نلتقي لنتقاسم وجبة شعار أمسية الإحتفال لمشاركة فرحة عيد الأضحى بين الجميع بستراسبورغ فرنسا  

كل عام، يتم الإحتفال بالعيد في جميع أنحاء العالم. إنها فرصة رائعة للإلتقاء بالأصدقاء أو العائلة أو للقاء لمشاركة وتناول وجبة متنوعة ودسمة بين الأصالة وإحياء العادات والتقاليد فمرحبا بالجميع. 

وبلفتة إنسانية ودية فريدة من نوعها وقيمتها نظم الثلاثي كل من: شارع ماما, علاوة من هناك نحن من هنا, سوق العربة. حفل رمزي تضامني خيري بمناسبة عيد الأضحى المبارك للجميع الجاليات برمتها دون إستنئاء المقيمة في ستراسبورغ, دون تميز ولا تفريق بين جميع المهاجرين المحرومين من أسرهم وأهاليهم وذويهم وليس لهم مأوى ولا مستقبل ولا مضيف ولا من يذهبون إليه للمعايدة والإستضافة عامة والضيافة خاصة للإحتفاء بهاته المناسبة السعيدة والشعيرة الإبراهيمة والسنة المحمدية التي لا يمكن الإستغناء عنها والحرمان منها. 

وتأتي هذه الفعاليات التي أقيمت بدار محل سوق العربة (Wagon Souk)،و سوق ماما,إنطلاقا من حرصهم الدائم على خلق أجواء ترفيهية, فنية وتثقيفية, للترويح عن النفس للمهاجرين المحرومين من الأهل والأسر عامة والإحتفال معهم بمختلف المناسبات للتخفيف عنهم من معناتهم و ضيق حالتهم ووضعيتهم المزرية وحالات العوز والإحتياج والفاقة التي يعشونه ويوجدون عليه والذي لا يحسدون عليه. ولأجل الأخذ بيدهم لتحسيسهم بالدفء العائلي الأسري في جو مفعم بالحب والمودة لساعات طوال في أمسيات مميزة ومبرمجة بأجندة مسطرة للحدث المنشود بالمناسبة. 

إنطلقت الإحتفالية بالهواء الطلق في أمسية مميزة في جو صيفي مشمس بتجنيد طاقم مشرف وفريق عمل مجند للإعداد طاولات الشواء والمأكولات مما لذا وطاب. بالتعاون مع المتطوعين المسخرين لضيوف الأمسية والمناسبة السعيدة. بتحضير وجبات جماعية مجانية، بهدف نشر فرحة العيد في نفوس الجميع. 

وبالظهيرة وإتمام التحضيرات وباقي الترتيبات وصول الذبائح من عجول وخرفان وقطع اللحوم المهدات، شرع في الشواء على مرأى ومسمع من الحضور بكل شفافية في جو عائلي لا يتخيل للمار أن المحتفى بهم غرباء وليسوا أهل. 

للعلم أن المبادرة كانت من دار سوق العربة لصاحبه السيد زايمو Zaimo وحرمه السيدة إيلان Hélène, بتسخير المحل ومساهمة منهم بعجل والعجل الثاني تبرعت به سيدة محسنة جزاها الله خير و الخروف مساهمة أعضاء جمعية علاوة من هناك من هنا (D’ailleurs nous sommes ici ) التي كانت لها دور فعال في الأمسية معية مشاركة ومساهمة الجيران بالمشروبات و الحلويات والفواكه وغيرهم. 

 ولم تقتصر أمسية العيد بالأكل والشرب والشواء, فكان للجانب الفني الموسيقي لمسة وبهجة منعشة ببصمة فرقة قناوة بستراسبورغ في تنشيط الحفل والمساهمة الفنية بإحياء السهرة من الفن الأصيل للتراث المغاربي لاسيما روائع ناس الغيوان لسنوات السبعينات للجيل الذهبي. 

ورغم كل شيء لم يفسد كوفيد19 حفل عيد الأضحى، لكن كان الحذر مطلوب بسبب الأزمة الصحية وتداعياتها بإحترام البروتكول الصحي و التدابير الأمنية من كمامة و غيرها إلخ…….. 

للتذكير قد سبق وأن نظما محل سوق العربة وسوق ماما الرائدين في مجال التضامن و التأزر، عددا من الفعاليات الإحتفالية بمناسبات عديدة كلما دعت الضرورة الملحة للحالة الإنسانية المحضة والصحية التي تستحق الوقوف عليها لتقديم الدعم المعنوي والنفسي لمستحقيه. 

يبقى عيد الأضحى في أوروبا بين الحنين والشوق إلى الوطن الأم والرغبة في إيجاد بيئة خاصة مناسبة وملائمة للتأقلم معها والإندماج فيها للتخفيف من شدة وطأة الوحدة القاتلة. 

واللافت للأمر أن عيد الأضحى تزامن هذه السنة 1442هـ/2021م مع العطلة الصيفية، وهو ما شكل مناسبة لإجتماع الأهل والأحباب وصلة الرحم فيها بينهم بينما حرم المهاجرون المغتربون بدون مأوى وإقامة, لاسيما حديثي المجيء إلى ستراسبورغ. وهذا ما فكرت فيه دار سوق العربة وسوق ماما بالتضامن والتنسيق مع الخيرين البارزين في مجال التضامن. 

وحتى لو إختلفت مظاهر فرحة عيد الأضحى في أوروبا مقارنة بالإحتفالات في الوطن العربي، فالميزات الأساسية تظل ثابتة ولا تتغير، فنجد مثلا إجتماع العائلة وفرحة الصغار والمحافظة على التقاليد العريقة والعادات الجميلة التي تتوارثها الأجيال، فهناك طقوس تتشابه لدى جميع المسلمين وغير المسلمين في مناسباتهم الإحتفالية سواء الدينية أو غيرها، ولا يمكن لعيد الأضحى أن يمر من دونها مرور الكرام وهي عادة الشواء في الهواء الطلق والطهي للأنواع الأطباق والمأكولات الشعبية لاسيما طبق الكسكسي الشعبي المميز الجامع للشمل ولايمكن تذوق فرحة العيد دون بنة الكسكسي وروائحه التي نعبق في كل مكان. 

Wagon Souk/ سوق العربة في ومضة : 

هو محل يدار ذاتيا لجمعية غير ربحية مخصصة تهدف لإنشاء ودعم تجميع مشاريع التضامن. المواطنين والفنانين. يعد المركز الثالث للتضامن من حيث خدماته, مطعم التضامن, الحلاقة, الحفلات والسهرات, كراء الصالة و التسوق الحر. 

أما  Souk Mamaسوق ماما, تسمية بإسم السيدة ماما أداما من أوصل سنيغالية المرأة المثالية الأنمودج في العمل الخيري الإنساني التي تجعلك تسافر من مكانك بأطباقها الأفريقية ونكهتها بروائحها الطيبة وأنواع مأكولاتها لفائدة المحتاجين والفقراء وعابري السبيل بدون مأوى وإقامة, خدمات يومية طيلة الظهيرة والأمسية بأثمان رمزية للمقتدرين مساهمة منهم في توفير وجبات للمحتاجين ولنا عودة في حوارات خاصة للموضوع مستقلا فترقبوهم. 

تواصلت الأمسية في جو عارم بالفرحة و الحيوية ومناسبة تبقى منقوشة في الذاكرة لا تنسى و التي كللت بالصورة التذكارية بين الأصدقاء و الحضور و ينسب الفضل في ذاك والإمتنان للمصور السيد الكسندر بابادوبولوس 

فتحية شكر وتقدير وعرفان للسيد زاموا والسيدة إيلان على الضيافة وحفاوة الإستقبال والسماح بإثقتطاع برهة زمن من وقتهم الثمين رغم ثقل مسؤولياتهم وإشرافهم على خدمة الضيوف وتلبية مطالبهم وعلى إهدائها الثمين والشكر كل الشكر موصول لمرافقنا الشخصي الشاب عمار الفتى الخدوم المتطلع لآفاق واعدة ومستقبل زاهر في العمل التطوعي الخيري الإنساني. 

كانت هاته ومضة من أمسية إقتسام فرحة عيد الأضحى مع جميع الجاليات بستراسبورغ جاز الله الخيرين وخلف عليهم بخلفة الخير. 

الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون — ستراسبورغ فرنسا 

التعليقات مغلقة.