تدفق مرعب للحمقى والمعتوهين على فاس

عزيز باكوش

تعرف مدينة فاس هذه الآونة ، تدفقا مرعبا للحمقى والمعتوهين والمختلين عقليا ، فأين ما وليت وجهك ، ثمة كائن بشري يشكل خطرا على صحتك النفسية والجسدية . ولا يبدو أن وزارة الحقاوي مهتمة بهذا الأمر رغم أنه يدخل في صميم نفوذها ، ولا السلطات الأمنية ولا النسيج المدني..

وكنت توقعت أن تخصص وزارة الأوقاف أو يتجرأ أحد خطباء الجمعة في رمضان للتطرق لهذه المعضلة وتفكيك خطورتها لكن ذلك لم يحصل

لذلك فإن الحرية التي ينعم بها هذا الفصيل الآدمي المتعدد الجنسيات والعاهات يرتع بلاحدود ، بعيدا عن أي نوع من العقاب ، فإلى متى يظل هذا النزوح المرضي النفسي المقلق والمدمر خارج أجندة الحكومة؟

لا يفهم المرء كيف تسمح السلطات المحلية بفاس بهذا التدفق المريب للاختلال النفسي وبهذا الاكتساح المهول لحالات بشرية ميؤوس من شفائها ، ومحلها الطبيعي هي مستشفيات الأمراض النفسية والعقلية وليس شوارع المدينة والمحلات التجارية والممرات الزاحمة وأبواب الإقامات السكنية .

عدد من هؤلاء المشفوق على حالهم عرايا تظهر أعضاؤهم بشكل مقزز ، ينامون على الردهات يقتاتون من النفايات ، أحدهم يشتم ويقذف بالحجارة في كل تجاه ولا يخطئ هدفه .كل من شاء حظه الأسود سيصاب بسوء أكان راجلا أو راكبا.

لا إحصائيات رسمية ولا متابعة علاجية ، ليظل الخطر محدقا ، ويحدث كما لو كان حدثا ملازما لهذا الشهر الفضيل ، وكما لو كان شيئا عاديا من أصالتنا وحضارتنا

وتعود الأسباب الحقيقية لهذا السيلان المرضي حسب مصادر متطابقة إلى رغبات بعض الأحياء السكنية لمدن بعيدة في تسفير الحمقى إلى وجهات محددة للتخلص منهم بعد أن يركبونهم حافلات عمومية مؤدى عنها مع توصية بالإنزال بعيدا وأينما اتفق.

ثمة مدن مغربية متخصصة في تسفير الحمقى والمشردين ، فيخلصون منهم ويورطوا مدن أخرى ، فيما تقبع السلطات الأمنية والمجتمعية والموكول إليها تدبير التضامن الاجتماعي والأسري خارج التغطية.

التعليقات مغلقة.