خلال لقائه الوفد السويدي.. الرئيس اليمني يؤكد ان اتفاق ستوكهولهم بين حكومته والحوثيين لم يحقق شيء

                                                                                                                                                                                بقلم : هارون الواقدي
نتيجة الصراع المستمر في اليمن، أجريت تغيرات محلية وإقليمية، ازدادت الضغوط الدولية على الأطراف المتصارعة لعقد جولة جديدة من المفاوضات في السويد، خلال الفترة من 6- 13 ديسمبر/كانون الأول 2018، انتهت بالإعلان عن التوصل إلى تفاهمات بشأن بعض المسائل الخلافية وعدم القدرة على إحداث اختراق في مسائل وملفات أخرى. فإلى أي مدى يمكن أن يكون “اتفاق ستوكهولم” اتفاق حقيقي
قال الرئيس عبدربه منصور أن إتفاق ستوكهولهم الذي أبرمته حكومته الشرعية قبل عدة سنوات مع جماعة الحوثيين الانقلابية، تحت رعاية الأمم المتحدة ووسطاء دوليون لم تحقق أي شيئ لعملية السلام
(استغلال الإتفاق)
وأوضح هادي خلال لقائه بمقر إقامته المؤقت في العاصمة السعودية الرياض، الاثنين، مع الوفد  السويدي برئاسة وزيرة الخارجية “آن ليند”، إن جماعة الحوثي استغلت الإتفاق لزعزعة الملاحة الدولية عبر القوارب والزوارق المفخخة وغيرها من التجاوزات والخروقات، مستفيدة من الهدنة المعلنة في محافظة الحديدة والتي تم بموجبها إعلان وقف إطلاق النار بعدما وصلت القوات الشرعية إلى مشارف المدينة وكانت قاب قوسين أو أدنى من تطهيرها بالكامل.
وحسب وكالة الانباء الحكومية “سبأ” أشار هادي إلى أن الحوثي ومن خلفه النظام الإيراني، جماعة لا تؤمن بالتعايش والسلام ولا تجيد الا لغة السلاح وهذا ما اكدته تجارب الحوار ومحطاته المختلفة ومنها مشاورات ستوكهولم التي لم تبالي بها او تنفذ اي من بنودها
(التنازل من طرف واحد)
جدد هادي  في اللقاء الذي حضره السفير السويدي نيكولاس تروفي والمبعوث السويدي الخاص الى اليمن بيتر سيمنبي، تأكيد حرصه على السلام وتقديم التنازلات لحقن الدماء والذي قوبل بالتعنت والرفض من قبل الحوثيين الذين لايكترثون بمرجعيات السلام والقرارات الاممية ذات الصلة.
وقال، “لازالت أيادينا ممدودة وندعو دوما الى وقف الحرب واحلال السلام لإعلاء مصلحة البلد وإنهاء معاناة الشعب اليمني.
( الجهود المبذولة)
وأثنى هادي، على جهود السويد الداعمة لليمن في مختلف الجوانب ومنها ما يتصل بالجهود الإغاثية والإنسانية، مشيدا بدور السويد الفاعل في إطار دول الإتحاد الاوروبي ودعمها لليمن وشرعيته الدستورية ورعايتها لمحادثات السلام في ستوكهولم.
(خروفات متكرره)
تعرضت اتفاقية ستوكهولم التي وقعت منتصف ديسمبر من العام 2018، بين الحكومة الشرعية والحوثيين، لخروقات عسكرية مستمرة منذ الساعات الأولى لبدء سريان الهدنة وحتى اليوم، وسط إتهامات متبادلة بين الشرعية والحوثيين،بشأن إرتكاب تلك الخروقات.
وتضمنت ذلك الإتفاق الذي جاء في ذروة المواجهات العسكرية المحتدمة، ثلاثة محاور أساسية تشمل وقف العمليات العسكرية في الحديدة، وفك الحصار عن مدينة تعز، وإطلاق كافة الأسرى والمعتقلين في سجون الطرفين، قبل البدء في وقف شامل لإطلاق النار في البلد تمهيدا للدخول في عملية سياسية لوقف الحرب.
ويقول مراقبون أن إتفاق ستوكهولم نجح في وقف زحف القوات المشتركة نحو مدينة الحديدة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، لكنها فشلت في وقف نريف الدماء ومنع سقوط ضحايا مدنيين، وسط إنتهاكات وخروقات مستمرة وبصورة شبه يومية طيلة السنوات الثلاث الأخيرة.
(سيناريو)
فشل الاتفاق، وهو غير مستبعد، وإذا ما حدث فسيعيد الأوضاع إلى نقطة الصفر، ويُدخل مدينة الحديدة وبقية الجبهات في دوامة عنف جديدة تشهد حرب شوارع تكون تكلفتها باهظة. ويتوقف هذا السيناريو على المضي بعيدًا بشأن الخلاف حول التفسير المتناقض للطرفين بشأن الاتفاق من جهة وعدم توقع ردة الفعل من الأطراف الأخرى التي لا يمكن السيطرة عليها من قِبل الحكومة مثل كتائب “طارق صالح” و”قوات المقاومة التهامية”، من جهة ثانية، خاصة وأنها تعتبر وقف إطلاق النار أمرًا خاطئًا، وتطالب بمقعد على طاولة المفاوضات، وتهدد في حال عدم تحقيق ذلك بلجوئها لخيار الحرب منفردةً، وهو ما قد يؤدي إلى نشوء كيان يطالب بدولة في تهامة على غرار دعوات المجلس الانتقالي في الجنوب .
 فشل الاتفاق رغم التقدُّم النسبي الذي شوهد في ستوكهولم فإن الوصول إلى سلام في اليمن لا يزال بعيد المنال، ذلك لأن معادلة صُنعه لم تنضج بعد، والحرب الدائرة هناك لن تتوقف ما لم يتم التوصل إلى تفاهمات إقليمية ودولية حاسمة بشأنها تلزم جميع الأطراف بإنهاء القتال.

التعليقات مغلقة.