الاستقلاب الجيد مفتاح الصحة والعافية

إعداد مبارك أجروض

الاستقلاب أو الأيض أو التمثيل الغذائي؛ هي مجموعة من العمليات البيوكيميائية التي تحدث داخل الكائنات الحية، والتي تنقسم إلى جزئين؛ هما البناء الذي يتم فيها تراكم المواد، والتقويض أو الهدم الذي يتم فيها تكسير المواد، إضافة إلى ذلك يستخدم مصطلح الأيض للتعبير أيضاً عن تكسير الطعام داخل الجسم وتحويله إلى طاقة وهذه الطاقة الناتجة في الخلايا بعد مرورها بعدد من العمليات البيوكيميائية تُدعى بالطاقة الحيوية، وبالتالي فإنّ عملية التمثيل الغذائي ترتبط بشكلِ كبير بتغذية الجسم وبتوافر المغذيات فيه وتكون الطاقه له.

ويعد الأيض النشط بمثابة مفتاح الصحة والعافية؛ حيث إنه المسؤول عن نشاط الجسم وحرق الدهون والنشاط الحركي، كما أنه المسؤول عن الحفاظ على وزن الجسم الصحيح. ويعتبر النظام الغذائي الصحي والنوم الجيد والنشاط البدني أفضل السبل لتنشيط عملية الأيض، فالكثيرون يخلطون بين الأيض والهضم ويساوون بينهما، وهذا ليس صحيحا تماما؛ فالأيض يعني جميع العمليات البيوكيميائية، التي تحدث في خلايا الجسم، فهو بمثابة خطوة أولية.

* الأيض نوعان

من الواضح أن الأيض ينقسم إلى نوعين هدمي وبنائي:

ـ يعد الأيض الهدمي مسؤولا عن تكسير المواد الغذائية الأساسية سواء كانت كربوهيدرات أو بروتين أو دهون،

ـ في حين يساعد الأيض البنائي على البناء وإصلاح الخلايا، والأيض البنائي يساعد في مكافحة العدوى وإصلاح الإصابات.

وتتكفل البروتينات والدهون والكربوهيدرات – من بين مهامها في الجسم – ببناء العضلات وتجديد الخلايا، في حين تضمن الهرمونات والإنزيمات ألا يعمل الأيض بكلا نوعيه بشكل متوازي في الخلايا، ولكن دائما بشكل متتالي.

* توصيل الطاقة

ومن الأعمال المسؤول عنها نظام الأيض أيضا توصيل الطاقة عن طريق الدورة الدموية لأعضاء الجسم، التي تحتاجها لأداء مهامها الحركية على سبيل المثال، بينما يتم تخزين الفائض من الطاقة بالخلايا الدهنية والعضلية.

وبدوره أوضح أخصائي طب الغدد الصماء الألماني ماتياس فيبر أنه لكيلا يزيد وزن الجسم لابد أن تكون الطاقة الداخلة للجسم من الطاقة عن طريق الطعام على قدر ما يحتاجه الجسم للحركة، وهنا يشير الخبراء إلى أهمية المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية، والتي تساعد على حرق السعرات الحرارية.

10 * آلاف خطوة يومياً

ولتنشيط الأيض ينصح فيكسلر بقطع 10 آلاف خطوة على الأقل في اليوم، كما يعمل هذا على خفض ضغط الدم، وبالتالي الحد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

ويؤكد فيبر على أهمية اتباع نظام غذائي متوازن وصحي؛ حيث تحفز منتجات الحبوب الكاملة ونخالة الشوفان والبقوليات والخضروات عملية الأيض. وينطبق هذا أيضاً على البروتين قليل الدسم الموجود في اللحوم والأسماك الخالية من الدهون على سبيل المثال.

ولتعزيز الأيض لابد للجسم أن يحصل على كمية السوائل الكافية، ويفضل ألا تقل عن لتر ونصف من الماء يوميا أو من الشاي غير المحلى.

* النوم الكافي

ويساهم النوم الكافي بشكل حاسم في تعزيز عمليات الأيض وتجديد خلايا العضلات، مع العلم أن النوم القليل يتسبب في حدوث خلل بالهرمونات، وهو ما يؤثر على الشهية. لذا يوصي الخبراء بأخذ قسط كاف من النوم يتراوح بين 7 و8 ساعات يومياً.

ومن الأشياء، التي تحدث خللا بعمليات الأيض، التوتر النفسي؛ لذا يوصي الخبراء بالراحة النفسية الكافية، وذلك من خلال استنشاق الهواء النقي من النافذة أو ممارسة تقنيات الاسترخاء كاليوجا والتأمل.

التعليقات مغلقة.