تحذير من تناول بعض الأدوية أثناء ممارسة الرياضة

إعداد د. مبارك أجروض

على الرغم من فوائدها في علاج الأمراض إلا أن هناك الكثير من الأدوية التي قد يكون تأثيرها سلبياً على الإنسان في حالة تناولها قبل ممارسة الرياضة أو القيام بمجهود بدني عنيف، مما يضع حياة الشخص وصحته في خطر كبير، ولو كانت  ممارسة التمارين الرياضية من أفضل الطرق للحفاظ على الصحة بأحسن حال، والتي ينصح بها دوما من قبل مختصي الرعاية الصحية، إلا أن ما لا ينتبه إليه البعض هو أن تناول بعض الأدوية قد يؤثر بشكل سلبي في الصحة عند ممارسة الأنشطة الرياضية، حيث قد تتسبب تلك الأدوية في عدد من الأعراض الجانبية يمكنها أن تجعل من ممارسة التمارين الرياضية أكثر خطورة، لذا تخيرنا لكم في تلك المقالة 7 من الأدوية الأكثر شيوعا التي يجب الحذر عند استعمالها أثناء ممارسة التمارين الرياضية.

* الأدوية المنشطة والمنبهة stimulants

يشيع استخدام بعض الأدوية المنشطة أو المنبهة مع ممارسة التمارين الرياضية، إلا أن ذلك الأمر قد يؤدي إلى عواقب وخيمة؛ حيث إن الآثار الجانبية لبعض تلك الأدوية ـ مثل الأمفيتامين Amphetamine ـ تشمل زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والقلق والتهيج والرعشة وارتفاع حرارة الجسم، الأمر الذي يلقي بظلاله السلبية بالطبع عند القيام بنشاط رياضي. لذا، ينصح باستشارة الطبيب لمناقشة جرعات الأدوية المنشطة والمنبهة وكيفية استعمالها حال ممارسة الرياضة.

* الأدوية المضادة للحساسية anti-allergiques

يعرف عن عدد كبير من الأدوية المضادة للحساسية أنها تتسبب في الشعور بالنعاس والرغبة الشديدة في النوم، ويرجع السبب في ذلك إلى أن مضادات الحساسية التي تنتمي إلى مجموعة الجيل الأول من مضادات الهيستامين Antihistaminiques de première génération يمكنها التأثير في المخ والتسبب في النعاس، وبالطبع فإن الشعور بالنعاس خلال ممارسة التمارين الرياضية قد يتسبب في حدوث إصابات، خاصة عند استعمال الآلات والمعدات الرياضية المختلفة.. لذا ينصح بتناول مضادات الحساسية بعد ممارسة التمارين الرياضية، بالإضافة إلى تجنب القيام بتمارين تتضمن استخدام المعدات كركوب الدراجات ورفع الأوزان.

* الأدوية المزية للاحتقان décongestionnants

تستخدم تلك الطائفة من الأدوية للتخلص من الاحتقان لدى الإصابة بالبرد أو بعدوى الجيوب الأنفية. إلا أن الأدوية المزيلة للاحتقان ـ مثل البسودو إفيدرين Pseudoéphédrine والفينيل إفرين  Phényléphrineـ تتسبب في زيادة ضربات القلب، وارتفاع الضغط الدم، كما أنها تزيد من خطورة حدوث مشاكل بالقلب لدى المصابين بضغط الدم المرتفع أو أمراض القلب.. لذا ننصح ممارسي الرياضة بعدم ممارسة الأنشطة والتمارين الرياضية أثناء استخدام الأدوية المزيلة للاحتقان، وذلك إلى أن يتحقق الشفاء التام ويتم التوقف عن استعمال تلك الأدوية.

* الأدوية المضادة للاكتئاب antidépresseurs

يمكن لاستعمال طائفة من الأدوية المضادة للاكتئاب التي تنتمي لمجموعة (مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية Inhibiteurs sélectifs du recaptage de la sérotonine (ISRS) أن تتسبب في عدد من الآثار الجانبية الغير مرغوب فيها عند ممارسة التمارين الرياضية، حيث تتسبب تلك الأدوية ـ مثل السرترالين Sertraline ـ في زيادة الوزن مما يجعل من القيام بالتمارين أمراً أكثر صعوبة، كما أنها قد تتسبب في حدوث النعاس مما يقلل من التركيز، وبالتالي يؤدي إلى حدوث الإصابات لدى ممارسة الرياضة.

بجانب هذا فإنها قد تؤدي إلى التعرق بكثرة، لذا يجب شرب المزيد من السوائل أثناء القيام بالتمارين الرياضية لتجنب خطر حدوث الجفاف. لكل تلك الأسباب ينبغي استشارة الطبيب عند تناول تلك الأدوية مع الرغبة في ممارسة الرياضة لمناقشة تقليل الجرعة الدوائية.

* البنزوديازبينات  benzodiazépines

تستخدم الأدوية التي تنتمي لمجموعة البنزوديازيبين ـ مثل ألبرازولام Alprazolam – في علاج القلق والهلع بشكل رئيسي، وذلك لما تمتلكه من خواص مهدئة ومثبطة لنشاط المخ. لذا تتضمن الآثار الجانبية لاستعمال تلك الأدوية التعب والإرهاق والشعور بالنعاس وارتخاء في العضلات بجانب الخمول، والتي تؤثر بدورها في نشاط الجسم وقدرته على ممارسة الرياضة. لذا ينصح بعض الأطباء بممارسة التمارين الرياضية قبل تناول تلك الأدوية، للحد بشكل نسبي من تأثيراتها السلبية تلك.

* الأدوية المنومة hypnotiques

تستخدم الأدوية المنومة الموصوفة طبيا في المساعدة على النوم أثناء علاج اضطرابات النوم المختلفة وفي مقدمتها الأرق. إلا أن التأثيرات المنومة لتلك الأدوية قد تستمر حتى اليوم التالي لاستعمالها، مما يؤثر في ممارسة التمارين الرياضية الصباحية، إذ تتسبب تلك الأدوية في الشعور بعدم التركيز أثناء ممارسة الرياضة مع شعور عام بالكسل. لذا ينصح في تلك الحالة بتغيير ميعاد القيام بالتمارين الرياضية إلى وقت لاحق من اليوم لدى زوال التأثير المنوم للدواء بشكل كامل.

* الأدوية المسهلة والملينة laxatifs

يمكن لاستعمال الأدوية المسهلة والملينة التسبب في آلام مبرحة في البطن والأمعاء عند ممارسة التمارين الرياضية، ويرجع السبب في ذلك إلى أن بعض تلك الأدوية تعمل عبر زيادة انقباضات عضلات الأمعاء مما يؤدي إلى الشعور بالألم، وفي الوقت ذاته نجد أنه أثناء القيام بالأنشطة الرياضية يقل الدم المتدفق إلى البطن والأمعاء ـ بسبب زيادة تدفق الدم إلى المخ والعضلات المختلفة ـ الأمر الذي يؤدي إلى زيادة تلك الآلام بالبطن والأمعاء، لذا يوصى بعدم استعمال المسهلات والملينات قبيل ممارسة التمارين الرياضية.

التعليقات مغلقة.