شو كبير ها الكرم الأمريكي ؟! ،

حميد باها

لماذا لم يقيموا حتى اليوم جائزة حاتم الطائي للكرم؟
فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة الآمريكية تجعل من الحصار الاقتصادي أداة حرب لتجويع شعب فينزويلا،
وحتى وهي تمنع من آمد طويل عن شعب فينزويلا كافة أسباب الحياة بما فيها الأدوية والمواد الغدائية، 
وحتى وهي تستولي بأسلوب قطاع الطرق على الودائع المالية للبلاد من ملايير الدولارات بالابناك الأمريكية، مثلما فعلت من قبل مع ودائع بلدان أخرى وضمنها بلدان عربية ضدا على الاعراف والقوانين الدولية.. 

حتى وهي تسعى بكل الوسائل إلى إسقاط حكومة البلاد ورئيسها المنتخب ،وحتى وهي تواصل حشد الدعم من كافة أرجاء العالم للانقلاب على ألرئيس الشرعي بواسطة كركوز نصب نفسه رئيسا من غير أن يكون قد تقدم إلى الانتخابات الرئاسية آصلا، وكأنما وجد منصب الرئاسة شاغرا ينتظر فقط أن.يختار له البيت الابيض الشخص الذي يناسبه،وحتى وامريكا لم تتوقف يوما عن تآجيج الخلافات السياسية الداخلية وصولا إلى منع حلفائها من مجرد القبول بالمفاوضات مع الحكومة القائمة. 


وحتى وهي تهدد البلاد بالتدخل العسكري المباشر ، وتدعو قادة الجيش للانشقاق لتشكيل نسخة جديدة من “الجيش الحر” السوري، سعيا منها إلى إغراق البلاد في الاقتتال الدموي وفي حرب أهلية مدمرة… إلخ..
بالرغم من كل ذلك، فإن أمريكا تظل على حنانها تجاه فينزويلا وشعبها وقلبها على احتياطها النفطي ، وهي لن تبخل عليها بكرمها، حتى أنها لم تتوان عن إرسال آلاف الأطنان من “المساعدات الإنسانية” إلى شعب فينزويلا مع أنها لم تنفك تحاصره وتجوعه، امريكا هذه هي أيضا من تسعى جاهدة إلى إحاطة الحكومة أليسارية البوليفارية بكرمها ولو اقتضى الأمر أن ترغمها بواسطة الحرب على قبول السماح بإدخال المساعدات الانسانية، من غير أن يكون هناك أي داع للتنسيق بشأن تلك المساعدات لا مع الحكومة الشرعية القائمة، ولا مع الآمم المتحدة، ولا بالمرور عبر إشراف إحدى المنظمات الإنسانية الدولبة المعروفة …


فهل يعقل أن تتحلى آمربكا بكل هذا الكرم الإنساني؟ …
ألا كم كانت صادقة، وربما أصبحت أصدق من السابق، شعارات جيلنا بعموم اليسار المعادية للامبريالية والصهيونية يوم كانت لدينا قضايا إنسانية فعلية ومحقة ندافع عنها، ويوم كانت “أمريكا، آمربكا ،(من غير لبس أو تلعثم) عدوة الشعوب”،، وأحس بالرثاء لبعضنا حين لم يعد قلبه وعقله يخفق إلا للماكينة الاعلامية لحلف الناتو وللصهيونية العالمية، ولا يرى من الآعداء إلا أولئك الذين تحددهم له الدعاية الإعلامية الآمريكية، حتى ألرئيس الفينزويلي مادورو المنتخب بثقة من شعب بلاده ، والذي لم يتلكأ للحظة، ولا ضعف صموده أبدا في حماية ثروات البلاد من الأطماع الأمريكية، وفي مناهضة الحصار الامبريالي الظالم ضد شعب فينزويلا لتجويعه ولفرض الاستسلام عليه، حتى هذا ألرئيس، وهو على مسافة قارة منا، لم يسلم من عداء بعض المحسوبين عندنا على “ثقافة وتاريخ اليسار”، حتى أنك لتخالهم ينعمون بجنة الخلد الديمقراطي ..

التعليقات مغلقة.