أسرار يكشفها الحمض النووي عن الصحة

إعداد د. مبارك أجروض

تتمثل وظائف الحمض النووي في حمل معلومات جينية مهمّة لانتقال السمات الموروثة من جيل لآخر واحتوائه على التعليمات المهمّة والضرورية للكائنات الحية للنمو والتطور والتكاثر، وتكون هذه التعليمات مُخزّنةً في سلسلة ثنائية من النيكلوتيدات الأساسية.

تقرأ خلايا الكائن الحي شيفرات الحمض النووي (ADN) المُكوّنَة من 3 أزواج قاعديّة؛ لخلق بروتينات ضرورية للنمو، وتُكوّن كلّ 3 قواعد حمضاً أمينياً معيّناً يُمثل أساس بناء البروتين، فعلى سبيل المثال يُشكّل الزوج القاعدي (T-G-G) الحمض الأميني التريبتوفان، ويُشكّل الزوج القاعدي (G-G-C) الحمض الأميني الجلاكين، ويؤشّر وجود بعض المجموعات التشكيلية مثل  (T-A-A)و(T-A-G) و(T-G-A) إلى نهاية سلسلة البروتين، ممّا يُعطي إشارةً للخلية بعدم إضافة المزيد من الأحماض الأمينية للسلسلة.

إن الحمض النووي هو جزء معقد ينتقل من الوالدين، ويمثل الرمز الذي يحتوي على جميع المعلومات عن الشخص وعن أسلافه، وقد حقق اختبار الحمض النووي أعلى مستوياته على الإطلاق في وقتنا الحاضر بفضل التقدم في المجال الطبي وزيادة شعبية أدوات اختبار الحمض النووي المنزلية، وفيما يلي أهم الأشياء التي يخبرها الحمض النووي عن الصحة:

* خطر الاصابة بمرض الزهايمر

يمكن أن يكشف اختبار الحمض النووي ما إذا كان لدى الشخص خطر أعلى للإصابة بمرض الزهايمر. إذا كان يمتلك متغيرات معينة، فستكون لديكه فرصة متزايدة للإصابة بالمرض في وقت لاحق من الحياة. يمكن اختبار ذلك تحت رعاية الطبيب، ولكن يمكن أيضًا اختباره من خلال الاختبارات المنزلية.

* نسبة دهون عالية

يمكن أن تكشف الاختبارات الجينية ما إذا كان لدى الشخص جين متغير يسبب فرط كوليسترول الدم العائلي. هذه الطفرة الجينية يمكن أن تسبب له نوعًا معينًا من ارتفاع الكوليسترول. تقول بعض الإحصاءات أن واحدًا من كل 500 شخص يحمل هذه الطفرة الجينية.

* خطر الإصابة بمرض الاضطرابات الهضمية

قد يوصي الأطباء بإجراء اختبارات جينية لمرض الاضطرابات الهضمية إذا كانت طرق التشخيص الأخرى غير ممكنة. يحمل الأشخاص المصابون بمرض الاضطرابات الهضمية أحد هذين الجينين: HLA DQ2 و DQ8أو كليهما.

* خطر الإصابة بالسرطان

نظرًا لوجود الآلاف من الطفرات الجينية التي يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان، يمكن أن يساعد اختبار الحمض النووي في اكتشاف احتمال الإصابة بالسرطان. إذا كانت هناك مخاطر الإصابة بالسرطان في عائلة الشخص، يمكن للأطباء مساعدته في إجراء الاختبارات الجينية المناسبة واكتشاف احتمال الإصابة في وقت مبكر.

* نوع العلاج الطبي

علم الصيدلة الجيني هو علم الاختبارات الجينية للكشف عن فرص نجاح علاج طبي معين. في كثير من الأحيان، يتم استخدام هذا العلم لأنواع معينة من السرطانات لتحديد ما إذا كان من المحتمل أن تكون أدوية معينة فعالة. يتم حاليًا البحث عن اختبارات لاستجابة الأدوية لعلاج الحالات الصحية الأخرى، مثل أمراض القلب والربو وفيروس نقص المناعة المكتسبة (السيدا).

* احتمالات فقدان الوزن

يمكن العثور على حميات الحمض النووي في جميع أنحاء الإنترنت، ولكن لا يوجد دليل علمي حالي على أنها تعمل. أساس هذه الحميات هو أن هناك بعض المكونات الجينية للسمنة. ولا يزال العلماء يحاولون معرفة كيف تلعب الجينات دورًا في إنقاص الوزن.

* حساسية الكافيين

حساسية الكافيين وراثية. إذا كان والد ووالدة الشخص مصابان بالحساسية ضد الكافيين فقد تكون لديه نفس الحالة. هناك متغيرات جينية مسؤولة عن تنظيم الكافيين في جسمه، وإذا لم يتلق أيًا من هذه المتغيرات في استقلاب الكافيين من والديه، فمن المحتمل أنه لن يستطيع تناول الكثير من القهوة.

* حساسية الطعام

تُجرى الأبحاث حول قدرة الاختبارات الجينية على تقديم إجابات موثوقة حول الحساسية الغذائية. هناك عوامل وراثية وبيئية في تطور الحساسية الغذائية. في حين أن الحساسية الغذائية غالبًا ما تنتقل من الآباء، إلا أن العلم لم يتمكن بعد من تحديد حساسية الطعام عبر اختبارات الحمض النووي.

* الرهاب اللاعقلاني

تشير التقديرات إلى أن الجينات تساهم في 25 إلى 65% من حالات الرهاب الغير منطقية. لم يتم اكتشاف اي جين مرتبط بالرهاب بعد، ولكن يبدو أن هناك متغيرات في العديد من الجينات، تهيئ الشخص للإصابة بالرهاب.

التعليقات مغلقة.