المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.. اعتقال بنصالح صفعة قاسية لحرية الرأي والتعبير‎

عزالدين الغوساني
أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه إزاء اعتقال الناشط الحقوقي المغربي “ياسين بنصالح” بسبب منشور له على حسابه في “فيس بوك”، مُبديًا خشيته من تصاعد الممارسات التي من شأنها تهديد المكتسبات الحقوقية في المغرب.
وقال المرصد الأورومتوسطي ومقره جنيف في بيانٍ صحفيٍ اليوم، إنّ الضابطة القضائية في مدينة “قلعة السراغنة” اعتقلت بنصالح يوم الإثنين الماضي 09 نوفمبر/تشرين الثاني عند الساعة الخامسة مساءً، بناءً على شكوى تقدم بها رئيس الشرطة القضائية إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية يطلب فيها اعتقال “بنصالح” بسبب منشور نشره على صفحته الخاصة في “فيس بوك” انتقد فيه الأداء الأمني في المدينة، وأشار إلى وجود بؤر لترويج المخدرات، وحالة من الفوضى والفلتان الأمني.
ولفت إلى أنّ هذه ليست المرة الأولى التي يُحاكم فيها “بنصالح”، إذ رُفعت عليه دعوى سابقة من طرف إحدى المصحات الخاصة بسبب تدوينة نشرها على حسابه في “فيس بوك” كشف فيها عن انتحار مواطن كان يعالج في مصحة خاصة في مدينة “قلعة السراغنة” بعد أن ألقى بنفسه من أحد الطوابق العلوية في المصحة، وطالب بمحاسبة المسؤولين في وزارة الصحة والعاملين في المرفق الصحي وفتح تحقيقات عاجلة في الحادثة.
وأشار الأورومتوسطي إلى أن عددًا من النشطاء اعتصموا يوم الإثنين الماضي عقب اعتقال “بنصالح”، أمام مقر الأمن الوطني في قلعة السراغنة، في مبادرة تضامنية تمت بالتنسيق مع المكتب المركزي للهيئة الحقوقية، ثم حولوا اعتصامهم لمبيتٍ ليلي حتى إطلاق سراح الناشط الحقوقي.
بدوره قال “رشيد إفس”، أحد الأصدقاء المقربين من “بنصالح” في مقابلة مع فريق الأورومتوسطي: “اعتقال بنصالح ما يزال متواصلًا، ولا يُسمح لنا ولأسرته بزيارته بسبب الإجراءات الاحترازية المتعلقة بفيروس كورونا، وهو يتواصل مع عائلته من خلال الهاتف داخل السجن”.
 وأضاف “لم يَمنح القضاء المغربي “بنصالح” حقه في المحاكمة العادلة، كما حرمه من حقوقه في الدفاع والسراح المؤقت، فضلًا عن عدم مراعاة الحالة الصحية والنفسية له ولزوجته التي كانت في المراحل الأخيرة من الحمل، وأنجبت بعد يومين من اعتقاله”.
 ودعا المرصد الأورومتوسطي السلطات المغربية إلى إطلاق سراح “بنصالح”، وإسقاط جميع التهم الموجهة إليه خاصة مع كونها تتعلق بقضية نشر يُحظر فيها سلب الحرية، وطالبها باحترام التزاماتها بشأن ضرورة صون حرية التعبير ووقف أي انتهاكات لحقوق الإنسان من شأنها المساس بالحقوق الأصيلة المكفولة على الصعيدين المحلي والدولي.

وحث الأورومتوسطي السلطات في المغرب على الالتزام بـ “إعلان مراكش” لعام 2018، والذي اعتمدته جميع المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، والداعي إلى توسيع الفضاء المدني وتعزيز المدافعين

عن حقوق الإنسان وحرياتهم وحمايتهم من الاعتقال والتعسف والمطاردةمت

التعليقات مغلقة.