بالفيديو طائر الزرزور يرقص في سماء فلسطين

إنتشر مقطع “فيديو” نشر عبر موقع “فيسبوك” أسرابا من طائر الزرزور ترقص في فضاء إحدى المدن الفلسطينية، أثناء الزيارة الموسمية لهذا الطائر.

و المعروف أن أسراب ضخمة من طائر الزرزور من مواطنها الأصلية التي تقطنها في مناطق غرب وشرق أوروبا، وتحط رحالها في مناطق متفرقة من فلسطين الطبيعية، وهي زيارة موسمية تبدأ مع نهاية يناير من كل عام.

مع بداية فصل الربيع تغادر طيور الزرزور في رحلة العودة إلى أوروبا، بعد موسم التزاوج.

وقال المدير التنفيذي لجمعية الحياة البرية في فلسطين، عماد الأطرش: “إن طائر الزرزور يهاجر لأسباب متنوعة، منها: الجينية والوراثية، والأحوال الجوية كدرجة الحرارة والضغط الجوي؛ ذلك أنه يأتي من المناطق الباردة إلى الأكثر حرارة”، ويضيف أن من عناصر جذب الطائر ليستقر في فلسطين خلال الهجرة الخريفية توفر بقايا الطعام الطبيعية بكثرة.

موضحا أن طائر الزرزور يتواجد حاليا بأعداد هائلة في مناطق عدة بفلسطين، منها: الأغوار وأريحا، والمناطق الجبلية التي تحتوي على أنشطة زراعية، خاصة أنها تتغذى على الديدان واليرقات، وفي محافظات كل من بيت لحم ونابلس وجنين.

وأكد الأطرش  أن فلسطين ضمن خط هجرة الطيور، بسبب موقعها الجغرافي المتميز بين قارتي أوروبا وإفريقيا، وامتدادها على الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط، ولهذا فإن طيور شرق أوروبا المجاورة للبحر تمر عادة فوقها وبكثافة عالية.

وحسب معتقد المتحدث فإن الزرزور “محب وداعم للمزارع الفلسطيني”؛ لكونه يتغذى على الحشرات والديدان الضارة بالمحاصيل الزراعية، ويقول إن لطائر الزرزور قصة مع حياة المزارعين في فلسطين، حيث يقول المثل الشعبي “سنة الزرزور احرث الأرض البور”، وهو ما يعني أن على المزارع أن يقوم بفلاحة الأرض استعدادا لهطول الأمطار، فعندما يأتي الزرزور بأعداد كبيرة فهذا مؤشر على كثرتها.

ويعرف الزرزور بألوانه البراقة والجميلة، ويمكن رؤية ريشه الأخضر اللامع والأسود مع الكثير من البقع البيضاء الصغيرة، ومنقاره طويل نسبيا، وهو من الطيور المزعجة، فتكاثره بأعداد كبيرة على مدار العام يعطيه فرصة لزيادة أعداده بصورة غير عقلانية.

وأشار الأطرش إلى أن الطائر يتميز عن غيره بالذكاء والدهاء على حد سواء، وبصوته الرنان والحاد، وبحركته المميزة والسريعة، سواء على الأرض كالمشي أو في حركة طيرانه في السماء أو خلال فترات بحثه عن غذائه.

ويرجع الأطرش سبب تجمع الزرزور في أسراب ضخمة في السماء إلى كونه يحب أن يُجَمل نفسه في الطبيعة، وإرباك أي هجوم محتمل من طيور مفترسة، مضيفا أن هذه الطريقة لوحظت لدى مختلف الحيوانات بدءا من الزرزور إلى أسماك السردين.

وحسب مركز المعلومات الفلسطيني فإن ما يقارب 500 مليون طير تمر فوق فلسطين في كل فصل هجرة، ذهابا، وإيابا، من أوروبا إلى إفريقيا.

ويتواجد 400 نوع من الطيور المهاجرة، و150 نوعا آخر من مقيمة ومفرخة في فلسطين.

وعدد أنواع الطيور الزائرة حوالي المائة، أهمها: الزرزور والنورس أسود الرأس. وقد لوحظ في السنوات الأخيرة تحول بعض أنواع هذه الطيور إلى طيور مقيمة، حسب مركز المعلومات.

التعليقات مغلقة.