توقفوا عن تقبيل أطفالكم في الفم..

إعداد مبارك أجروض

إنّ تقبيل الأطفال على الفم من العادات الخاطئة التي يمارسها الأهل تعبيراً منهم عن محبتهم الزائدة لهم والتي قد تكون لها مخاطر نفسية وصحية كثيرة وتسبب أمراضاً خطيرة للطفل كالفيروسات وانتقال أنواع من العدوى عن طريق النفس، لذلك على الأم والأب الامتناع عن تقبيل الطفل على فمه مع الحرص على منع الآخرين أيضاً من تقبيله لحمايته من الأمراض والفيروسات والعدوى التي تنتقل إليه وتؤثر على صحته ونموّه.

الأمراض الناجمة عن تقبيل الطفل على الفم:

ـ على المستوى السيكولوجي

لا يخفى ما لتقبيل الطفل في الفم من أثر نفسي وجسدي بالغ، خاصة عندما يدرك الأطفال نشاطهم الجنسي. يمكن للقبلة أن تخلق روابط عاطفية لهم، حتى لو بدت بريئة من جانب الوالدين، فإن الطفل يتطور عن طريق التقليد ويتمكن بعد مدة من إعادة إنتاج نفس السلوك مع الاخرين، دون أن يدرك الأثر الحميمي والجنسي لهذه البادرة العملية.

يبدأ الوعي الجنسي في التكون لدى الأطفال من عمر 4 أو 5 سنوات، فمن ناحية يعتبر الطفل القبلة على الشفاه تحفيزا جنسيا لأنها منطقة متحررة تسبب إطلاق السيروتونين والأوكسيتوسين، أي متعة الهرمونات، ولكن الآخرين سيجدون أنفسهم أمام أفعال وتوجيهات جنسية محضة. وعليه يوصي المختصون في علم النفس بتقبيل الطفل في الخد أو الجبهة.

ـ على المستوى الفيزيولوجي

إن تقبيل الأطفال في الفم له أضرار صحية وخيمة وتعتبر القبلة قنبلة موقوتة تعرض حياتهم للخطر، وتزيد من نسبة إصابتهم بالعديد من الأمراض والفيروسات التي قد تعرضهم للوفاة. حيث يمكن أن تنتقل عددا من الفطريات للسان، ويمكنها أن تتسبب أحيانا في الإصابة ب“الهربس”، وهو مرض فيروسي يظهر على الشفاه، ويصبح مرضا مزمنا يستعصي العلاج منه، بل أيضا قد تتسبب القبلة في تعرض الأسنان للتسويس في الكبر، والإصابة بالتهابات في اللثة.

ـ يعرضه لأمراض فيروسية بكتيرية، نتيجة لضعف الجهاز المناعي عنده.
ـ يساعد ذلك على نقل الميكروبات إلى الطفل ويعرضه لالتهاب الحلق ونزلات البرد والأنفلونزا.
ـ فيرس الهربس، واحد من أشهر الأمراض التي تنتقل إلى الطفل عن طريق النفس وتقبيله على الفم.
ـ تقبيل الطفل على الفم يعرضه للحمى الشوكية والتهاب الغدد النكافية.
ـ يزيد من خطر الإصابة بالفيروسات الكبدية التي تشكل خطورة على حياة الأطفال الرضّع.

أبعد من ذلك إن تقبيل الطفل على وجهه كافٍ لنقل كل الفيروسات وذلك لعمر ألـ 5 سنوات، فكيف إذا كانت القبلات على فمه ؟ وهو حديث الولادة ؟ فالبالغون يحملون فيروسات لا يصابون بها، ولا تتفاعل في أجسامهم، لأنهم قد كوّنوا مناعة ضدها على مرّ السنوات، أما المواليد والأطفال فقد يلتقطون هذه الفيروسات لضعف المناعة لديهم، والكبار من خلال التقبيل ينقلونه لهم من دون أن يدركوا ذلك، لأنّ علامة الإصابة لا تظهر عليهم..

الأذى يكون أكثر في السنة الأولى حيث مناعة الطفل تكون غير مكتملة بعد، للتذكير فالمناعة تبدأ بالتكوّن بعد الأشهر الستة الأولى ولذلك يكون المولود خلال هذه المرحلة قابلاً لتلقي أيّ عدوى أو مرض..وتجدر الإشارة إلى أن الرضاعة الطبيعية تلعب دوراً أساسياً في تكوين المناعة لدى الصغار من خلال مادة الهيموغلوبين، ولا يخفى أن الطفل الذي لا يتم إرضاعه من حليب الأم يكون عرضة أكثر لالتقاط الفيروسات…

التعليقات مغلقة.