في معنى “العواشر” مبروكة!

محمد الهيشو

” عواشر مبروكة” مفهوم خاطئ ﻻ معنى واضح له، متداول بكثرة بيننا حتى قبل حلول المناسبات واﻷعياد الدينية بفترات طويلة. المفهوم سيق به إلى غير زمنه ﻷسباب اقتصادية محضة، وﻻ عﻻقة له بالدين أو التدين إطﻻقا. فأنت تسمع كل يوم تقريبا مع بدايات شهر شعبان، رمضان، أو ذي الحجة ” عواشرك مبروكة” من دون تمحيص وﻻ تدقيق في ذلك التبريك الغير مفهوم والﻻ مجدي. عن أي “عواشر” نتحدث إذا كانت كل أيام الله مباركة..مباركة ما دامت الحياة خﻻلها ممكنة، ودورة اﻹنتاج سائرة. ما دامت الفرصة متاحة لتعلم المزيد والعمل أكثر لتطوير الذات واللحاق باﻷمم المتحضرة، وليس النوم والخمول..التبذير واﻹتكال.

“عواشر مبروكة” تعبير دارج مركب من مفردين:
اﻷول (عواشر) غير ذي معنى على المستوى اللغوي، في حين يقصد بالثاني (مباركة) التبريك، وهو في اﻷصل اشتقاق لما بات يعرف لدى الصائم خﻻل شهر رمضان المبارك “بالعشر اﻷواخر” من هنا جاء التحريف وهو ﻷسباب تجارية واقتصادية محضة، ولغرض ومغزى يناقضان حقيقة العشر اﻷواخر، التي هي الورع والتقوى..التعبد والتضامن..الصدقة والتآزر. وعوض بمفهوم دارج خاطئ غير ذي زمن محدد وﻻ جدوى جلية، لتكريس ثقافة التبذير ..التسوق، والتغاضي عن فعل التضامن الحقيقي الذي يختتم عادة بفريضة الزكاة.

التعليقات مغلقة.