فيروس كورونا الصيني

إعداد مبارك أجروض

مرض كورونا هو عدوى فيروسيّة يتسبَّب بها فيروس كورونا، ويُمثِّل أحد الفيروسات الشائعة التي يتعرَّض لها معظم الأشخاص خلال مرحلةٍ ما من حياتهم، ولا يقتصر الفيروس على التأثير في البشر، بل قد ينتقل بين الحيوانات أيضاً مُؤثِّراً فيها، ويُشار في هذا السياق إلى أنَّ فيروس كورونا يُؤثِّر في الجهاز التنفُّسي العلوي مُسبِّباً المعاناة من أعراضٍ تتراوح شِدَّتها بين الخفيفة إلى المُتوسِّطة، وفي بعض الأحيان قد يُؤدِّي إلى المعاناة من أعراضٍ صحِّية شديدة.

* أعراض الإصابة بفيروس كورونا

ـ ارتفاع في درجة حرارة الجسد
ـ السعال
ـ صعوبة في التنفس
ـ سيلان في الأنف
ـ التهاب في الحلق
ـ الإسهال
ـ الغثيان والقيء
ـ الفشل الكبدي

كيف يمكن لبلدان العالم مواجهة هذا الفيروس والاستجابة له والإجراءات الوقائية التي يتم اتباعها ومكافحة العدوى في المراكز الصحية والحفاظ على الإمدادات المناسبة والتواصل مع العامة بشأن هذا الفيروس الجديد ؟ توصي منظمة الصحة العالمية السلطات الصحية لبلدان العالم بالعمل مع قطاعات السفر والنقل والسياحة لتزويد المسافرين بالمعلومات اللازمة للحد عمومًا من خطر الإصابة بالعدوى التنفسية الحادة، وذلك من خلال العيادات الصحية للمسافرين ووكالات السفر وجهات تشغيل وسائل النقل وفي نقاط الدخول. وبناءً على المعلومات المتوفرة حاليًا، لا تُوصي المنظمة بفرض أي قيود على السفر أو التجارة. وتُوصي البلدان بمواصلة تعزيز تأهبها لحالات الطوارئ الصحية بما يتماشى مع اللوائح الصحية الدولية لعام 2005.

فعلى صعيد كل بلد يتم تشكيل فريق دعم إدارة الأحداث المعني بفيروس كورونا المستجد في المكتب الإقليمي للمنظمة بهدف تنسيق الدعم التقني، وتحديد القدرات الوطنية، واستعراض الاستفسارات التقنية الواردة من الدول الأعضاء والإجابة عليها، والقيام بالوظائف الأخرى المهمة. وجارٍ الآن في جميع بلدان العالم شراء الإمدادات الصحية وتجهيزها مسبقًا في المراكز الإقليمية للإمدادات اللوجستية لمنظمة الصحة العالمية بهدف توزيعها حسب الاقتضاء، كما جرى تأمين التمويل اللازم لإرسال العينات المختبرية إلى ثلاثة مختبرات مرجعية عالمية لاختبارها.

* طرق العدوى بفيروس كورونا

بناءً على المعلومات المحدودة المتوافرة حتى الآن، لا توجد براهين تحدد طريقة انتقال الفيروس من شخص إلى آخر؛ ولكن يحتمل أنها مشابهة لانتقال العدوى الموجودة في أنواع فيروس كورونا الأخرى. وتشمل طرق انتقال العدوى من أنواع كورونا الأخرى المعروفة ما يلي:

ـ الانتقال المباشر من خلال الرذاذ المتطاير من المريض أثناء الكحة أو العطس.

ـ الانتقال غير المباشر من خلال لمس الأسطح والأدوات الملوثة بالفيروس، ومن ثم لمس الفم أو الأنف أو العين.

ـ المخالطة المباشرة للمصابين

وتُنسِّق منظمة الصحة العالمية مع جميع بلدان العالم لمواصلة تعزيز أنشطة التأهب بما يتوافق مع اللوائح الصحية الدولية لعام 2005، ولقد أصدرت بالمناسبة إرشادات تقنية عن كيفية القيام بذلك، وهناك توصيات معتادة للعامة التي تهدف إلى الحد من التعرض للأمراض ونقلها، بما في ذلك النظافة الشخصية ونظافة الجهاز التنفسي والممارسات الغذائية الآمنة وهي:

ـ غسل اليدين بالصابون والماء أو فرك اليدين بمطهر كحولي.

ـ تغطية الفم والأنف بقناع طبي أو منديل أو الأكمام أو ثني الكوع عند السعال أو العطس.

ـ تجنب ملامسة أي شخص مصاب بأعراض زكام أو تشبه الأنفلونزا بدون وقاية، والتماس الرعاية الطبية في حال الإصابة بحمى وسعال وصعوبة في التنفس.

ـ عند زيارة الأسواق المفتوحة، تجنب الملامسة المباشرة دون وقاية للحيوانات الحية والأسطح التي تلامسها الحيوانات.

ـ طهي الطعام جيدًا، وبالأخص اللحوم.

* يعتمد العلاج على الأعراض السريرية

لابد من الإشارة إلى أنه حتى الآن لا توجد أية علاجات فعالة تمت الموافقة عليها من قبل منظمة الصحة العالمية لهذا النوع من فيروس كورونا المستجد، ويعتمد العلاج على الأعراض السريرية. كما أن هناك علاجات قيد الاستقصاء، من خلال تجارب عن طريق الملاحظة وتجارب سريرية يخضع لها المرضى المصابون بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.

وإن اتباع كافة التدابير التي توصي بها منظمة الصحة العالمية في التعامل مع الحيوان والمنتجات والفضلات الحيوانية والاختلاط بالمرضى تقلل من فرص انتقال الفيروس ومن ثم تحد من فرص ظهور الوباء. ولكن لا يمكن منع انتقال الوباء منعاً نهائياً وتظل احتمالية انتقاله قائمة ولكن على نطاق أقل ومحدود.

ويتضح الآن وفقًا لأحدث المعلومات أنه يوجد على الأقل شكل من أشكال انتقال المرض بين البشر، ولكن لا يتضح إلى أي مدى. وتُعزز هذه المعلومات حالات العدوى بين العاملين في مجال الرعاية الصحية وبين أفراد الأسرة. كما تتسق هذه المعلومات مع التجارب مع الأمراض التنفسية الأخرى، لا سيّما مع الفاشيات الأخرى لفيروس كورونا.

* تحور الفيروس

وحول ما إن كانت هناك توقعات سابقة بتحور الفيروس، فإن هناك دائماً توقعات سابقة بتحور الفيروسات بناءً على الخبرات المكتسبة عبر تاريخ التعامل مع الفيروسات، ونرى مثل هذه التحورات في عدة فيروسات أشهرها الإنفلونزا وكورونا وغيرها… ولكن من المستحيل تحديد كيف ومتى وأين يحدث التحور لذلك تركز المنظمة دائماً على أهمية التأهب والاستعداد واستكمال البنية الأساسية في مختلف البلدان لسرعة التصدي والاستجابة لأي فاشية أو تحور فيروسي.

وحتى الآن فإن الفيروس ينتشر في الصين فقط ويتم اكتشاف حالات محدودة في بلدان أخرى أغلبها بين أشخاص لهم سابقة سفر إلى الصين. وهي إصابات نقلها أفراد إلى الخارج في العديد من البلدان، ومع حالة التيقُّظ الزائد، يُتوقع ظهور تحذيرات وحالات جديدة في بلدان أخرى. ولم يتم لحد الساعة الإبلاغ عن أي حالات باستثناء ألمانيا وساحل العاج وباكستان وماليزيا وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتايلندا والولايات المتحدة وهونغ كونغ وسنغافورة وماكاو وفيتنام ونيبال وفرنسا، وتُواصل المكاتب الإقليمية للمنظمة العمل مع كافة البلدان لتوسيع نطاق تدابير التأهب والاستجابة في الوقت المناسب، ورصد الوضع الذي يشهد تطورات سريعة للحدّ من خطر وفود فيروس كورونا المستجد إلى باقي الدول.

تنبيه لابد منه

نظرا لعدم تطوير أي لقاح للوقاية من الفيروس حتى الآن، يجدر بمن تظهر عليه أعراض الإصابة به، طلب المساعدة الطبية على الفور، علما أن بعض العوارض البسيطة للفيروس والتي تتشابه مع أعراض نزلة البرد، يمكن علاجها من خلال أخذ قسط كاف من الراحة وتناول الأدوية الآمنة التي تعالج التهاب الحلق والحرارة المرتفعة ولا تحتاج إلى وصفات طبية.

التعليقات مغلقة.