الفيتامينات الذائبة في الدهون والصحة

جريدة أصوات : إعداد مبارك أجروض

تُعدّ الفيتامينات من العناصر التي يحتاجها الجسم للتطوّر، والنمو بشكلٍ طبيعيّ، حيث يحتاج ما يُعادل 13 نوعاً منها، ويُمكن الحُصول على ما يكفي من الفيتامينات من خلال النظام الغذائيّ، كما تُعدّ الفيتامينات من العناصر الغذائيّة الأساسيّة للحفاظ على صحّة الجسم، والوقاية من الإصابة بالعديد من الأمراض، وتُقسم هذه العناصر إلى فيتامينات قابلة للذوبان في الماء، وأُخرى قابلة للذوبان في الدهون.

غالبا ما تتردد جملة “عندك نقص فيتامينات” كثيرا على ألسنتنا، كلما وجدنا أحدا يعاني من الأنيميا (فقر الدم)، أو تشقق الجلد والشفتين، أو نزيف من اللثة أو لين (هشاشة) عظام، أو غيرها من الأعراض والأمراض، المشهور عنها أنها تنتج عن نقص فيتامين أو عدد من الفيتامينات. فما هي الفيتامينات ؟ وما هي أهميتها في الجسم ؟ وما هي أنواعها ؟ وما مصادر الحصول عليها ؟ وما الأعراض الناتجة عن نقصها في الجسم وكيف نعالج هذا النقص ؟

* ما هي الفيتامينات ؟
الفيتامينات هي مركبات عضوية ضرورية للنمو الطبيعي للجسم ولكثير من العمليات الحيوية الضرورية للإبقاء على الحياة. ويحتاج الجسم كميات ضئيلة جدا من الفيتامينات، وأغلبها لا يستطيع الجسم تصنيعه، لذلك فنحن نحصل عليها من الطعام أو من مصادر أخرى. وتوجد أسباب عديدة لنقص الفيتامينات في الجسم، أهمها النقص أو عدم التوازن في الغذاء لفترات طويلة، أو عند ازدياد الحاجة إليها، كما يحدث في فترات النمو والحمل والإرضاع. وعدد الفيتامينات المعترف بها عالميا ثلاثة عشر نوعا، ويتم تصنيفها حسب قابليتها للذوبان في الدهون أو في الماء إلى مجموعتين:

ـ المجموعة الأولى

هي مجموعة الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، وتشمل أربعة فيتامينات وهى AـDـEـK.

ـ المجموعة الثانية

هي مجموعة الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، وتشمل B وC.

وبالنسبة لمجموعة الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، فإن الجسم يستطيع تخزين كميات كبيرة منها في الأنسجة الدهنية تكفيه لعدة أشهر، وفي حين أن الزيادة في الفيتامينات الذائبة في الماء يستطيع الجسم طردها مع البول، إلا أن ذلك لا يحدث مع الفيتامينات الذائبة في الدهن، ولذا فإن تناول كميات كبيرة منها قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بصحة الإنسان وقد تؤدي إلى التسمّم.

أما مجموعة الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء فإن الجسم لا يستطيع أن يخزنها، حيث إنها تفرز مع البول، لذا فإنه يعتمد على الغذاء بالأساس لتزويده بالكميات الضرورية منها، والزيادة في التناول منها غير ضارة.

* الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون

1ـ فيتامين A
 له دور مهم في: الرؤية – نمو العظام – نمو الأسنان – انقسام الخلايا – زيادة مناعة الجسم – صحة الجلد والأغشية المخاطية. ويعد فيتامين  Aمن مضادات الأكسدة القوية، ما يجعل له دورا مهمّاً في القدرة على مكافحة السرطان.
ونقص فيتامين A يؤدي إلى ضعف النظر والعشى الليلي – جفاف والتهاب العين – تأخر وضعف نمو العظام والأسنان عند الأطفال – جفاف الجلد وتقشفه – عدم قدرة الجسم على مكافحة العدوى، ما يؤدي إلى العديد من الأمراض. من أفضل المصادر لفيتامين A هي المصادر الحيوانية كالكبد – زيت كبد السمك – الزبدة – صفار البيض – الحليب كامل الدسم. وتعتبر الخضروات ذات الألوان الداكنة كالجزر والطماطم والسبانخ من المصادر المهمة لبروفايتمين A الكاروتيني، والذي يتحوّل في الجسم إلى فيتامين A.

2ـ فيتامين D
يقوم الجسم بتصنيع فيتامين D من الكوليسترول عند التعرّض لكمية كافية من أشعة الشمس، وإذا لم يستطع الجسم تصنيعه بكمية كافية يجب الحصول عليه من الغذاء. ومن أهم وظائف فيتامين D في الجسم أنه يحافظ على مستوى الكالسيوم والفوسفور في الدم، وهى المعادن الرئيسية المكوّنة للعظام، وبذلك فإن له دوراً مهمّاً في نمو العظام وتقويتها كما وجد أيضا أن فيتامين D له دور مهم في تشكيل خلايا الدم وتنظيم المناعة. ولقد أثبتت الدراسات أن إمداد الجسم بكمية كافية من فيتامين D يزيد من إفراز الأنسولين في الدم، ويحد ‫من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني وخطر الإصابة بالسرطان، ويؤدي نقص فيتامين D (الذي من أهم أسبابه عدم التعرّض الكافي لأشعة الشمس)، إلى هشاشة العظام عند الكبار والكساح عند الأطفال، وتشمل أعراضه تأخر النمو الطبيعي وتأخر ظهور الأسنان والهزال. ونظرا لأن طبيعة الحياة اليوم (خاصة في المدن) أدت إلى قلّة التعرّض لأشعة الشمس (بسبب نظام المباني التي تمنع دخول أشعة الشمس والمكث فترة طويلة بالعمل في المكاتب)، فقد أصبح من الضروري الحصول على فيتامين D من المصادر الغذائية، والتي أهمها الأسماك، وخاصة السلمون والسردين – زيت كبد السمك – والكبد وصفار البيض.

3ـ فيتامين H
فيتامين H هو من الفيتامينات المضادة للأكسدة، ولذلك فهو يحمي الجسم من أمراض كثيرة كالسرطان وأمراض القلب وتصلّب الشرايين. ومن أهم مصادره الغذائية المكسرات كاللوز والزيوت النباتية والخضروات الورقية.

4ـ فيتامين K
فيتامين K ضروري لعملية تخثر الدم اللازمة لمنع النزف من الجروح، فهو يساعد على تنشيط عوامل تخثر الدم وعلى توازن عملية تخثر الدم بصورة صحية، كما أنه مهم أيضا في بناء العظام. ويؤدي نقص فيتامين K إلى عدم إتمام عملية تخثز الدم بشكل فعال، وبالتالي سيولة (ميوعة) الدم وسهولة النزف من الجروح ونزيف الأنف أو اللثة. ومن أهم مصادره الغذائية الخضروات الورقية الخضراء، وخاصةً البروكلي والسبانخ والكرنب وأوراق اللفت والخس، ويحتوي الكبد والبيض ومنتجات الألبان على كمية متوسطة منه، كما يتكوّن فيتامين K في أجسامنا بواسطة البكتيريا النافعة في الأمعاء. لذلك، فإن من أهم أسباب نقص فيتامين K في الجسم، تناول المضادات الحيوية لمدة طويلة، ما يؤدي إلى القضاء على البكتيريا النافعة في الأمعاء، وبالتالي فقدان الجسم لمصدر هام لهذا الفيتامين.

التعليقات مغلقة.