“هلا مدريد..فيسكا بارصا” وبدأ مسلسل التهديد

عبد الاله الجوهري

لا أعرف كيف تسرب مقطع من فيلمي الجديد “هلا مدريد، فيسكا بارصا” لأيادي الشر والجحيم، وشاهدوه بعيون مصابة بداء الرمد، وخرجوا بحكم قطعي أنه فيلم ضد الإسلام والمسلمين، وبالتالي وجب حجبه ومنعه من الخروج والعرض أمام الجمهور، فقط لأن بطلته تنزع نقاب البدو، نقاب الذل والهوان، وترميه في الخلاء، وأن بطله ملتحي متاجر بالدين وبأعراض الناس، كأن هذه النماذج والوقائع غير موجودة في الواقع المغربي..

نعم “بولحواجب” (لعب الدور الممثل القدير عبد الحق بلمجاهد)، أو الشخصية الرئيسية في الفيلم، يملؤها الغش والتلاعب بالدين والمتاجرة بأعراض الناس، وبالتالي فهو نسخة طبق الأصل لمجموعة كبيرة من الخوانجية ومصاصي دماء الشعب، ممن لا يملكون ذرة إيمان أو نسمة حياء، وتقديمه بهذا الشكل(في اعتقادي) لايسيء للإسلام والمسلمين، بل يسيء لقليلي العرض والدين، ومن يساندهم من جموع الجهلة والمنافقين. كما أن النساء اللواتي يكتشفن طريق البهاء والنور ويتخلين عن الحجاب أو النقاب البدوي، الذي لايمت للدين الحنيف بصلة(خاصة النقاب على الطريقة الأفغانية)، كثيرات، البعض منهن كن يدثرن به أجسادهن شحنا وجهلا، والبعض الأخريات كن يضعنه خوفا من بعض أفراد العائلة المتخونجين، أو طمعا في غواية الرجال من أجل الزواج أو على الأقل تقديم من خلاله حسن السيرة والسلوك لمجتمع محافظ منافق..


للمسوخ البشرية التي تكره الحياة، وتعادي الفن والسينما، وتتخذ من التهديد والوعيد والتخويف منهجا لها في الوجود، متوهمين بذلك أنهم يدافعون عن الإسلام والمسلمين، نذكرهم، إن كانوا بحاجة للتذكير، أن الإسلام بريء منهم، كما نردد على مسامعهم، بالفم المليان: “طز، وألف طز، فيكم وفي تهديداتكم الهاتفية الجبانة”..

التعليقات مغلقة.