المدرسة المرينية بمشور تازة …..أي مصير؟

عبد الإله بسكمار

هي واحدة من عدة مدارس أسسها أمراء وسلاطين بني مرين بكل من فاس ( المدرسة البوعنانية ) مكناس تازة وسلا، وقد أشار إلى مدرسة تازة المؤرخ ابن مرزوق التلمساني في نفس العصر، ثم الحسن بن محمد الوزان المعروف بليون الإفريقي Léon L’africain ( القرن السادس عشر الميلادي ) الذي ذكر أن تازة كانت بها ثلاث مدارس من بين مآثر المرينيين بهذا الموقع الذي اعتنوا به وتابعهم الوطاسيون في ذلك إلى درجة أن خليفة السلطان وأخاه كان معينا كعامل على تازة، وجاء تأسيس هذه المدارس بالمغرب كجزء من رد فعل سياسي وإيديولوجي – حسب عبد الله العروي – ضمن ما سماه برد فعل المسلمين السنة بعدما عرف العالم الإسلامي موجات من التشيع المتنوع المشارب والأهواء ,وإثر انحصار مذهب ابن تومرت المتميز بخليط فكري عقدي اعتزالي/ شيعي وسيرا من المرينيين على نهج السلاجقة وهم سنة متشددون في تأسيس مدارس لتلقين مبادئ الإسلام وفق الرؤية السنية على يد نظام الملك وزير السلطان ملكشاه السلجوقي في أواسط القرن الخامس الهجري فسميت وقتذاك بالمدارس النظامية .

كان التفسير الظاهري للقرآن ومباحث الفقه والقضاء وكتب الفروع والحديث والتفسيرمع بعض المباحث الأخرى كالطب والفلك والكيمياء هي المواد التي تدرس في هذه المؤسسات التي كان السلاطين يعينون أساتذتها وشيوخها ويجرون عليها الأوقاف لفائدة الشيوخ والطلاب .

ينطبق هذا على المدرسة المرينية بمشور تازة العتيقة والتي وصفها ابن مرزوق بأنها المدرسة الحسنة أي الجميلة أو الحسنية نسبة إلى الأمير أبي الحسن الذي بناها يوم أن كان وليا للعهد في زمن أبيه أبي سعيد عثمان في حدود سنة1323 / 724 هـــ ويضفي عليها صاحب guides bleux ;وصفا جميلا رائقا من حيث النقوش والزخارف، وقد كُتب على بابها الخارجي هذان البيتان اللذان يرجعان إلى العصر المريني ويعود لنا الفضل في إعادة قراءتهما من أجل كتابتهما مجددا بسبب القدم والإهمال وهما:

لَعَمْرُكَ ما مثلي بشرقٍ ومغرب.....يفوقُ المباني حُسْنُ مَنظري الحَسَن 
بَناني لدرس العلم مُبتغيا به ......ثوابا من الله الأميرُ أبو الحســــــــــن 

والمدرسة مِلك عمومي من المفترض أن يكون تابعا قانونيا للجماعة الحضرية، ومفتوحا للمغاربة لأن المدارس المماثلة في فاس وسلا ومكناس يحكمها نفس الوضع القانوني، وهي حاليا مؤسسات تديرها وزارة الثقافة لأنها ببساطة من المعالم التاريخية المصنفة وطنيا وفي عداد الآثار التابعة للدولة، وكانت المدرسة في الماضي مكشوفة دون شرفة أو قبة وأكبر مساحة من الحيز الحالي مما يطرح سؤال التهيئة ومدى مراعاته لوضعية البناية الأصل كمعلمة تاريخية محكومة بالقوانين والمراسيم الجاري بها العمل، وهو ما كان يفرض أن يدخل ضمن ملف تصنيف تازة كتراث وطني .

التعليقات مغلقة.