تيزنيت: راهن عنوانه ” خليه إموت.. وطحن مو”

سعيد رحيم

“يعيش كل من محمد جاعا و خليل ادمولود المضربين عن الطعام أمام مقر عمالة تيزنيت أوضاعا صحية خطيرة، نتيجة مواصلتهما الإضراب عن الطعام والاعتصام لليوم الثاني عشر على التوالي.”

ليست هذه مجرد قصاصة أخبار عابرة نتداولها، بل تكثيف لراهن عنوانه ” خليه إموت.. وطحن مو”.. الشباب المضرب عن الطعام لم يحصل على بقع في تجزئة أكلو، أكبر ملف ريع يسهر المجلس الإقليمي الحالي على تهيئته، ونفس الشباب المضرب عن الطعام لم يحصل على مأذونات نقل خارج القانون وداخل العمالة، والشباب المضرب لا يملك حاضنة حزبية/مالية تُكرم عليه بمشاريع ممولة في صناديق الجهة.

ولكن يبقى المخجل هو الانحدار الخطير الذي وصلناه، وهذا الارتداد عن كل آليات الدعم والتضامن والمؤازرة والوساطة. قبل سنوات كان اي ملف اجتماعي يجد صداه داخل التنظيمات الجمعوية والنقابية والحزبية، وكانت لجان الدعم وسكرتاريات التنسيق تتشكل من عشرات التنظيمات من مختلف الحساسيات، وكان هناك ضغط مدني يحد من تغول المقاربة الأمنية والسلطوية..نعم هناك انهاك وترهل وعطالة حقوقية، وضمور في المبادرات المدنية سواء في التضامن او الترافع او الوساطة الاجتماعية، ولكن مع ذلك هناك بالمقابل كوة أمل وحيدة تفتحها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالمدينة من خلال تدخلاتها التي للأسف تجد أذان صماء من السلطات، لأن القرار الرسمي اليوم هو التضييق على الجمعية ..اليوم ضروري ان يتحمل الجميع مسؤوليته في انقاد خليل ومحمد، وضروري أيضا التفكير في الخروج من عطالة جماعية حقوقية وتحرير المبادرات، مع نقاش صريح حول تدبير الملفات الاجتماعية بالمدينة والحقوقية..اليوم خليل ومحمد في واجهة الموت، وغدا ملف آخر اجتماعي ستكون فيه المدينة برمتها هي الضحية، كملف التدبير المفوض لتطهير السائل ومشكل مطرح الازبال وتردي خدمات الماء والكهرباء والصحة والأمن، والمحطة الحرارية التي مازلت في أجندتهم..هي ملفات لاتمس المعطلين فقط، بل حتى هؤلاء الذين يتوهمون ان اي سلوك احتجاجي مجرد نزق وبسالة داخل المدينة، في حين أن الحفاظ على وهج الديناميات الاجتماعية داخل المدينة هو الحفاظ على الحق في جودة المعيش وإطار العيش المشترك لي ولك وللمعطل والطبيب والأستاذ والتاجر..يكفي فقط ان يتخلى الجميع عن انانيته وفردانيته.

التعليقات مغلقة.