ذ محمد المتوكي عضو حزب الأصالة والمعاصرة يطرح نقطة نظام حول ما آل إليه الحزب… ما ينذر بانشقاق قد يشهده ال PAM قبل الاستحقاقات القادمة.‎

أحمد أموزك

في رسالة مفتوحة عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي ، وجهها الأستاذ “محمد المتوكي” عضو حزب الأصالة والمعاصرة .

و نقوم بنشر رسالة الأستاذ ” المتوكي”:

” إلى السيد : الأمين العام لحزب الاصالة و المعاصرة و من خلاله لكل الرفيقات و الرفاق في المكتب السياسي

إلى السيدة : رئيسة المجلس الوطني لحزب الاصالة و المعاصرة و من خلالها لكل الرفيقات و الرفاق أعضاء و عضوات المجلس الوطني.

إلى الرفاق و الرفيقات مناضلات و مناضلي الحزب عبر مغربنا الحبيب.

الموضوع : نقطـــــة نظـــــــــــــام .

تحية طيبة ، وبعد 

لم أجد توطئة لهذه المداخلة ، أفضل من الجملة التي أبن بها الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الراحل جورج حاوي الشهيد المفكر حسن حمدان عندما قال : “أصبح المشهد مملا، أليس كذلك يا رفاق”.

الرفيقات، الرفاق 

لم ألجأ إلى هذه الوسيلة في التعبير عن مواقفي وقناعاتي، إلا مضطرا بعدما تسارعت المستجدات السياسية والتنظيمية لحزبنا في الآونة الأخيرة، والتي مع كامل الأسف وجدت الكثير منها لا ترقى إلى انتظار مناضلات ومناضلي الحزب، ولا ترقى لتشكل أرضية اتفاق ولا حتى أرضية اختلاف بما أنها تعطي انطباعا بكونها حبيسة مزاجية عقيمة وسلوك سياسي  – كنت قد اعتقدت أننا قطعنا معها – يحيل إلى عهد مقيت بدء بتهريب/ تجاهل المؤسسات المنتخبة للحزب  ( أعضاء و عضوات المجلس الوطني، الأمانات الجهوية والإقليمية المنتخبة والتنظيمات الموازية المنتخبة) إلى غياهب المجهول والترهل التنظيمي، وانتهاء بالاستفراد بصناعة القرار الحزبي من لدن من عينوا بمواقع تنظيمية بالحزب أو انتدبوا لتمثيل الحزب في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة .

وفي ظل قناعتي الراسخة التي طالما دافعت عنها في رفض فكرة عقد أول دورة للمجلس الوطني  بعد المؤتمر الوطني الرابع للحزب عن بعد، لاعتبارات متعددة منها ما هو مرتبط بجسامة ما ينتظرنا من مهام في استكمال ورش انتخاب مؤسسات الحزب بشكل ديمقراطي، و منها ما هو مرتبط بالجانب التقني ، و على اعتبار أيضا  أنه لازلنا بعيدين عن تأمين ” أجواء عن بعد ” تؤمن الشفافية و الفعالية في ظل التجاذبات التي عرفها الحزب بعد المؤتمر، لذلك كان لابد من وسيلة لمشاركتكم الكثير من الأسئلة الحارقة ولم لا الأجوبة المؤلمة المترتبة عليها وتداعيات الموت السريري لكل ما حلمنا به و تعاقدنا عليه بالمؤتمر الوطني الرابع ، بعد ما بذله المناضلات والمناضلين عبر ربوع وطننا الحبيب من تضحيات جسيمة من أجل بناء تنظيم يعزز مقومات نمط الحكامة المؤسساتية الناجعة و الفعالة ويستحضر العمل الجمعي في القيادة و تقدير الاختلاف و احترام الديمقراطية الداخلية، وأظنني وبما أن المرحلة هي مرحلة هوان كل شئ جميل حلمنا به ومن ضمنه حلمنا بتنظيم كبير في كل شئ، وبكل المقاييس فإن أحلامي بل وطموحي لن يقويا اليوم على تحمل وزر المطالبة باحترام الديمقراطية الداخلية وما يليها من آليات حلمي اليوم هو احترام عقولنا وٱمالنا واحترام عرق المناضلات والمناضلين الذين بنوا التجربة بكل سذاجة وأيضا بكثير من الإيمان.

الرفيقات ، الرفاق :

مرد هذه المداخلة أن نقفا جميعا على عدد من القضايا التي تساءلنا جميعا كل من موقعه، بدءا باستقالة عدد من القامات الكبار الذي قدموا الشيء الكثير للحزب ( محمد صلوح ، ياسر اليعقوبي …..)، دوا أن نقف عندها، وكأنهم نكرات في كل شيء، وهذا في تقديري مؤشر عن تدني منسوب الثقة في التنظيم وفي التجربة التي أردناها عظيمة فصارت إلى عكس ذلك، في وقت أعطت قيادة الحزب الوقت والجهد للتفاعل والتجاوب مع من لم يدخر جهدا أو وسيلة لاستهداف الحزب ومؤسساته وجر الجميع إلى فترة ما قبل عصر الأنوار حيث الابتذال  وسلطة النفوذ و الضرب تحت الحزام هي كلمات السر، وحيث يستطيع فقهاء السياسة ونخب الهذر السياسي أن ينجموا دون المرور من ماكينة التنظيم ولا من تربية المواطنة، و إن كنت مؤمننا بأن الحزب في حاجة لجميع المؤمنات و المؤمنين بمشروعه، لكن بعد أن اضطلعنا على هذه “المصالحة” كغيرنا من المتتبعين للشأن الحزبي، حيث اختفت الأرضيات / المرافعات  لتحل محلها صور العناق، وحيث أوحت الصورة التي أرخت لها بأن الأمر مجرد عملية استحواذ باعة متجولين على عقول مناضلين يرافعون من أجل بناء فعل حقيقي يرتهن إلى التصور والتقدير بدل تبادل القبل بين الزعماء وجودة السلفيات .

وما دامت هذه المصالحة سريعة وسرية وغامضة على أهل الدار وعلنية لمن تبقى، وعلى اعتبارها أنها كانت أسرع في الولادة والتنفيذ، حتى أنها اغتالت ثلاث سنوات من عمر الحزب في بناء الأرضيات وحشد الأنصار وأيام من المرافعات الطويلة – وليت البناء كان على قدر سهولة هاته المصالحة التي تمت في زمن عمر مباراة بيلياردو كنا فيها الكرات فقط نتلقى الضربات بعصا لا نرى حاملها ولا سلطة لدينا على نتائجها ، ما أحقرنا والحالة هاته، وما دامت هذه المصالحة أيضا  ستتحكم في رسم ملامح حزبنا مستقبلا وجب أن نضعها على مشرحة البحث السياسي، وأن نتساءل: ما مضمونها؟ ولماذا أضعنا كل هذا الجهد وهذا الوقت من عمر الحزب وعمر كل المنتسبات والمنتسبات للحزب ما دام الصراع / الاختلاف كان يمكن أن يحل و يختفي بمجرد جلسة دامت ساعة أو أقل؟ ومن يدفع فاتورة الإساءة للحزب و مؤسساته و مناضليه ، ما دام الامر كان هينا لهذه الدرجة ؟ .

الرفيقات، الرفاق :

الأمر من هذا هو سنوات العمر التي ضاعت ونحن نبحث لأنفسنا عن فضاء للتكوين السياسي ونحن طلبة نحلم بالمدينة الفاضلة و نبحث عن الكمال في الفكر والسياسة،  ثم ضاعت ونحن كبار نبحث عن فضاء حزبي أكثر إيجابية حيث الفكر يدحض القبل وحيث النجاعة يثبتها صندوق الاقتراع ليصدمنا الواقع الحزبي المبني على مزاجية القيادة وعدم اكتراثها لمن وضع ثقته فيها.

كانت كلفة التغيير جسيمة في تجربتنا الحزبية وكلفت الكثير من الألم والعمل الشاق على إخراج تعاقداتنا من زاوية المستحيل إلى فضاء رحب للممكن والمتمثل في تنظيم بعافية جيدة وقيادة تستوعب التنوع وتجعل ضمن قائمة محظوراتها العودة إلى أساليب عمل مقيتة لا تبني إلا بقدر ما تهدم وتجمع بروفايلات الفشل لأجل تسويق فشل أكثر جسامة.

وللتذكير ولو أن التذكير صار بدوره مكلفا ومرهقا، فقد ارتكز نداء المستقبل / حزب الأصالة و المعاصرة الذي تبنيته منذ إعلانه على “كسب رهان بناء حزب المؤسسات”، وإصلاح اعوجاجات الحزب والقطيعة مع الممارسات الهدامة والانتهازية المقيتة والصراع الداخلي الذي طالما تحكمت فيه الهرولة نحو المواقع والمكاسب، وفتح الأمل والباب أيضا لممارسة سياسية /حزبية جديدة تقوم على احترام وإعمال الديمقراطية الداخلية وتجديد النخب الوطنية والمحلية والانفتاح على جيل جديد من القيادات و الكفاءات، ومما لاشك فيه أن هذه الرؤى والأفكار تطلبت ممن صاغ النداء ودافع عنه بشجاعة ورباطة جأش استحضرت إلى حد كبير العودة والانتصار للفكرة التي انبنى عليها الحزب .

وطالما أن التذكير قد صار رياضة وطنية حيث الذاكرة هي ذاكرة السمك فانا اذكر أن نور الشفافية يصنع قيادات المستقبل وأن ظلال الكواليس يصنع أشباح المستقبل .

الرفيقات، الرفاق :

وأنا أقدم هذه المداخلة ، لا يعني أنني أبخس المجهود الكبير الذي بدل في ظل التحديات التي فرضتها جائحة كورونا من طرف المكتب السياسي  و اللجنة الوطنية للانتخابات في استعادة توهج الحزب، غير أنه أيضا وجب التأكيد أننا أخلفنا الموعد مع عدد من التحديات/ القضايا  التي تعاهدنا على الترافع عنها في ملحمة الولادة الثانية /المؤتمر الوطني الرابع من قبيل : إنصاف مغاربة العالم، المناصفة والتشبيب على مستوى المسؤوليات التنظيمية وتمثيل الحزب في الاستحقاقات الانتخابية، المساواة بين المناضلين في الولوج إلى الإعلام العمومي والأوراش التي فتحها أو يستدعى لها الحزب …إلخ .

الرفيقات ، الرفاق :

 التحدي اليوم لا يتعلق فقط بما تم إنجازه بل في أن تؤكد قيادة الحزب  أنها تقدر تضحيات المناظلات و المناضلين و أنها متمسكة بالجميع، ولن تفرط في أي من المؤمنات والمؤمنين بمشروع الحزب، والتحدي أيضا في تحقيق الإنجازات والأدوار الدستورية والاجتماعية للحزب ومواصلة الإنصات إلى نبض المجتمع المغربي بشبابه ونسائه و شيوخها ومنع أسباب التردي السياسي من العودة مجددا وتقديم عرض عمومي للمشاركة المواطنة يليق بمغرب الألفية الثالثة”.

من خلال قراءة في نص الرسالة يتبين أن حزب الأصالة يسير نحو أفق انشقاق في صفوفه، ولربما سيتولد عنه حزب جديد قبل الاستحقاقات القادمة .

 

التعليقات مغلقة.