إبداع من وسط المحنة.. الفنانة التشكيلية فاطنة شعنان تُبدع بلوحات فنية بعدما عقلت في اسبانيا وتنظم معرضا يحكي أحاسيس فترة استثنائية

بعد أزيد من أربع أشهر من العيش في اسبانيا نتيجة إغلاق الحدود بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد  “كوفيد 19″، حولت الفنانة التشكيلية فاطنة شعنان  محنة هذه الفترة الصعبة إلى عمل فني، وأبدعت في إنجاز أزيد من 32 لوحة فنية ستعرضها  في إسبانيا، البلد الذي احتضنها خلال هذه الأشهر الطويلة.

 

المعرض الفردي الذي رأى النور في عز جائحة كورونا، وفي الغربة، سيتم تنظيمه يوم الجمعة 17 يوليوز  بمازاكون، ذلك أن الفنانة التشكيلية تعتبر أن المعاناة تولد الإبداع وللفنون أهمية كبيرة في أزمنة المحن، والفن يسافر بالروح والعقل.

 

وقالت فاطنة شعنان :”في كل محنة تنبع منحة، فأزمة كورونا ساعدتني كثيرا على الإنتاج وفجرت في داخلي هذا البركان من الأحاسيس. لا أخفيكم أن هذه الأشهرة كانت فترة صعبة، خصوصا أنني بعيدة عن أطفالي وعائلتي، لكن شخصيا أعتبر نفسي محظوظة كوني فنانة تشكيلية، لأن الفن قادر على أن يخرج الإنسان من العزلة والإحساس بالفراغ، وله دور كبير في مداواة النفس، فالفن بالنسبة لي هو مصدر إلهام لتعزيز الصمود وإضفاء الأمل”.

 

وأوضحت شعنان أن لوحاتها الفنية إستلهمتها من المحيط والظروف اللذان عاشتهما في اسبانيا، مضيفة :”أنا أتواجد بالأندلس، في مدينة شاطئية صغيرة إسمها مازاكون ذات طبيعة خلابة، ويوميا استمتع بغروب الشمس، وزرقة المياه، والرمال الذهبية، فضلا عن الثقافة الإسبانية الغنية، والموسيقى التي كانت تلازمني طيلة هذه الفترة من الإبداع، لذلك أعطيت لمعرضي عنوان SYMPHONIE CONFINÉE.. وكل هذه التفاصيل ستجدونها في لوحاتي”.

 

وأضافت المتحدثة أنه كان بإمكانها إنجاز لوحات أكثر لو أتيحت لها الوسائل، قائلة :”في بداية الحجر لم تتوفر لدي الأدوات وكانت كل الأماكن مغلقة، هذه اللوحات تروي قصصا تتخطى الحواجز لأنها مرآة لمشاعر وأحاسيس ومواقف عشتها في هذه الفترة التي لا تخلو من إيجابيات رغم مرارتها”.

 

وجدير بالذكر أن فاطنة  شعنان،  هي من الدار البيضاء، شاركت في معارض وملتقيات وإقامات في جميع المدن المغربية تقريبا، ومثلث المغرب عدة مرات في أوروبا وكندا، وكان من المتوقع أن تشارك بسمبوزيوم بنيويورك في شهر غشت 2020، لكن بسبب جائحة كرونا تم إلغاء جميع التظاهرات الفنية تقريبا، كما شاركت في معارض إفتراضية على شبكات التواصل الاجتماعي.

التعليقات مغلقة.