سخط شعبي مغربي و دعوات لمقاطعة منتجات مدريد

محمد حميمداني

 تزامنا مع حث سلطات الرباط حكومة مدريد على فتح تحقيق في ملابسات وصول زعيم جبهة البوليساريو إليها لتلقي العلاج الطبي ، و ارتباطا بالسخط الشعبي المصاحب لهاته الفضيحة السياسية التي تفجرت في وجه مدريد ، أطلق ناشطون مغاربة حملة لمقاطعة المنتجات الإسبانية .

 الناشطون المغاربة شاركوا وسم (“هاشتاغ” مقاطعة المنتجات الإسبانية) عبر موقعي التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و “تويتر” ، باللغات العربية و الفرنسية و الإسبانية ، لقي تفاعلا كبيرا من قبل آلاف المغاربة .

 يأتي هذا الموقف التصعيدي في ظل التوثر الحاد الذي تشهده العلاقات المغربية الإسبانية على خلفية استضافة مدريد زعيم جبهة “البوليزاريو” “غالي” للعلاج على أراضيها بـهوية مزيفة ، و ما تلا ذلك من هجرة فاقت 8 آلاف شخص في تجاه مدينة “سبتة” المحتلة من قبل مدريد .

 و ظهرت رموز تدعو لمقاطعة المنتجات الإسبانية عبر هاته الوسائط الاجتماعية مع قائمة بالعلامات التجارية موضوع الحملة  علما أن مدريد تعد الشريك التجاري الأول للرباط منذ سنة 2012 ، حيث تستثمر أكثر من 800 شركة إسبانية فوق التراب المغربي ، إضافة إلى أن العديد من المنتجات الإسبانية تغزو الأسواق المغربية .

 و كانت الرباط قد استدعت ، يومه الثلاثاء الفارط ، سفيرتها لدى مدريد “كريمة بنيعيش” ، للتشاور عقب استدعاء هاته الأخيرة من قبل الخارجية الإسبانية ارتباطا بتدفق العديد من المهاجرين على مدينة سبتة المحتلة الواقعة في أقصى شمال المغرب ، و التي تحيطها إسبانيا بسياج من الأسلاك الشائكة بطول نحو 6 كيلومترات .

 و كان “فؤاد يزوغ” ، المدير العام للشؤون السياسية بوزارة الخارجية المغربية ، قد قال سابقا إنه يتعين على إسبانيا توضيح “الظروف و الملابسات و التواطؤات التي أفضت إلى دخول هذا الشخص (غالي) إلى التراب الإسباني ، بشكل احتيالي ، و بوثائق مزورة و هوية منتحلة” .

و قد أثار هذا الموقف غضب الرباط ، و الذي تزامن مع عبور الآلاف من المغاربة ، يومه الاثنين الماضي ، إلى هذا الثغر المحتل بطريقة غير مشروعة ، و الذي أرجعته سلطات الرباط إلى الطقس و شعور حرس الحدود بالتعب ، لكن محللين قالوا إن هاته الهجرة لها علاقة فيما يبدو بالخلاف الدبلوماسي مع مدريد .