متلازمة كورونا الطويلة أو أعراض ما بعد التعافي التي تقلق المؤسسة العلمية.

محمد حميمداني

يخوض العالم حربا حمائية وتلقيحية من أجل حصر “كورونا”، وتطويق دائرة انتشارها، واستباق تحولها وتفاعلاتها المستقبلية، بما يحقق ضمان الأمن الصحي العالمي، ويعيد فتح العالم على العالم، ويعيد الاستقرار للأسواق، والتوازنات للاقتصاديات العالمية المنهكة أصلا، والتي تستبعد معظم الدراسات تعافيها في الأمد القصير أو المتوسط، لكن وفي المقابل تتحدث العديد من الدراسات عن حالات أعراض تبقى ملازمة للمتعافين من “كورونا” ، فيما أصبح يعرف ب “متلازمة كورونا الطويلة”، أو أعراض ما بعد التعافي من كوفيد – 19، والتي قد تستمر لعدة أسابيع أو حتى بضعة شهور.

فالعديد من الدراسات التي أجريت على المتعافين من “كورونا”، أثبتت أن المرضى يبقون عرضة للمعاناة من بعض الأعراض الطويلة الأمد، مثل السعال، وضيق وصعوبة التنفس، إضافة إلى بعض أعراض التعب الشديد.

المجمع العلمي العالمي، لم يستطع تقديم تقارير رقمية مفصلة عن جميع الحالات المسجلة، لكن المؤكد أن هاته الأعراض ليست مقرونة بزمن عمري فهي ملازمة لكافة الأعمار.

وهو نفس الأمر الذي أكدته دراسة تم نشرها على موقع منظمة الصحة العالمية، خلال شهر فبراير الماضي، أبانت عن استمرار متلازمة ما بعد كورونا، من خلال أعراض تستمر مع بعض المتعافين من الفيروس التاجي لفترة طويلة بعد حصول التعافي.

البروفيسور “أنتوني فاوتشي”، خبير الأمراض المعدية في الولايات المتحدة الأمريكية، حذر في حوار خص به الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)،  قائلا “نحن نعلم على وجه اليقين أن هناك متلازمة ما بعد كورونا ، يشار إليها أحيانًا باسم” كوفيد طويل الأمد المزمن”، وقدم “فاوتشي” أبرز العلامات المؤكدة لمعرفة ما إذا كان لديك أي من أعراض كورونا طويل الأمد ، وفقاَ لموقع “Eat” “.

فما هي أعراض متلازمة ما بعد كورونا ؟

فتلك الأعراض تبقى مستمرة حتى بعد مرحلة التعافي من الفيروس، “فاوتشي” قال موجها خطابه ل “جيمس مادارا”، العضو المنتدب و الرئيس التنفيذي للجمعية الطبية الأمريكية “نحن ندرس عددًا من المصابين بمتلازمة ما بعد كورونا التي تمولها المعاهد الوطنية للصحة الآن، وهناك نسبة كبيرة من المتعافين يعانون من أعراض باقية تتجاوز بكثير ما تتوقعه بعد أي متلازمة فيروسية مثل الأنفلونزا و غيرها”.

إحدى الدراسات التي أجريت من خلال سلسلة معاينات تمت على 143 شخصًا مصابًا بـ كوفيد – 19، غادروا أجد مستشفيات روما، وصلت إلى خلاصة مفادها أن 53٪  أبلغوا عن التعب، و 43٪ عانوا من ضيق في التنفس بعد شهرين في المتوسط ​​من بدء الأعراض.

فيما أكدت تقارير Nature بناء على دراسة أجريت على مرضى في الصين، أن 25٪ يعانون من خلل في وظائف الرئة بعد مرور 3 أشهر، فيما لا يزال  16٪ منهكين

موقع  ” Hackensack Meridian Health” أشار إلى أن كورونا يهاجم الرئتين ويسبب في حصول التهاب، وهو ما قد يترك الناجين من كورونا يعانون من ضيق مستمر في التنفس، كما قد يعاني بعض الأشخاص من سعال جاف، أو ألم حاد عند التنفس بالنسبة لأولئك الذين اضطروا إلى وضع جهاز التنفس الصناعي.

بالإضافة إلى أعراض أخرى كالحمى والسعال وفقدان الرائحة، والتعب والطفح الجلدي والصداع وآلام البطن والعضلات والإسهال، وفقًا لما أورده موقع “ميديكال”.

كما أن المتعافين من كورونا قد يتعرضون ل “خلل وظيفي في الأعصاب التي تنظم وظائف الجسم غير الطوعية  مثل معدل ضربات القلب و ضغط الدم و التعرق”، وهي كلها اختلالات في التوازن وفقًا لما أورده “مايو كلينك”.

“لورين ستيلز”، رئيسة Dysautonomia International ، قالت إن بعض الناس يعانون من سرعة نبض القلب، فيما آخرون يتعرضون لارتفاع ضغط الدم أو الشعور بالدوار و الدوار عند الوقوف، الملازم لعمل النظام العصبي اللاإرادي بشكل غير صحيح.

إضافة إلى المعاناة من اضطرابات النوم، فقد أفادت دراسة أجريت على 1500 شخص،  أن نصف المرضى الذين تعافوا من كوفيد – 19 يعانون من صعوبة في النوم، حيث أفاد حوالي 16٪ بأنهم ناموا أكثر من المعتاد، كما يتعرض المتعافون لضبابية في الدماغ  والذي وصفه الدكتور “فوسي” بأنه “طريقة غير طبية لوصف نقص القدرة على التركيز وكذلك مشاكل في الذاكرة”.

كما أبانت إحدى الدراسات، بأن حوالي 60٪ من المتعافين، تظهر لديهم مؤشرات على وجود التهاب في القلب ولكن أن يكون له أية عواقب إكلينيكية نهائية، وقد تؤدي إلى حدوث الخدج، و تصلب الشرايين.

وإجمالا فإن ما أجمع عليه الباحثون هو ظهور أعراض على متعافي كوفيد – 19 ،المرتبطة بالتعب والوهن الشديد، المصاحب بتسارع في التنفس عند القيام بمجهود عادي أو بسيط، مع ضيق وصعوبة في التنفس، وضعف العضلات، والسعال الذي يلي العدوى الفيروسية، ومشاكل تعترض التركيز والذاكرة، إضافة إلى التوثر النفسي.

التعليقات مغلقة.