إهمال العناية بالأسنان يضر بالقلب

إعداد مبارك أجروض

عادةً ما يظن أغلب الناس أن نظافة الأسنان رفاهية يُمكن الاستغناء عنها، وأن العناية بصحة بقية أعضاء وأجهزة الجسم يفوق نظافة الأسنان أولويةً، غير أن الإهمال في العناية بالأسنان قد يُسبب أضرارًا صحية جسيمة تتعدى مجرد الإصابة بالتسوس والعدوى الموضعية، حيث قد تصل أحياناً إلى حد الوفاة ! إن أمراض القلب تعد أحد أهم الأمراض التي يولي الباحثون لها اهتماما كبيرا، نظرا لارتفاع نسبة الوفيات بسبب هذا المرض، ويرتبط مرض القلب بأمراض أخرى، فالكل يعرف أن أمراض القلب ترتبط ارتباطا وثيقا بمرض ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري أيضا، لكن الجديد أن هناك ارتباطا كبيرا بين مرض القلب ومشاكل اللثة والأسنان.

وقد أكد باحثون في الغرفة الاتحادية لأطباء الأسنان في ألمانيا أن تزايد أعداد البكتيريا داخل الفم إلى زيادة خطر إصابة الإنسان بالمرض، ويضعف الجهاز المناعي مع تقدم الإنسان في العمر، لذا يُحدث تزايد البكتيريا عواقب خطيرة لدى كبار السن خاصة، كما أشارت الأبحاث إلى ان نسبة كبيرة من حالات الوفيات بمرض السكتة القلبية كانت لديهم أمراض حادة في اللثة والأسنان، وهناك أمراض قلبية تتأثر بحالة الأسنان تأثيرا مباشرا وهي:

أمراض الصمامات القلبية والأسنان:

تعتبر امراض صمامات القلب من أخطر أنواع الأمراض التي تصيب القلب، وقد اكتشف أطباء القلب أن أحد أسباب المرض هو بقايا الطعام وخاصة المواد السكرية وبقايا الطعام المتخمر، والتي تؤدي إلى نمو البكتريا وتراكمها في أماكن التسوس وبين الأسنان، وعندما يبدأ طبيب الأسنان معالجة أسنانك فإن هذه البكتريا تجد طريقها إلى الأوردة ومنها إلى الدورة الدموية للإنسان لتصل إلى القلب، ويلاحظ أن هذه الظاهرة تصيب مرضى القلب فقط، بينما الشخص السليم لا يتأثر بذلك إطلاقا، أما مضاعفات مشاكل الأسنان لدى مرضى صمامات القلب فتتلخص في، احتمالات حدوث هبوط بالقلب، والسكتات القلبية وتلف في صمامات القلب، مما قد يعرض المريض للوفاة .

أما عن طريقة تجنب مثل هذا المرض فتكون عن طريق إخبار طبيب الأسنان بحالة قلبه، حتى يعطيه طبيب الأسنان مضادا حيويا قبل فترة كافية من البدء في عمليات تنظيف أو خلع أو حشو الأسنان حتى يحميه من المخاطر التي قد يتعرض لها أثناء هذه الإجراءات الطبية، وتتحدد جرعة المضاد الحيوي حسب حالة المريض، وعمره، وحالة قلبه الصحية.

أمراض القلب الخلقية والأسنان:

وتشمل أمراض القلب التي يصاب بها الشخص منذ ولادته وهي ثقوب القلب المختلفة، أمراض ضيق الصمامات، وضعف عضلة القلب، وتؤثر مشاكل الأسنان واللثة في المرضى من هذه الفئة، وخاصة الأطفال المرضى خاصة أن الأطفال الأكثر عرضة لمشاكل الأسنان كالتسوس الذي ينتج عنه حشو الضروس أو الخلع، فعلى أهل الطفل إخبار طبيب الأسنان بحالته حتى يتجنب إصابته بأذى دون قصد، ويتوقف على حالة المصاب جرعة المضاد الحيوي، وجرعة البنج التي يمنحها الطبيب للمريض.

الحمى الروماتيزمية:

يجب أن يخبر المريض طبيب الأسنان في حالة إصابته بهذا المرض فورا، حتى لا يعرض الشخص نفسه لخطر الإصابة بالنزيف الشديد، أو أن يتعرض لضرر كبير بسبب البنج.

ارتفاع ضغط الدم:

يتعرض مرضى القلب المصابون بارتفاع في ضغط الدم لنزيف شديد في حالة خلع الأسنان، مما يستوجب إطلاع طبيب الأسنان عن حالة القلب قبل البدء في العلاج.

قصور الدورة التاجية:

يتعرض مرضى القصور التاجية إلى احتمال حدوث هبوط حاد بالقلب عند الذهاب لطبيب الأسنان، فيهتم الطبيب بمعرفة أنواع ادوية القلب التي يتناولها المريض حتى لا تتعارض علاجات الأسنان معها وتؤذي المريض.

زراعة القلب:

يعد مرضى القلب الذين أجروا عمليات زراعة القلب، هم أخطر الفئات، فيحرص طبيب الأسنان عند التعامل معهم على الحذر الشديد، ومحاولة إعطاء جرعة بسيطة من البنج، وإنهاء عمليات الخلع أو الحشو أو تنظيف اللثة في أقصر وقت ممكن.

نصائح لمرضى القلب للحفاظ على أسنانهم:

ينصح اطباء الأسنان مرضى القلب بأن يعتنوا بصحة لثتهم وأسنانهم اعتناء جيدا، بالدرجة التي لا تجعلهم يلجون إلى طبيب الأسنان، أو على الأقل حتى لا يحتاج الطبيب في علاجهم إلى اتخاذ إجراءات تعرض قلبهم للتضرر ومن اهم النصائح :
ـ زيارة طبيب الأسنان مرة كل ثلاثة أشهر على الأقل، حتى لو لم يعاني الشخص من مشكلة في أسنانه، حتى يتابع المريض حالة أسنانه بدقة .
ـ الاهتمام بغسل الأسنان وتفريشها اهتماما كبيرا حتي تتم حمايتها من التسوس .
ـ إجراء تنظيفا للأسنان واللثة كل فترة عند الطبيب تجنبا لمشاكل اللثة .
ـ البدء في علاج أي مشكلة بالأسنان حتى لو كانت بسيطة، قبل أن تزيد وتتفاقم .
ـ تجنب التدخين، لخطورته على القلب والأسنان معا .

التعليقات مغلقة.