تسوس الأسنان عند الأطفال.

إعداد د. مبارك أجروض

تعتبر الأسنان جزءًا من الفم، وهي عبارة عن تراكيب عظمية تمنح الإنسان المظهر والشكل الجميل، والابتسامة الجذابة، كما أنّ الأسنان مهمة جدًا لوظيفتها الكامنة في تقطيع الطعام ومضغه وبالتالي يُسهل عملية الهضم، ومن الجدير بالذكر بأنّ الأسنان تسهل عملية نطق الحروف عند الإنسان، وتُقسّم الأسنان إلى قسمين هما الأسنان اللبنية والأسنان الدائمة.

* تسوس الأسنان اللبنية

من الآفات التي تصيب نسيج الأسنان الصلب هي تسوس الأسنان، الذي يحدث نتيجةً لتراكم البكتيريا الجراثيم في فم الطفل، فتنمو هذه الجراثيم في بيئة دافئة، وتتغذى الجراثيم والبكتيريا على السكريات التي يتناولها الطفل من الوجبات، مما يجعلها تنتج أحماض على سطح الأسنان فيتحلل معدن السن ويتكوّن التسوس، ويبدأ التسوس عند الأطفال في عمر 4 سنوات إلى 8 سنوات. قالت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين إن تسوس الأسنان اللبنية يستلزم علاجاً فورياً، وذلك لمنع انتشار التسوس في باقي الأسنان، ومن ثم حماية الأسنان الدائمة من الإصابة بالتسوس فيما بعد.

وأضافت الرابطة أن تحديد الإجراء العلاجي، الذي يتم إتباعه مع الأسنان اللبنية المصابة لدى الطفل، يتوقف على درجة شدة الضرر اللاحق بها نتيجة التسوس. وإذا كانت الأضرار اللاحقة بأسنان الطفل تتراوح من البسيطة إلى المتوسطة، فعادة ما يتم علاجها في هذا الوقت باستخدام الحشوات البلاستيكية، مع العلم بأن تركيب هذه الحشوات يستلزم بعض الوقت. أما إذا كانت الأضرار اللاحقة بالأسنان كبيرة للغاية، فعادة لا يُمكن إصلاحها إلا عن طريق التيجان المعدنية الجاهزة، التي يتم تركيبها لدى الطفل تحت تخدير موضعي، علما بأن هذه النوعية من التيجان تُستخدم بشكل أساسي لعلاج تسوس الضروس اللبنية.

وأشارت الرابطة إلى أن تعرض الأسنان للضرر بشكل عميق نتيجة التسوس يستلزم غالباً إخضاعها لعلاج الجذور المعروف أيضاً باسم (حشو العصب)، الذي يُوصى به عند إصابة العصب بالتلف والتحقق من أن السن لن يخضع لعملية تغيير الأسنان الطبيعية عما قريب.

وعن كيفية إجراء علاج الجذور، أوضحت الجمعية أنه عادة ما يتم استئصال جزء من العصب الموجود في الأسنان أو العصب بأكمله – تحت تخدير موضعي- واستبداله بحشوة مخصصة لذلك، مؤكدة أنه يجب ألا يتم إخضاع الطفل لمثل هذه الإجراءات العلاجية واسعة النطاق إلا إذا تم ضمان أنها لن تُلحق أضرارا بعملية ظهور الأسنان الدائمة لديه فيما بعد.

ولكن إذا وجد الطبيب بعد فحص أسنان الطفل أن العلاج بمثل هذه الحشوات لن يُجدي نفعا مع الأسنان اللبنية المصابة بالتسوس، فعادة ما ينصح حينئذ بخلعها. ويستلزم الأمر في بعض الحالات خلع الأسنان اللبنية قبل الموعد المقرر لها، إذا ما تسببت مثلاً في إعاقة ظهور الأسنان الدائمة أو كان من المخطط أن يخضع الطفل للعلاج التقويمي للفك، علما بأنه يُمكن حفظ موضع السن الأصلي من خلال تركيب طقم أسنان بديل للطفل.

* طرق علاج تسوس الأسنان اللبنية

يتم علاج تسوس الأسنان عند الطفل عن طريق إزالة الجزء المتضرر من السن وحشوه بما يعرف بحشوة الأسنان التي تملأ الثقب في السن المنخور وفيما يأتي نوعان من حشوات الأسنان:

ـ علاج تسوس الأسنان اللبنية بالترميم المباشر

هذا النوع من حشوات الأسنان يحتاج إلى جلسة واحدة عند الطبيب المختص بحيث ترّمم المكان المتضرر في السن، وتُصنع الحشوة من حمض الأكريليك أو الصمغ أو مسحوق الزجاج الناعم أو الفضة، ولون هذه الحشوة يكون على لون السن وتملأ الجزء المنخور من السن.

ـ علاج تسوس الأسنان اللبنية بالترميم غير المباشر

ويحتاج إلى جلستين أو أكثر عند الطبيب المختص وذلك لترميم السن بالكامل، ويتضمن الترميم غير المباشر جسور الأسنان، والحشوات الفوقية، والحشوات الضمنية، وطبقة الفينير، وتُصنع هذه الحشوات من الخزف أو الذهب أو أحد المعادن الأخرى بحيث تُخلط عدة مواد في نفس الحشوة وتبدو بعد الانتهاء من تركيبها مثل مينا الأسنان الطبيعية.

* الوقاية أفضل

ومن الأفضل ألا يخضع الطفل لأي من هذه الإجراءات العلاجية مطلقا؛ حيث يستلزم كل منها إجراءات تجهيزية تتسبب في الإضرار بالطفل كالتعرض للأشعة السينية والخضوع للتخدير الموضعي وربما التخدير الكلي. لذا يتعين على الآباء الاهتمام بشكل كبير بالأسنان اللبنية لدى طفلهم وتقديم الأطعمة، التي تُحافظ على صحة أسنانه من البداية وتقيها من التسوس من الأساس.

* حماية الأسنان اللبنية للأطفال

هناك عدة طرق لحماية الأسنان اللبنية للأطفال نذكر منها ما يأتي:

ـ يجب العناية بنظافة أسنان الطفل لأن أية إصابة في جذور الأسنان يجعلها بيئة غير مناسبة لظهور الأسنان الدائمة، فالأسنان اللبنية تحتفظ بمكان الأسنان الدائمة وإذا تم فقدان السن اللبني بسبب التسوس فإن ذلك يؤدي إلى ظهور السن الدائم بصورةٍ مائلة وبالتالي تتراكم الأسنان الدائمة ويحدث تشوهات في شكلها كما تحدث مشاكل عند مضع الأطعمة وفي حركة اللسان وفي طريقة النطق.

ـ يجب تنظيف فم الطفل قبل نمو الأسنان منذ ولادته وحتى بلوغه سن الستة أشهر، وذلك من خلال تنظيفها باستعمال قطعة ناعمة ومبللة من القماش لإزالة بقايا الحليب، وذلك لمنع تكاثر البكتيريا في الفم.

ـ تنظيف ما بين الأسنان باستعمال الخيط الطبي مرة واحدة يوميًا لإزالة طبقة البلاك في حال تشكلها.

ـ تغذية الطفل بالطرق الصحيحة، إذ يجب أن تحتوي الأغذية على الفيتامينات مثل فيتامين C وفيتامين A وفيتامين D، والمعادن خاصةً الغنية بالحديد والفسفسور والكالسيوم مثل الخضار واللحوم.

ـ زيارة الطبيب بشكل دوري وعلاج أي تسوّس يحدث في الأسنان، كما أنه من الضروي زيارة الطبيب عند انتهاء الطفل من العام الأول، وذلك لفحص أسنانه وتحديد احتياجاته الخاصة، والعوامل التي قد تؤثر على صحة أسنانه.

التعليقات مغلقة.