسجد العريق وعماد بقائه وأساس تفوقه وتقدمه في ذكرى تدشينه العاشرة 10 سنة 2012 و ذكرى تأسيسه الأربعين 40 من نشأته سنة 1982 ، وتحية خاصة لكم أنتم المشايخ من يحمل شعلة النجاح و التطور، وأنتم الطلبة من يستلم المشعل فيرتقي عاليا, فشكرا لكم وإلى الأمام قدما اليوم وغدا أبدا ودائما ظلال حبل الله الوفير و طريقه القويم وتحية صفاء ومودة لكم أنتم رواد المسجد محبيه بكل الحب والوفاء وبأرق كلمات الشكر والثناء على دعمكم و سندكم و تشجيعكم و النهوض به عاليا.   

التعليقات مغلقة.