آثار تكشف تعرض الأطفال لسلوك عدواني

اعداد مبارك أجروض

تقع السلوكيات العدوانية غير المرغوب فيها بين الأطفال في سن المدرسة، ويستخدم فيها الطفل قوّته البدنية أو ما يملكه من معلومات أو ألفاظ مُحرجة عن الطرف الآخر للسيطرة عليه أو إلحاق الأذى به؛ الأمر الذي قد يُسبب مشاكل خطيرةً ودائمةً لكلّ من الطفل العدواني والطفل المُعرّض للعدوانية، وينطوي على تكرار السلوك العدواني أكثر من مرّة أو قابليته للتكرار مع مرور الوقت، ومن الأمثلة على السلوكيات العدوانية؛ توجيه التهديدات، ونشر الشائعات، ومهاجمة الآخرين جسدياً أو لفظياً، أو استبعادهم من المجموعة عن قصد.

بمعنى آخر السلوكيات العدوانية هي شكل من أشكال العدائية والذي ينطوي على قيام شخص واحد أو أكثر بتهديد أو مضايقة أو إيذاء الضحية بشكل متكرر ومتعمد، نظرًا للاعتقاد بعدم قدرة الضحية على الدفاع عن النفس. وفي السابق كانت السلوكيات العدوانية تعتبر إحدى العادات المزعجة في مرحلة الطفولة، ولكن يُنظر إليها الآن على أنها مشكلة خطيرة. وعلى أولياء أن يتعلموا كيف هي علامات تعرض أطفالهم للسلوكيات العدوانية وأن يفهموا كيفية الاستجابة لمساعدتهم في التعامل مع هذا الأمر.

* قد تأخذ السلوكيات العدوانية أشكالاً عديدة، على سبيل المثال:

ـ بدنية

يشمل هذا النوع من الضرب والعرقلة والركل وكذلك تدمير ممتلكات الطفل.

ـ لفظية

يتضمن اللفظي المضايقة والتنابذ بالألقاب والسخرية وإبداء تعليقات جنسية غير لائقة

ـ نفسية أو اجتماعية

يتضمن هذا النوع نشر الشائعات بشأن الطفل أو إحراجه علنًا أو استثناءه من المجموعة

ـ إلكترونية

السلوكيات العدوانية الإلكتروني هي تهديد أو إيذاء الآخرين باستخدام وسيلة إلكترونية، مثل البريد الإلكتروني أو مواقع الويب أو منصات التواصل الاجتماعية أو الرسائل النصية أو مقاطع الفيديو المنشورة على مواقع الويب أو المرسلة عبر الهواتف.

* النتائج المترتبة على السلوكيات العدوانية

يكون التعرض للسلوكيات العدوانية في مرحلة الطفولة مرتبطًا بما يلي:

ـ مشكلات الصحة النفسية

يكون الأطفال الذين تعرضوا للتنمر أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق واضطرابات النوم وانخفاض تقدير الذات والتفكير في إيقاع الأذى بالنفس والانتحار.

ـ ضعف الأداء الأكاديمي

قد يخشى الأطفال الذين يتعرضون للسلوكيات العدوانية من الذهاب إلى المدرسة ومن المرجح أن يحصلوا على درجات متدنية. وكذلك تزداد احتمالية تعرض الأطفال المستهدفين من قبل المتنمرين، للاحتجاز أو الإيقاف المؤقت أو الغياب أو تخطي سنوات الدراسة أو ترك الدراسة كليًا.

ـ تعاطي المواد المسببة للإدمان

تزداد احتمالية تعاطي الأطفال الذين يتعرضون للسلوكيات العدوانية، للكحول والمواد المخدرة الأخرى.

ـ العنف

قد يكون الأطفال الذين يتعرضون للسلوكيات العدوانية أكثر عرضة لحمل الأسلحة في المدرسة. وربما يتجه عدد قليل من هؤلاء الأطفال للانتقام باستخدام وسائل عنف.

* العلامات التحذيرية للسلوكيات العدوانية

إذا كان طفلك يتعرض للسلوكيات العدوانية، فقد يغلب عليه الصمت بسبب الخوف أو الخزي أو الإحراج. كن يقظًا للعلامات التحذيرية التالية:
ـ ضياع أو إتلاف الملابس أو الأجهزة الإلكترونية أو المتعلقات الشخصية الأخرى.
ـ الخسارة المفاجئة للأصدقاء أو تجنب المواقف الاجتماعية.
ـ ضعف الأداء المدرسي أو الامتناع عن الذهاب إلى المدرسة.
ـ التعرض لنوبات من الصداع أو ألم البطن أو الشكاوى البدنية الأخرى.
ـ اضطراب النوم.
ـ تغيرات في عادات الأكل.
ـ الضيق بعد قضاء الوقت على الإنترنت أو هاتفه.
ـ الشعور بالعجز أو انخفاض تقدير الذات.
ـ سلوك مدمر للذات مثل الهروب من المنزل.

* ماذا تفعل إذا كان طفلك يتعرض للسلوكيات العدوانية ؟
إذا كنت تشتبه في أن طفلك يتعرض للسلوكيات العدوانية، فخذ الموقف بجدية:

ـ حث طفلك على مشاركتك مخاوفه
حافظ على هدوئك واستمع بحنو إلى طفلك وادعم مشاعره، وأعرب عن تفهمك ودواعي قلقك، وذكره أنه ليس مسؤولاً عما تعرض له من السلوكيات العدوانية.

ـ تحرَّ عن الموقف
اطلب من طفلك أن يصف لك كيف ومتى يحدث السلوكيات العدوانية وأن يكشف عن الأشخاص المسؤولين عنه. وتعرف على ما فعله طفلك في محاولته لإيقاف السلوكيات العدوانية وكذلك الخطوات التي كانت ذات فعالية في إيقافه والخطوات التي لم تجدِ نفعًا. واسأله عما يمكن فعله لمساعدته على الشعور بأمان.

ـ علم طفلك كيفية التعامل مع السلوكيات العدوانية
لا تشجع طفلك على الانتقام أو الدخول في عراك مع الشخص المتنمر. وبدلاً من ذلك، قد يحاول طفلك أن يخبر العدواني أن يتركه لشأنه أو يمشي مبتعدًا لتجنبه أو يتجاهله أو يطلب المساعدة من المدرّس أو المدرب أو أي شخص بالغ آخر. واقترح عليه البقاء مع أصدقائه في أي مكان قد يحدث عنده السلوكيات العدوانية، وعلى نحو مماثل، انصح طفلك بألا يستجيب للسلوكيات العدوانية الإلكترونية، واقترح عليه استخدام برنامج لحجب السلوكيات العدوانية الإلكترونية إن أمكن ذلك.

ـ تحدث مع طفلك بشأن التكنولوجيا
احرص على معرفة كيف يستخدم طفلك الإنترنت أو منصات التواصل الاجتماعية أو هاتفه للتفاعل مع الآخرين. وإذا كان يتعرض للسلوكيات العدوانية الإلكتروني، فلا تحرمه على الفور من المزايا الإلكترونية، فربما يكون الطفل ممتنعًا عن الإبلاغ عن السلوكيات العدوانية خوفًا من حرمانه من هاتفه المحمول أو مزايا الإنترنت. واعلم أن أفعالك قد تمنع الطفل من إخبارك بأي حادث قد يقع في المستقبل.

ـ عزز من ثقة طفلك بنفسه

شجّع طفلك على تكوين صداقات والاشتراك في الأنشطة التي تؤكد على نقاط القوة لديه ومهاراته. وإذا أقر طفلك بأنه يتعرض للسلوكيات العدوانية، فخذ موقفًا. على سبيل المثال:

ـ دوّن التفاصيل
دوّن تفاصيل السلوكيات العدوانية والتي تتضمن التاريخ والأشخاص الذين اشتركوا في هذا الأمر وما حدث بالضبط. احفظ لقطات من الشاشة والرسائل الإلكترونية والنصوص، ودوّن الحقائق بموضوعية قدر الإمكان.

ـ تواصل مع الجهات الملائمة
احصل على المساعدة من مدير الطفل أو المدرس أو مستشار التوجيه بالمدرسة. وأبلغ عن السلوكيات العدوانية الإلكترونية لمقدمي خدمات الويب والهاتف المحمول أو المواقع الإلكترونية. إذا تم التعدي على طفلك بدنيًا أو التهديد بإلحاق الأذى به، فتحدث إلى المسؤولين في المدرسة واتصل بالشرطة.

ـ أوضح دواعي القلق لديك على نحو يستند إلى حقائق
بدلاً من إلقاء اللوم، اطلب المساعدة لحل مشكلة السلوكيات العدوانية، ودوّن الملاحظات خلال هذه الاجتماعات وابق على تواصل مع المسؤولين في المدرسة. وإذا استمرت السلوكيات العدوانية، فتحلّ بالمثابرة.

ـ اطلب نسخة من سياسة المدرسة تجاه السلوكيات العدوانية
تعرف على الطريقة التي يتم من خلالها التعامل مع السلوكيات العدوانية وفقًا لنهج المدرسة، وكذلك اكتشف مدى التزام العاملين في المدرسة بالتعامل مع السلوكيات العدوانية الذي يتم اكتشافها أو التي تكون مشتبهة في حدوثها.

وإذا تعرض طفلك لإصابة أو صدمة نفسية مع استمرار السلوكيات العدوانية، فاستشر مقدم خدمات الصحة العقلية. ويمكنك أيضًا التحدث إلى أحد المحامين. فاتخاذ موقف قانوني لإيقاف ثقافة السلوكيات العدوانية قد يجعل مجتمعك أكثر أمنًا لجميع الأطفال.

التعليقات مغلقة.