فقدان حاسة الشم أهم من الحمى في Covid-19‎

اعداد مبارك أجروض

يعد فقدان حاستي التذوق والشم أحد أهم أعراض الإصابة ب Covid-19والذي تصحبه أعراض أخرى كالحمى والسعال والشعور بالتعب والإرهاق، غير أن دراسة جديدة أعدها باحثون في بريطانيا، وجدت أنه يمكن أن تقتصر الأعراض التي تظهر المصابين بCovid-19 على فقدان حاسة الشم أو التذوق أو كلاهما معا دون أن تظهر عليهم علامات أخرى، ونصح القائمون على الدراسة كل الأشخاص الذين أحسوا بفقدانهم إحدى الحاستين سواء كانت التذوق أو الشم أن يعزلوا أنفسهم حتى وإن لم تظهر عليهم الأعراض الأخرى المعروفة.

فمع توالي المعطيات عن فقدان حاسة الشم كعرض لعدوى Covid-19 تبرز مؤشرات على أنه أهم حتى من عرض الحمى، مما يطرح تساؤلات عما إذا كان يجب أن نبدأ باستخدام اختبار الشم لتشخيص المرض؛ مثلا، تروي نادين فقيه (40 عاما) تجربتها لوكالة الأناضول قائلة “فقدت حاسة الشم والتذوق، وبت لا أستطيع التنفس، ولكن الطبيب طمأنني أنه ليست لدي مشكلة رئوية لكي أبقى في المستشفى، خصوصا أنني شعرت بالأعراض بعد 6 أيام من انتقال العدوى لي”.

وأضاف أن فحوصات درجة الحرارة تستخدم الآن كأداة فحص عامة لتحديد الأشخاص المصابين بـCovid-19، ومع ذلك هناك القليل من الأدلة العلمية على أن فحوصات درجة الحرارة تمكن من الكشف الموثوق عنه. وقال سبيكتور إن البيانات الواردة من تطبيق “ذا زوي كوفيد سيمتمز ستدي آب” تشير إلى أن أكثر من نصف الأشخاص (57%) الذين ثبتت إصابتهم بـCovid-19 لا يصابون أبدا بالحمى، في حين أن أولئك الذين يعانون من ارتفاع في درجة الحرارة يعانون منها لمدة يومين فقط في المتوسط.

مضيفا أنه ليس من المستغرب أن يفشل فحص درجة الحرارة في المطارات في اكتشاف معظم المصابين. وبشكل عام، تشير البيانات إلى أن الفقدان المفاجئ لحاسة الشم هو عرض مبكر أكثر شيوعا لـ Covid-19من الحمى في جميع الفئات العمرية. وقال سبيكتور إنه بناء على هذه النتائج قد يكون استخدام “اختبارات الشم” بدلا من فحوصات درجة الحرارة طريقة أفضل للفحص على نطاق واسع في أماكن مثل المطارات وأماكن الضيافة، وبينما يبدو الأمر فكرة رائعة من الناحية النظرية لكن لسوء الحظ هناك مشكلة.

لماذا تعتبر “اختبارات الشم” فكرة سيئة ؟

1ـ تضاؤل حاسة الشم أمر شائع جدا، إذ يعاني ما يقارب 20% من البالغين من درجة ما من فقدان حاسة الشم، وهو رقم يرتفع إلى 80% لدى من هم أكبر من 75 عاما.

ومن غير المحتمل أن يكون لدى أي من هؤلاء الأشخاص أي دليل على فقدان الرائحة الموجودة مسبقا، والذي يمكن أن يعفيهم من أي قيود اختبار شم.

2ـ عندما نظرنا إلى البيانات الواردة من تطبيقنا وجدنا أن معظم الأشخاص استغرقوا حوالي أسبوع واحد لاستعادة حاسة الشم لديهم بعد الإصابة بـCovid-19، لكن حوالي واحد من كل 10 أشخاص يفقد حاسة الشم لمدة 3 أسابيع أو أكثر لفترة أطول بكثير مما يحتمل أن يكونوا معدين.

3ـ كثيرون منا يفقدون حاسة الشم، وذلك عندما تعاني من انسداد في الأنف بسبب نزلات البرد أو التهاب الجيوب الأنفية أو حمى القش، وعلى الرغم من أن انسداد الأنف لا يعتبر من أعراض Covid-19 فإن اختبار الشم البسيط قد لا يكون قادرا على التمييز بين الاثنين.

وهذا يعني أنه على الرغم من أن اختبارات الشم قد تحدد الأشخاص المصابين بـCovid-19 في وقت الإصابة فإنه سيكون هناك أيضا عدد كبير من الأشخاص غير المعدين الذين قد يعانون من فقدان حاسة الشم في الاختبار ويواجهون قيودا غير ضرورية.

ويقول سبيكتور “لذلك، في حين أن اختبار الشم ربما لا يكون الحل فإن التغيير المفاجئ في حاسة الشم لا يزال على الأرجح أفضل مؤشر على الإصابة المبكرة بعدوى Covid-19، وأظهر تطبيقنا أن الأعراض أقل شيوعا عند الأطفال، ولكن قد يكون هذا بسبب عدم احتمال ملاحظتهم ما لم يتم اختبارهم”.

وختم سبيكتور بأنه من السهل التحقق من التغييرات في حاسة الشم لديك ويمكن القيام به يوميا من المنزل باستخدام أدوات منزلية بسيطة مثل القهوة أو الليمون أو الأعشاب أو الجبن كريه الرائحة، فإذا اكتشفت أي تغييرات مفاجئة في حاسة الشم لديك أو لدى أطفالك فإن عليك عزل نفسك والخضوع لاختبار Covid-19 في أسرع وقت ممكن.

لقد قالت راشيل باترهام من جامعة لندن والتي قادت دراسات عديدة “تظهر النتائج التي توصلنا إليها أن فقدان حاسة الشم أو التذوق هو مؤشر موثوق للغاية على احتمال إصابة شخص ما بCovid-19″، وشملت الدراسة التي أجريت في لندن ما بين شهري أبريل وماي 590 شخصا احسوا بفقدان حاسة الشم أو التذوق وخضع 567 منهم لاختبار Covid-19.

التعليقات مغلقة.