رئيس جماعة غياتة الغربية لأصوات: رغم تكالب المفسدين، مستمرون في مسيرة البناء والتنمية في الجماعة

تحقيق: محمد عيدني/ تازة

احتقنت الاجواء بجماعة غياتة، التابعة ترابيا لإقليم تازة بعد ان تعرض رئيس الجماعة ، السيد الشنوف بالقاسم لطعنات بالسلاح الابيض كان بطلها شابان تسببا له في جروح خطيرة عجلت بنقله إلى مستشفى بن باجة بتازة لتلقي الإسعافات اللازمة.
وحول تفاصيل هذا الحادث، اكد رئيس الجماعة في تصريح حصري لجريدة أصوات في ساعة مبكرة من يوم الأربعاء 12 من الشهر الجاري طرقت امرأة باب منزله رفقة شابان أحدهما بحوزته سكينا، وفي غفلة منه باغته بطعنات قاتلة، أصابته بجروح متفاوتة الخطورة على مستوى الكلي والبطن والكتف ليسقط مغشيا عليه في بركة من الدماء.

ويرجح رئيس جماعة غياتة الغربية، ان تكون الاسباب الكامنة وراء هذا الاعتداء سياسية سيما وان صعوده على راس الجماعة جاء على اثر احتجاجات ساكنة الجماعة واعضاء المكتب احتجاجات ضد الفساد المالي الذي كانت تعرفه الجماعة في فترة الرئيس السابق المنتمي لحزب الزيتونة .

نفس الموقف كشفت عنه الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي بتازة، ان الاعتداء الجسدي الذي تعرض له رئيس جماعة غياة الغربية، الواقعة ضواحي واد امليل، تم من طرف اشخاص محسوبين على الرئيس السابق للجماعة، خصوصا ن المنطقة تعرف غليانا غير مسبوق منذ إكتساح الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية للإنتخابات الجزئية المجراة بجماعة غياتة الغربية بتاريخ 23/02/2017 وحصوله على الأغلبية المطلقة بمجلس هاته الجماعة الترابية ( 25 عضوا من أصل 27 )، والمرور بعد ذلك إلى نزاعات قضائية إدارية وجنائية.

كرونولوجيا الاحداث

شهدت الجماعة القروية غياتة الغربية والتي كان يرأسها السيد امحمد البزيوي المنتمي لحزب الزيتونة فصولا من انتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة ، علاوة على عدم التفعيل الحرفي للقانون بهاته الجماعة وتطبيق القانون بهاته الجماعة في العديد من الملفات (قضائية، إدارية،…) مما يوحي للمواطنين أن رئيس هاته الجماعة محمي من طرف أشخاص نافذين على مستوى عالي، كما يروجه هو عن نفسه.
هذا الوضع جعل الساكنة تعبر في اكثر من محطة عن احتجاجها ما حذا ب13 عضوا ينتمون الى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الى تقديم استقالتهم من المجلس القروي بتاريخ 25 غشت 2016 احتجاجا على مصادرة الرئيس لدورها، وفي مقدمتها عدم التداول في القضايا موضوع جدول اعمال المجلس قبل اتخاذ المقررات خلال الدورات العادية ونهجه أسلوب الانتقام من الساكنة التي لم تصوت لصالحه بحرمانها من الكهرباء، الإنارة العمومية، الماء، النقل المدرسي وجميع الامتيازات والحقوق .

و بناءا على الإستقالة قررت وزارة الداخلية إعادة الإنتخابات بمجموع دوائر جماعة غياثة الغربية. وبعد إجراء الإنتخابات الجماعية بتاريخ 23 فبراير 2016، إكتسح حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية مجموع الدوائر بخمسة وعشرين مقعدا مقابل مقعدين لحزب جبهة القوى الديمقراطية.

اعتقال الرئيس السابق لجماعة غياتة

وقائع هذه القضية انطلقت من البحث التمهيدي الذي باشرته الضابطة القضائية، ممثلة في الفرقة الجهوية للشرطة القضائية للجرائم المالية بفاس، التي أنجزت محضرين في هذه النازلة، الأول تحت عدد بتاريخ 26 شتنبر 2017 والثاني بتاريخ 23 نونبر 2017.

وحددت محكمة الاستئناف بفاس الثلاثاء المنصرم 24 يوليوز، أول جلسة لمحاكمة المتهمين، وضمنهم الرئيس السابق لجماعة غياتة الغربية المسمى «محمد البزيزي»، ومن معه، حيث قرر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بفاس متابعة المتهمين من «أجل جناية التزوير في محررات رسمية واستعمالها وتبديد أموال عمومية وخاصة واختلاسها»، حيث أحالهم على غرفة الجنايات الابتدائية بقسم الجرائم المالية بجنايات فاس.

ويستفاد من المحضرين أن الرئيس الحالي لجماعة غياثة الغربية واد امليل بإقليم تازة، تقدم بشكاية عن طريق دفاعه في مواجهة الرئيس السابق لنفس الجماعة المسمى «امحمد البزيزي»، يتهمه فيها ب «اختلاس وتبديد أموال عمومية». وكانت الشرطة توصلت بشكاية ثانية تصب في نفس السياق.

وحسب الشكاية فإن جماعة غياتة عرفت «سنوات 2013-2014و2015 مجموعة من الاختلاسات وتبديد أموال عمومية مع استغلال النفوذ خلال فترة رئاسة المتهم تمثلت في:
«-إبرام سندات طلب تتعلق بتوريدات الوقود، قطع غيار السيارات، والعجلات تتعلق بشاحنات وسيارة الإسعاف تابعين للجماعة من بينها شاحنة ميتسوبيشي.
مع إنجاز أشغال وهمية لا وجود لها على أرض الواقع، من خلال صرف نفقات تتعلق بتوريد أدوات ومواد لمد قنوات الماء الصالح للشرب عبر سندات طلب بلغ ما مجموعه مؤقتا 287.993,00 درهم تخص معاملات وهمية.
-اختلاس مبلغ 90.000,00 درهم تهم مصاريف خاصة بتنقلات الرئيس وأعضاء المكتب من خلال التزوير وخلق نفقات وهمية»…
وعلى اثر ذلك انتقلت عناصر الشرطة إلى مركز واد امليل جماعة غياثة الغربية بإقليم تازة، حيث تم ربط الاتصال بحيسوبي الجماعة الذي أفاد المحققين بخصوص سندات الطلب المتعلقة بتوريد الوقود، وقطع الغيار، والعجلات الخاصة بشاحنات وسيارات الجماعة التي أبرمها الرئيس السابق، أن «معظم هذه السندات كانت محط اختلاس وتبديد من طرف الرئيس السالف الذكر».

كما أسفرت الأبحاث والتحريات عن وجود اختلالات بالجماعة الترابية غياثة الغربية، وهو ما تمت معاينته على مستوى مراب سيارات الجماعة.

الشنتوف حقق مالم يحققه الرئيس السابق في زمن قياسي

بالنظر لتوفرها على العديد من المؤهلات الاقتصادية والمقومات الطبيعية والثروات البشرية ، من المرتقب أن تتحول في المستقبل القريب إلى قطب اقتصادي مهم يجلب الاستثمارات ويوفر فرص التشغيل ليلعب بذلك ادوارا طلائعية جد مهمة في أفق بناء مجال جماعي أكثر رحابة في كافة المستويات وعلى مختلف الأصعدة.
هكذا عملت الجماعة على تعميم الكهرباء على كافة دواوير الجماعة، الى جانب تعبيد الطرق واصلاح المدارس. كما عملت الجماعة على تسوية وضعية دوار المطاحن. وفي هذا الاطار كشف السيد الشنتوف لاصوات على ان الجماعة في طور انجاز العديد من الدراسات التقنية المتعلقة بعدد من المشاريع على راسها:
– قنطرة أعراب
– معبر سيدي الرقيق
– قنطرة الولجة
– الطريق الرابطة بين قنطرة اعراب وتازكا.

هذا الزخم في المشاريع يعزى بحسب الرئيس الحالي لجماعة غياتة الى تلاقي ارادة الرئيس مع اعضاء المجلس على تحقيق مصالح الجماعة وخدمة سكانها مع السهر على تحقيق مبدا الادارة الجماعية المواطنة التي تعتمد مبدا القرب والانصات والتفاعل بالاستماع لاقتراحات الفاعلين والسكان.
ولم يخف السيد الشنتوف كون هذا الخيار في الانتصار للمال العام لم يكن طريقا سهلا بل كان طريقا شاقا لان، بحسب قوله، ” تكالب علينا المفسدون وصاروا يهددوننا في حياتنا بحيث سخروا شابا لمحاولة اغتيال الرئيس والاعتداء عليه بسكين كادت ترديه قتيلا.”

التعليقات مغلقة.