إمكانية انتقال Covid-19 من الأشخاص إلى حيواناتهم والعكس

إعداد مبارك أجروض

من المؤكد أن Covid-19 ينتقل بين البشر عبر السعال والعطس. بالإضافة إلى أن الخبراء يعتقدون أنه يمكن أن يعيش على الأسطح، ربما لعدة أيام ومن المهم أن نقوم بتنظيف هواتفنا، سواء المحمولة منها أو المنزلية، ولكن صانعي الهواتف الرئيسيين يحذرون من استخدام الكحول أو مطهرات الأيدي لتنظيفها؛ إذ قد يؤدي ذلك إلى تلف الطبقة الواقية لشاشة الهاتف، مما قد يسهل التصاق الجراثيم بالهاتف. وفي هذا المجال ينصح الخبراء بتطهير الهواتف باستخدام الماء والصابون العادي وتجفيفها بمنشفة ورقية، ولكن ينبغي التأكد، أولاً، من أن حاجياتنا الإلكترونية من النوع المقاوم للماء.

من جهة ومن جهة ثانية وفيما يتعلق بانتقال Covid-19 من الأشخاص إلى حيواناتهم الأليفة أو العكس، فإن منظمة الصحة العالمية، تقول أنه ولحد الساعة، لا يوجد أي دليل على إمكانية انتقال العدوى من البشر إلى حيواناتهم الأليفة، وعلى الرغم من أن Covid-19، بمختلف سلالاتها، تصيب الحيوانات والبشر، على حدٍ سواء، إلا أن انتقال العدوى عبر الأنواع المختلفة أمر غير شائع، ولكن تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أن العدوى لا يمكن أن تنتقل إليك عبر سعال حيوانك الأليف، إلا أنه من المحتمل أن تصاب بالفيروس عبر لمس فراء حيوانٍ، لمسه أو سعل على فرائه شخصٌ مصاب بالفيروس، وفي جميع الأحوال، يبقى غسل اليدين بالماء والصابون، بانتظام، النصيحة الذهبية للوقاية من Covid-19.

ولقد أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون كنديون أن الأشخاص المصابين ب Covid-19قد ينقلون العدوى إلى الكلاب والقطط. وCovid-19 هو من الأمراض المعدية ذات المنشأ الحيواني، أي أنها انتقلت بداية من الحيوان إلى الإنسان. وفيما تبيّن من خلال دراسات أجريت أخيرا أن الحيوانات المنزلية لا تؤدي دوراً بارزاً في تفشي الفيروس، فإن عددا متزايدا من البيانات يظهر أن القطط والكلاب، قد أصيبت بالعدوى.

* اختبارات على حيوانات منزلية

وفي دراسة حديثة ستُقدم خلال مؤتمر طبي لكن نتائجها لم تُنشر في مجلة تضم لجنة خاصة للتمحيص، أجرى باحثون كنديون في الطب البيطري اختبارات على حيوانات منزلية تعيش مع أشخاص مصابين ب Covid-19أو لديهم أعراض متصلة بالفيروس.

وفي مجموعة أولى من الحيوانات التي يعود تشخيص إصابة أصحابها بالعدوى لأقل من أسبوعين، بحث العلماء عن أثر للفيروس لدى 17 هراً و18 كلباً ونمس واحد. وأتت نتائج الفحوص كلها سلبية، باستثناء واحد لا تزال تسود شكوك حول دقته.

* بحوث على قطط وكلاب

في المقابل، أجرى الباحثون فحوصاً على نماذج مصل على مجموعة ثانية من ثمانية قطط وعشرة كلاب يعود تشخيص إصابة أصحابها إلى فترة أبعد، بيّنت وجود أجسام مناعية “ج” (مؤشر إلى إصابة سابقة) لدى أربعة قطط وكلبين، وأجسام مناعية م” (مؤشر إلى إصابة أحدث) لدى ثلاثة قطط.

وظهرت لدى كل القطط التي تحمل أجساما مضادة ولدى أحد الكلبين في المجموعة الثانية علامات إصابة بالمرض، خصوصا في الجهاز التنفسي، بالتزامن مع إصابة أصحابها.

* تكوين أجسام مضادة

وقالت الأستاذة في جامعة غيلف في منطقة أونتاريو الكندية دوروثي بينزلي “رغم العدد المحدود من المشاركين (…) تدفع هذه النتائج الأولية إلى الاعتقاد بأن نسبة كبيرة من الحيوانات المنزلية التي تعيش مع أشخاص مصابين ب Covid-19تطوّر أجساماً مضادة”.

غير أن العينة صغيرة جداً لتحديد خلاصات حاسمة كما أن أصحاب الحيوانات المنزلية يجب ألا يقلقوا من هذه النتائج، وفق خبراء لم يشاركوا في الدراسة التي تعرض الأسبوع المقبل في مؤتمر تنظمه الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء المجهرية السريرية والأمراض المعدية بشأن Covid-19.

وأكدت أستاذة علم الأحياء المجهرية الطبية في جامعة إيست لندن سالي كاتلر ألا بيانات كافية لإصدار توصيات لمرضى Covid-19 بعزل أنفسهم عن حيواناتهم، مذكرة بأن “الحيوانات يمكن أن تشكل مصدر ارتياح للبشر، خصوصاً المرضى منهم”.

ورغم تشخيص إصابة عدد من الكلاب والقطط، وحتى نمر في حديقة حيوانات في نيويورك، ب Covid-19خلال الأشهر الأخيرة، من غير المعلوم ما إذا كانت الحيوانات المصابة قد تشكل خطراً على البشر، وفق منظمة الصحة العالمية. غير أن بؤر وبائية في مواقع لتربية حيوانات لاحمة من نوع المنك أثارت مخاوف من احتمال نقل العدوى من هذه الحيوانات إلى البشر.

التعليقات مغلقة.