شبح فضيحة النجاة تطارد ادارة ISCAE استخلاص رسوم بدون خدمة سرقة !

يوسف بوستة

لقد كشفت نتائج مباراة ولوج المعهد العالي للتجارة وادارة المقاولات عن فضيحة جديدة بطلها ادراة المعهد، وهي التي فرضت على 4600 شاب وشابة من الحاصلين على شهادة الباكلوريا لهذه السنة بمعدل لا يقل عن 17\20 ، اداء 750 درهم مقابل السماح لهم بوضع ملف الترشيح لمرحلة الانتقاء لاجتياز المباراة، وتمت المناداة على 500 مترشح ومترشحة فقط لاجتيار المبارة، و سيتم اختيار 40 منهم فقط للالتحاق باقسام المعهد بالرباط والدار البيضاء.
وبمجرد ما تداولت شبكات التواصل الاجتماعي هذا الموضوع حتى سارعت مديرة المعهد الى نفي اية مسؤولية لها بالموضوع والصاق تهمة “الابتزاز المالي ” بالوزارة، على اعتبار ان الدولة قد اعلنت من مدة نيتها التوجه نحو خوصصة التعليم الجامعي تحت دريعة استقلالية الجامعة والمعاهد المتخصصة من الناحية المالية والادارية، وهو تفسير ضيق لمبدأ الاستقلالية، والحال اننا لسنا فقط امام عملية فرض رسوم جديدة او الزيادة فيها على الطلبة الجدد، ولكن نحن امام عميلة ابتزاز الأسر المغربية واستغلال رغبتها الجامحة لضمان مقعد في اقسام المعهد لأبنائها خاصة امام المصداقية والكفاءة العلمية والمعرفية التي يوفرها هذا المعهد، مما اعاد الى الاذهان فضيحة النجاة التي كان بطلها وزير التشغيل السابق عباس الفاسي عبر وكالة لانابيك التي فرضت على اكثر من 250 الف شاب مغربي القدمون من جميع المدن والقرى لاداء رسوم قريبة من هذا المبلغ لاحدى وكالات الفحص بالدار البيضاء، قبل ان تنكشف وهمية عقود العمل للشركة الاماراتية، تلك ابشركة التي استطاعت ان تتلاعب بالدولة والحكومة وتعبت بمصير واحلام شبابنا.
دواعي هذه المقارنة هي كون السيدة المديرة العامة للمعهد، كانت تعرف جيدا ان العدد المسموح لهم التباري على الاربعين مقعدا لن يتجاوز 500 مرشح ومرشحة، فلماذا تم قبول طلبات 4600 ؟ ولماذا تم فرض مبلغ 750 درهم ان لم يكن الامر هو الحصول على مبلغ محترم دون وجه حق (35 مليون درهم)؟ كما ان استخلاص الرسوم هذه دون تقديم اية خدمة للمتبارين، يعتبر سرقة موصوفة بامتياز، وابتزاز واضح لاسرهم وذويهم خاصة منهم ذوي الدخل المحدود؟.
ولماذا رفضت السيدة المديرة اقتراحات اغلبية الاساتذة الذين طالبوها بتخفيض تكاليف الترشيح مع ضرورة ارجاع المبلغ للذين لم يتم اختيارهم لاجراء المباراة، كما لم تستصغ مراسلتهم لها التي يعبرون فيها عن استعدادهم للاشراف على المبارة بشكل تطوعي والغاء تلك الرسوم التي ستسيىء لسمعة المعهد المعروف بالنزاهة والاستقامة بعيدا عن اساليب الزبونية والمحسوبية واستغلال النفود للتدخل في السير العادي للتحصيل العلمي والمعرفي بهذه المؤسسة.
لقد عرف عن هذه المؤسسة كونها مفتوحة امام الطلبة المغاربة بالمجان وان شروط الالتحاق بها لا تخضع لاي شكل من اشكال الزبونية والمحسوبية، بل للكفاءة العلمية والمعرفية التي يتم اختبارها في مباراة الولوج من طرف خيرة الاطر العلمية والمعرفية، فهل ستشكل هذه السنة تحولا جديدا لهذه المؤسسة التي زودت قطاع المال والاعمال والمقاولات بخيرة الاطر والخبرات؟ لتجد العلاقات الزبونية والحزبوية الضيقة الطريق نحو التحكم في سلطة العلم والمعرفة بعد ان استحودت على اعلى هرم في المقاولات والمال والاعمال !

التعليقات مغلقة.