حينما يصاب الكبد بالسرطان..

إعداد مبارك أجروض

إن سرطان الكبد هو السرطان الذي يبدأ في خلايا الكبد. والكبد هي عضو في حجم كرة القدم يقع في القسم العلوي الأيمن من البطن، أسفل الحجاب الحاجز وأعلى المعدة.. ويمكن أن يتكون العديد من أنواع السرطانات في الكبد. ويعد سرطان الخلايا الكبدية هو أكثر أنواع سرطان الكبد شيوعًا، ويبدأ في خلية الكبد الرئيسة (الخلايا الكبدية). وتعد أنواع سرطان الكبد الأخرى، مثل سرطان القنوات الصفراوية داخل الكبد والورم الأرومي الكبدي، أقل شيوعًا.

لا يمكن اعتبار كل أنواع السرطان التي تؤثر في الكبد سرطانات كبدية. يُعرف السرطان الذي يبدأ في منطقة أخرى بالجسم، مثل سرطان القولون أو الرئة أو الثدي، ثم ينتشر في الكبد باسم السرطان النقيلي وليس سرطان الكبد. ويُعرف هذا النوع من السرطان باسم العضو الذي بدأ فيه، مثل سرطان القولون النقيلي لوصف السرطان الذي يبدأ في القولون وينتشر إلى الكبد. ويعد السرطان الذي ينتقل إلى الكبد أكثر شيوعًا من السرطان الذي يبدأ في خلايا الكبد.

وعلى الرغم من ندرته؛ إلا أن سرطان الكبد يُعد شكلًا خطيرًا من هذا المرض، الذي يتسم بأن أعراضه غامضة ولا تظهر حتى يصبح السرطان في مرحلة متقدمة؛ وبالتالي فإن اكتشاف علامات التحذير الأولية لمرض سرطان الكبد تُعتبر أمرًا بالغ الأهمية؛ من خلال إدراك الناس لأي تغيير يطرأ على أجسامهم. إن هذا النوع من السرطان يبدأ في خلايا الكبد، ويمكن أن تتشكل عدة أنواع من السرطان في ذلك العضو الحيوي في جسم الإنسان.

الأسباب

إن الأسباب وراء أكثر حالات سرطان الكبد غير واضحة. ولكن في بعض الحالات، يكون السبب معروفًا. على سبيل المثال، يمكن أن تسبب العدوى المزمنة B بعض فيروسات التهاب الكبد الإصابة بسرطان الكبد.

إن سرطان الكبد يحدث عندما تطور خلايا الكبد تغييرات (طفرات) في الحمض النووي ـ المادة التي توفر تعليمات لكل عملية كيميائية في الجسم. تسبب الطفرات في الحمض النووي تغييرات في هذه التعليمات. وتتمثل إحدى النتائج في أن تبدأ الخلايا في النمو خارج نطاق السيطرة وتشكل في نهاية المطاف ورمًا ـ كتلة من الخلايا السرطانية.

الأعراض

والسرطان الذي يبدأ في الكبد، أو “سرطان الكبد الأولي”، لا تظهر له أي أعراض في المراحل المبكرة، ومع ذلك، قد يكتشف الناس حدوث تغيير ملحوظ في أجسامهم، مثل ألم أو تورم في البطن.

قد يسهم عاملان في هذا التورم؛ الأول هو تضخم الكبد بسبب السرطان المتنامي، وهو ما يتسبب في حدوث تورم في الجانب الأيمن من البطن، أما الثاني فهو أن السرطان أو تليف الكبد قد يزيد من الضغط في الكبد؛ مما يؤدي إلى تجمع الدم في الأوردة؛ الأمر الذي يتسبب في نهاية المطاف بخروج السوائل من الأوردة إلى البطن وهي العملية المعروفة بـ”الاستسقاء”.

إن الضغط المتزايد في الأوردة، قد يتسبب في انتفاخها؛ بحيث يمكن رؤيتها تحت سطح بطن المريض، كذلك يمكن أن يحدث الاستسقاء عندما لا ينتج الكبد ما يكفي من بروتين الدم أو “الزلال”.

كما أن البطن المتورم “قد يسبب عدم الراحة أو الألم، وفقدان الشهية أو الشعور بالشبع بسرعة”، وحول أعراض سرطان الكبد؛ فإن تضخم الكبد أو انتفاخه يمكن أن يسبب ألمًا في الكتف الأيمن؛ وذلك لأنه يعمل على تحفيز الأعصاب التي تتصل بالأعصاب في الكتف.

وقد تشمل الأعراض الأخرى لسرطان الكبد فقدان الوزن غير المقصود، وفقدان الشهية، والشعور بالغثيان والقيء، وألمًا أو تورمًا في البطن واليرقان، أو اصفرار البشرة، وبياض العين، وحكة في الجلد والشعور بالتعب والضعف.

وإذا ما لاحظ المرء أيًّا من هذه الأعراض؛ فينبغي عليه الحصول على استشارة طبيبة، وفقًا لما تنصح به هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية.

الإصابة بسرطان الكبد

إن خطر الإصابة بسرطان الكبد يعتمد على مجموعة من العوامل مثل العمر والوراثة ونمط الحياة والعوامل البيئية. وعلى الرغم من أن سرطان الكبد يمكن أن يحدث في أي عمر؛ إلا أنه أكثر شيوعًا لدى كبار السن؛ خصوصًا أولئك الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عامًا؛ لكن معدلات الإصابة تكون أعلى عند الأشخاص بين 85 و89 عامًا.

وقد تشمل عوامل الخطر الأخرى المتعلقة بالإصابة بهذا النوع من السرطان؛ تليف الكبد، والتدخين، وزيادة الوزن والاستهلاك المفرط للكحول، والإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي والعدوى بفيروسات التهاب الكبد، والإصابة بداء السكري، ووجود حصى في المرارة أو استئصال المرارة وتاريخ العائلة، وأخيرًا التعرض للمركب الكيماوي كلوريد الفينيل.

ولا بد من الإشارة إلى أن وجود أي من عوامل الخطر المذكورة؛ لا يعني بالضرورة أن أي شخص سيصاب بسرطان الكبد، وأنه لا بد من استشارة الأطباء عند ظهور مثل هذه الأعراض.

التعليقات مغلقة.