قراءة في الصحف الفرنسية

 

الصحف الفرنسية خصصت حيزا هاما لمشهد ما بعد الحرب في غزة

ونقرأ فيها أيضا عن سر التوافق بين بوتين واردوغان

 

حماس احتفلت بانتصارها على انقاض غزة

قراءتنا للصحف الفرنسية نبدأها ب “لوفيغارو” وهي من الصحف القلائل التي صدرت اليوم وسط غياب جرائد عدة عن الاكشاك بسبب عطلة عيد العنصرة. في “لوفيغارو” نقرأ في صدر الصفحة الاولى إذا، عن حركة “حماس التي احتفلت بانتصارها على انقاض غزة” كما عنونت.

موفد الصحيفة الخاص الى القطاع “تييري اوبرليه” اشار الى ان “الحياة اليومية استأنفت مسارها في غزة. المباني المتهالكة سويت بالارض والارصفة نظفت والسيارات عادت لتتوغل في الشوارع…” تقول “لوفيغارو”.

التهدئة منوطة بوقف الحصار، فكيف السبيل الى موافقة اسرائيل عليه؟

وقد اعتبرت ان “كل شيء عاد الى طبيعته، هذا إذا كان يمكن ان نعتبر ان غزة تعيش وضعا طبيعا، كونها تحت سيطرة حماس وكونها” اردفت الصحيفة، “خاضعة منذ 14 عاما، للحصار الاسرائيلي وللحصارالمصري لكن بنسبة اقل”.

يقول كاتب المقال “تييري اوبرليه” الذي خلص الى ان “ضمان وقف لإطلاق النار طويل الامد منوط بالتعجيل بالاغاثة الدولية وبإعادة الاعمار” ولكن “ما السبيل الى موافقة اسرائيل على كسر الحصار؟” تساءل “اوبرليه” وقد لفت الى ان “وزير الخارجية الاميركية  سوف يتطرق للأمر لدى زيارته القدس يوم الاربعاء.”

غزة حيث تختلط اجواء العيد بأجواء العزاء

“لوموند” نشرت ايضا ، في عددها الذي يحمل تاريخ اليوم، مقالا عن غزة. “لوموند” خصصت مقالا ل “غزة حيث تختلط اجواء العيد بأجواء العزاء، في اليوم الاول من وقف إطلاق النار حين خرج الناس للاحتفال بحريتهم المستعادة وسط الدمار”.

وقد جعلت “لوموند” من فلسطين موضوع افتتاحيتها: “ماذا بعد اتفاق وقف إطلاق النار؟” تساءلت الصحيفة وقد رأت انه “من دون وقف كامل وفوري للحصار الذي يخنق مليوني غزاوي تبقى احاديث عودة الهدوء التي تضج بها البعثات الديبلوماسية ضربا من الخيال، ذلك انه لا مكان للهدوء في غيتو ينازع” كتبت “لوموند”.

وقد اشارت الى ان “تعبير الفصل العنصري الابارتايد الذي استعانت به منظمتا “هيومان رايتس واتش” الدولية و”بيت سلام” الاسرائيلية لوصف النظام الذي انشأته اسرائيل للهيمنة على الفلسطينيين يبدو وكأنه يتلاءم مع الوضع”.

حتى قادة اسرائيل نبهوا من التحول لنظام فصل عنصري

“لوموند” لفتت ايضا الى تنبيه قادة اسرائيليين بارزين ومن بينهم ايهود باراك وايهود اولمرت الى مخاطر ارساء نظام الابارتايد في حال استمرت سيطرة اسرائيل على الاراضي الفلسطينينة”.

“لوموند” خلصت الى وجوب تبني توصيات مؤسسة كارنيغي الاميركية التي ارتأت في تقرير نشرته الشهر الماضي وجوب اعتماد مقاربة مبنية على احترام حق الاسرائيليين بالسلام والامن وحق الفلسطينيين بالحقوق ذاتها. إنها الوسيلة الوحيدة لمنع وقوع حرب خامسة في غزة.

بوتين-اردوغان، التوافق الفظ

“بوتين-اردوغان، التوافق الفظ” عنوان مقال اعده مراسلا “لوموند” في اسطنبول وموسكو. كاتبا المقال “ماري جيغو” و”بينوا فيتكين” استهلا تحقيقهما بمشهد استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره التركي في الكرملين يوم الخامس من آذار/مارس 2020 بعد حادث مقتل اكثر من ثلاثين عسكري تركي بضربة روسية على ادلب.

“الديكور اعد بعناية” كتبت “لوموند”، وهو مكون “من ساعة كبيرة تمثل فوز جيش القيصر على الباب العالي في البلقان عام 1878 من جهة ومن تمثال للامبراطورة كاترين الثانية التي انتزعت القرم من الامبراطورية العثمانية عام  1783، من جهة ثانية. وقتها بدت العلاقة الروسية التركية متهاوية” تقول “لوموند” لكن “بوتين عرف كيف يقنع محاوره بالقبول بوقف لإطلاق النار” اضافت “لوموند” التي رأت ان “قدرة الرجلين على تخطي خلافاتهما تثير التعجب.

حدث جيو سياسي جلل

لقد تمكنا حتى الساعة من تخطي كل الاختبارات بالرغم من تعارض مصالح كل منهما”  تقول “لوموند”. “تركيا وروسيا الخصمان التاريخيان في زمن الامبراطوريات ليسا على خط واحد لا في سوريا ولا ليبيا ولا اوكرانيا ولا في القوقاز حيث يساند كل منهما مخيمات متخاصمة” كما اشارت “لوموند” لكن هذا الثنائي العجيب الذي يراكم الخصومة والتعاون فرض نفسه خلال العقد الاخير” تقول “لوموند”، “كحدث جيو سياسي جلل قلب الوضع القائم منذ الحرب الباردة وطرح مسألة مصير تركيا داخل الحلف الاطلسي” كتبت “لوموند”.

التعليقات مغلقة.