الإجهاد العضلي وتأثيره على جميع عضلات الجسم

إعداد د. مبارك أجروض

يعتبر الإجهاد العضلي Fatigue musculaire هو تمزق أو تلف العضلات أو الأربطة والأوتار المرافقة لها، وقد يحدث بسبب الضغط الزائد على العضلات خلال ممارسة الأنشطة اليومية العادية أو المجهدة للعضلة مثل رفع الأحمال الثقيلة بشكل مفاجئ، أو خلال الألعاب الرياضية، أو أثناء تأدية مهام العمل، ويؤثر الإجهاد العضلي على جميع عضلات الجسم، ولكن قد يؤثر بشكل خاص على عضلات أسفل الظهر، والرقبة، والكتف، وعضلات خلف الفخذ. يتسبب الإجهاد العضلي بألم في العضلات مما يعيق من حركتها.

يمكن علاج الحالات الخفيفة والمتوسطة من الشد العضلي منزلياً من خلال وضع الكمادات الباردة أو الساخنة، أو تناول الأدوية المضادة للالتهابات، أما الحالات الشديدة من الإجهاد العضلي ينصح بمراجعة الطبيب للتخفيف من شدة الألم، وقد يؤدي الإجهاد العضلي الشديد إلى تمزق العضلات، وقد يؤدي ذلك لإلحاق الضرر بالأوعية الدموية الصغيرة مسبباً نزيفاً موضعياً تحت الجلد تظهر على شكل كدمات، أو قد يسبب ضرراً في النهايات العصبية مسبباً ألماً شديداً في موضع الإصابة.

وعلى الرغم من أن أي عضلة في جسم الإنسان عرضة للإصابة بالإجهاد العضلي، إلا أن الإصابات الأكثر شيوعا تحدث في عضلات أسفل الظهر والرقبة والكتف وخلف الفخذ، ويمكن علاج الإجهاد العضلي البسيط أو متوسط الشدة ببعض العلاجات المنزلية والأدوية غير الوصفية، لكن الحالات الشديدة من هذا الإجهاد قد تتطلب عناية طبية.

* أعراض الإجهاد العضلي

يمكن بسهولة تمييز الإصابة بإجهاد عضلي، حيث تشمل أعراض تلك الإصابة ألما مفاجئا في العضلات، عدم القدرة على الحركة بشكل سليم، وجود كدمة أو تغير بلون المكان المصاب، الانتفاخ والتورم، تقلصات عضلية، تيبس العضلات ووهن العضلات.

* أسباب الإصابة بالإجهاد العضلي

ـ حدوث الإجهاد العضلي المزمن
نتيجة للحركة المتكررة، كما يحدث لدى ممارسة رياضات التنس والتجديف والجولف، أو الجلوس بشكل غير صحيح لفترات طويلة.

ـ حدوث الإجهاد العضلي الحاد
عند حصول تمزق مفاجئ وغير متوقع بالعضلات نتيجة الإصابات والصدمات. الأمر الذي قد يحدث نتيجة لافتقار الجسم إلى اللياقة والمرونة، أو بسبب إرهاق العضلات نتيجة لبذل مجهود كبير، أو عدم الإحماء بشكل مناسب قبيل القيام بنشاط بدني. لذا فإنه من الممكن الإصابة بالإجهاد العضلي خلال الجري أو القفز أو إلقاء بعض الأشياء أو حمل أشياء ثقيلة أو زلة القدمين وفقد التوازن أو حتى المشي. ويشيع الإصابة بهذا النوع من الإجهاد العضلي في الطقس البارد بسبب تيبس العضلات في درجات الحرارة المنخفضة.

* علاج الإجهاد العضلي في المنزل

إن غالبية حالات الإجهاد العضلي خاصة البسيطة والمتوسطة يمكن علاجها بالمنزل عبر اتباع الخطوات الأربعة التالية:

ـ إعطاء العضلات المجهدة فرصة للراحة
يجب إعطاء العضلات المجهدة فرصة للراحة لعدة أيام بعدم تحريكها، خاصة حال وجود ألم. لكن يجب عدم إراحة العضلات بشكل مبالغ فيه لئلا يتسبب ذلك في وهنها وضعفها، مما قد يطيل من فترة التعافي من الإصابة. لذا يجب البدء بتحريك العضلات المصابة بشكل بسيط بعد يومين دون إرهاقها أو إجهادها.

ـ استخدام كمادات الثلج
يجب استخدام كمادات الثلج فورا بعد إصابة العضلة بالإجهاد، وذلك لمدة 20 دقيقة مع التكرار كل ساعة خلال اليوم الأول من الإصابة، وفي الأيام اللاحقة يتم استعمال كمادات الثلج كل 4 ساعات، وينبغي تجنب وضع الثلج مباشرة على الجلد، حيث يجب لفه في منشفة أو استعمال الكمادات.

ـ لف المنطقة المصابة برباط ضاغط مرن
لتقليل التورم والانتفاخ يوصى بلف المنطقة المصابة برباط ضاغط مرن حتى يهدأ التورم ويختفي تماما، وينبغي عدم المبالغة في لف الرباط الضاغط لئلا يحد من تدفق الدم بذلك الجزء من الجسم.

ـ رفع الجزء المصاب من الجسم
ينبغي رفع الجزء المصاب بحيث يصبح في مستوى أعلى من مستوى القلب إذا أمكن؛ فعلى سبيل المثال إذا كانت الإصابة بعضلات ربلة الساق، يتم الاستلقاء والتمدد مع رفع الساق على وسادة مرتفعة. بالإضافة إلى تلك الخطوات الأربع الرئيسية يمكن أيضا استعمال الأدوية غير الوصفية المسكنة للألم والمضادة للالتهاب مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول؛ بجانب استعمال كمادات دافئة على الجزء المصاب بعد مرور ثلاثة أيام.

* استشارة الطبيب

إن الحالات البسيطة والمتوسطة من الإجهاد العضلي يمكن علاجها بالمنزل، حيث يستغرق الشفاء التام عدة أسابيع على الأكثر، أما في حال حدوث أي من الأعراض التالية يجب الذهاب إلى الطبيب فورا كاستمرار الألم بشكل قوي بعد أسبوع من الإصابة والشعور بالخدر أو التنميل بالمنطقة المصابة وحدوث نزيف بالجزء المصاب وعدم القدرة على تحريك الذراع أو الساق على الإطلاق.

خلال زيارة الطبيب سيقوم بإجراء فحص بدني للإصابة، وقد يتطلب الأمر إجراء فحص باستخدام الأشعة السينية أو أشعة الرنين المغناطيسي للوقوف على الحالة بدقة، ويتضمن العلاج الطبي بعض الأدوية الوصفية والعلاجات الأخرى، وفي بعض الأحيان قد يوصي الطبيب بالعلاج الطبيعي. أما في الحالات الشديدة والمتقدمة من الإجهاد العضلي قد يتطلب الأمر الخضوع لجراحة لإصلاح ضرر العضلات.

* الوقاية من إصابات الإجهاد العضلي

يمكن عبر اتباع بعض الخطوات البسيطة وتجنب بعض المحاذير تقليل فرص الإصابة بالإجهاد العضلي، حيث يجب الاحتراس من السقوط أثناء الحركة، والحرص عند حمل أوزان ثقيلة، ومراعاة الجلوس والوقوف بشكل سليم، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتقوية العضلات والحفاظ على صحتها.

التعليقات مغلقة.