كوفيد 19.. هل يبقى مدة طويلة في الهواء وما علاقته بفصيلة الدم

إعداد مبارك أجروض

استنتج علماء أنه عندما يكون الفيروس موجودا في قطرات الرذاذ، فإنه يبقى قادرا على إصابة الأشخاص، لمدة ثلاث ساعات على الأقل، في حالة وجوده في الجو لأننا لحد الساعة لا نعرف سوى القليل والقليل عن كوفيد 19 الذي هو فيروس غامض إلى أبعد تقدير. فهناك فارق كبير بين النوعين من الفيروسات، العالقة في الجو وتلك التي تنتقل عن طريق الملامسة، لكن من وجهة نظر بعض الأطباء ك”ميلتون” فإن الفارق بينهما بسيط للغاية.

لقد اكتشف الباحثون أن كوفيد 19 يستطيع أن يبقى عالقا في الهواء ثلاث ساعات، ويكون قادرا على التسبب في العدوى، وموازاة مع ذلك تم اكتشاف أن الأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم A قد يكونون أكثر عرضة للإصابة.

بقاء كوفيد 19عالقا في الهواء

لعل أبسط تمثيل لما تعنيه هو أن الفيروس يبقى حيا ومعلقا في قطيرات الرذاذ في الجو ثلاث ساعات، فالرذاذ يعمل هنا كقاذفة تحمل قنابل مجنحة التي هي فيروسات كورونا، وهذه القاذفة تتجول بانتظار أن تصادف هدفا تصب عليه حممها، أي فيروسات كورونا.

لقد بهذا الأمر علماء من المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية التابع للمعاهد الوطنية الأميركية للصحة، وجامعتي كاليفورنيا في لوس أنجلوس وبرينستون. لقد وجد الباحثون هناك أن الفيروس يستطيع أن يبقى حيا ومعديا في الرذاذ المتطاير في الهواء لعدة ساعات وعلى الأسطح لعدة أيام.

وحاول العلماء محاكاة انتقال الفيروس من شخص مصاب إلى الأسطح التي تستخدم يوميا داخل المنزل والأماكن العامة أو المستشفى من خلال السعال أو لمس الأشياء، ومن تم استخدم العلماء جهازا لتوزيع الرذاذ في الهواء بالصورة ذاتها الناتجة عن السعال أو العطس (بخاخات)، وبعد ذلك درس العلماء المدة التي ظل فيها الفيروس مُعديا على الأسطح.

وكات النتيجة أن الفيروس المحمول عبر الرذاذ المتطاير الناتج عن السعال أو العطس، يظل قادرا على البقاء أو إصابة الأشخاص عبر الهواء لمدة ثلاث ساعات على الأقل.

أما على البلاستيك والفولاذ المقاوم للصدأ، فقد ظل الفيروس باقيا لما يزيد على ثلاثة أيام، لكنه لم يقوَ على البقاء لما يزيد على يوم واحد عندما استقر على ورق مقوى، وعلى النحاس ظل الفيروس باقيا أربع ساعات قبل انتهاء تأثيره.

ولقد تم استنتاج أن الفيروس المسبب لوباء كوفيد 19 يتمتع بقابلية البقاء في الهواء الطلق مقارنة بفيروس سارس المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة”. وقد يعني هذا الأمر أن مدى انتشار وباء كوفيد 19، وهو أكبر بكثير من سارس الذي تفشى في سنة 2002-2003، مرتبط بكونه ينتقل بسهولة أكبر من حامل المرض الذي لا تظهر عليه أعراض إلى شخص آخر.

وهنالك رأي آخر يقول بأن الفيروس ينتقل بشكل رئيس عن طريق قطرات صغيرة يخرجها المرضى عندما يسعلون أو يعطسون، وفي هذه الحال يكون قابلا للحياة لبضع ثوان فقط، وأجرى الفريق المسؤول عن اهذه لدراسة اختبارات مماثلة على فيروس سارس، ووجدوا أن الفيروسين متشابهان في هذه النقطة. ولا يفسر هذا سبب إصابة كوفيد 19 أزيد من 580000 شخص مع أزيد من 38000 حالة وفاة تقريبا، في حين أصاب سارس 8000 شخص فقط، وقتل 800 مريض.

إن الاختلافات بين الوباءين قد يكون ناجما عن عوامل أخرى، مثل الحمل الفيروسي العالي في الجهاز التنفسي العلوي، وقدرة المرضى الذين لا يعانون من أعراض على نقل فيروس كورونا المستجد.

فصائل الدم وكوفيد 19

إن الأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم A قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا. ولقد شملت الدراسة مقارنة توزيع فصائل الدم في 2173 مريضا بفيروس كورونا من ثلاثة مستشفيات في ووهان وشنتشن في الصين، وأظهرت النتائج أن الأشخاص أصحاب فصيلة دم A أكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا، مقارنة مع مجموعات الدم الأخرى كما تبين أن الأشخاص من فصيلة الدم O لديهم خطر أقل بكثير للإصابة بكورونا مقارنة مع فصائل الدم الأخرى. وبناء عليه فإن المرضى المصابون بالفيروس من حملة فصيلة الدم A قد يحتاجون إلى تلقي المزيد من المراقبة اليقظة والعلاج المكثف والفاعل. وأكد الباحثون إن الدراسة أولية وبحاجة إلى مزيد من العمل، إلا أنهم حثوا الحكومات والمرافق الطبية على الأخذ في الاعتبار اختلافات فصائل الدم في خططهم العلاجية للقضاء على الفيروس.

من المعروف أن فصائل الدم آلية لتصنيف أنواع الدم، ويتم إجراؤها لتحديد نوع الدم الذي يمكن للشخص أن يستقبله، وعند التبرع بالأعضاء. ويعتمد نوع فصيلة الدم على وجود أو عدم وجود بروتينات معينة على خلايا الدم الحمراء، وهذه البروتينات تسمى مولدات الضد (أنتيجين)، وتتحدد فصيلة الدم بالوراثة من الأبوين.

وهناك تصنيفان لفصائل الدم، ويتداخلان:

ـ فصيلة AB: حيث توجد أربع فصائل للدم، وهي فصيلة O، وفصيلة A وفصيلة B، وفصيلة AB.

ـ النوع Rhحيث يوجد نوعان: Rh+ وRh-.

وتكون فصيلة الدم لدى كل شخص مزيجا من التصنيفين، مثل A+ وO-.

هناك ترجيح انتقال وباء كورونا المستجد بين البشر لسنوات، بالانتقال من فرضية أن وتيرة العدوى عالميا سوف تستمر سنتين على الأقل، إن انتشار الوباء يمر عبر موجات، وتحديد سرعتها بدقة تبقى مجهولة. ومن تم يحتاج العلماء إلى سنوات لكي يصلوا إلى درجة عدوى من 60 إلى 70% من الإصابات. وهذه مسألة تتعلق بدرجة كبيرة بتطوير لقاح يتم استخدامه ويراهن الخراء بأن يحدث ذلك العام القادم.

في الأخير.. لابد من الإشارة إلى أن التقييم الحالي للتهديد الناتج عن فيروس كورونا بالنسبة لصحة المواطنين في بعض الدول إلى مستوى مرتفع إن لم يكم مرتفعا جدا (الولايات المتحدة الأمريكية، إيطاليا، وإيران، إسبانيا، فرنسا…). وذلك راجع إلى زيادة عدد حالات الإصابة، وكذلك إلى الإشارات التحذيرية الصادرة عن الهيئات الصحية العامة والمستشفيات. ولمواجهة ذلك على المستشفيات زيادة قدراتها في وحدات الرعاية المركزة.. كما ينصح بالبقاء مسافة مترين على الأقل عن الآخرين، وفي حال وجود شخص مريض في المنزل، فعليه ارتداء قناع طبي وأن يتم تهوية المنزل بشكل جيد، وينصح أيضا بتجنب زحام المواصلات وإغلاق نوافذ السيارات.

 

التعليقات مغلقة.