ليل

في ليل وحدتنا  الحالك يمتزج سكون الروح و الصخب ، تتسلل الذكرى من أعماق الماضي مخترقة زحام الأيام.
تطوف بنا بقايا الأمس فتحول بين النوم و الجفون.
نستجدي النسيان عله يرأف بساعات ليالينا  الطوال ، عله يسلمنا للأحلام ويهدينا السلام.

كلمات عجلى تشبه الصمت تختزل ما بالقلب من ألم ، و أحرف مبعثرة و أقلام عطشى  و أوراق يتيمة ملقاة على الرصيف.
و حنين يداعب الروح فجأة فتهوى حصون النسيان.
و روح كسيرة تتشبث بأهذاب الليل ، تفر من فجر موعود بعد حين…
وحيدة في لجة الأيام تصارع من أجل النجاة ، تفر من دقات قلبها المتسارعة و أفكارها المتصارعة ، تحتمي بالسكون من صخب أيام ليس يزول.
تحتمي من ألم يطرق أبواب الأحلام كلما شارف الأمل على الإشراق.
و تبقى الروح وحيدة غارقة في فوضاها الأبدية باحثة عن معبر..
شاردة..ضائعة..حائرة..هائمة في بحر الحياة على غير هدى ، تتخبط بين فناء هذا و خلود تلك.

و أرواح راقصة على أنغام التراب ، تائهة في غابات الضياع المنسية ، تستجدي العابرين الوصال..تقف عارية أمام حقيقة الوحدة..
و تمضي..
و تمضي كليل عابر يبغي البقاء ، يبغي احتلال الساعات.. تبحث عن الحياة في كومة العدم.

بقلم : هجر زعلول

التعليقات مغلقة.