احتجاج آلاف الفرنسيين و الأوربيين على تضييق الحريات بسبب كورونا

 محمد حميمداني

تدخلت ، اليوم السبت ، الشرطة الفرنسية و بقوة ، مستعملة الغاز المسيل للدموع ، لتفريق مظاهرات احتجاجية عمت وسط باريس ، منددة بالإجراءات التقييدية التي فرضتها السلطات الفرنسية بهدف التخفيف من حدة انتشار وباء “كورونا” .

 و في تجمعات انطلقت من محطة مترو “فيلا” في اتجاه ساحة الباستيل ، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين ، بدعوى “استفزازهم لضباط الشرطة” ،  حيث طالب المتظاهرون ب “الحرية” ، و رددوا شعارات مناهضة للرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” ، من بينها “ديكتاتور” ، و “ماكرون نحن لسنا بحاجة إلى شهادتك الصحية” .

 و كان الرئيس الفرنسي ، إيماويل ماكرون ، قد أعلن ، في 12 يوليو الجاري ، عن سلسلة إجراءات تقييدية للحريات الشخصية ، قال أنها تستهدف احتواء انتشار وباء “كوفيد – 19” ، ضمنها توسيع استخدام “الشهادة الصحية” لتشمل الولوج إلى الحانات و المطاعم و قطارات المسافات الطويلة و الطائرات ، كما تم فرض التطعيم الإجباري على العاملين في القطاع الصحي و دور رعاية المسنين ، تحت طائلة الغرامات ، الأمر الذي فجر موجة من الاحتجاجات الغاضبة ضد سياسته المنتهجة هاته ، حيث خرج نحو 114 ألف شخص في جميع أنحاء فرنسا منددين بهذه الإجراءات و القيود الجديدة يوم 17 يوليو الجاري، ضمنهم 18 ألف شخص في العاصمة “باريس” وحدها ، لتتواصل المسيرات و الاحتجاجات أمام مقر الجمعية العامة و مجلس الشيوخ لمدة أسبوع كامل .

و قد نددت هاته الاحتجاجات بسياسة توسيع نطاق فرض الشهادة الصحية و فرض التلقيح الإلزامي في بعض المهن ، في مدن  “باريس” و “مرسيليا” ، حيث رفع المحتجون خلالها تنادي ب “الحرية” و تناهض بما أسمته ” الديكتاتورية الصحية” .

 و كانت عدة مدن أوروبية في كل من بريطانيا و فرنسا و أستراليا قد شهدت ، يوم السبت ، مظاهرات و مسيرات احتجاجية ضد سياسة “إلزامية التطعيم” ، و التدابير الصحية المتخذة لمواجهة آثار المتحورة “دلتا” التي تسببت في 90 % من الإصابات الحالية .

ففي بريطانيا ، خرج متظاهرون إلى شوارع لندن احتجاجا على خطة الحكومة ، القاضية بحمل دليل أخد التطعيم (جواز اللقاح) لدخول الملاهي الليلية و حضور الفعاليات الكبرى ابتداء من فاتح شهر شتنبر القادم ، و التي اعتبرها المحتجون مقيدة للحريات المدنية .

 و في أستراليا ، شهدت العاصمة “سيدني” ، ذات 5 ملايين نسمة من السكان ، صدامات بين عناصر في شرطة الخيالة و متظاهرين إثر فرض الحجر المنزلي لمدة شهر على سكان المدينة  ، كما عمت المظاهرات شوارع “ملبورن” ردا على إعلان السلطات احتمال إبقاء القيود حتى شهر أكتوبر المقبل ، و رفعوا لافتات تضمنت “أستراليا استيقظي” ، و هو الشعار الذي رفع في العديد من تظاهرات العالم .

 و كان مجلس الشيوخ الفرنسي قد صادق ، يوم السبت ، على قانون توسيع نطاق الشهادة الصحية و التلقيح الإجباري للعاملين في القطاع الصحي و عدة مهن أخرى ، بعد أن كانت الجمعية العامة قد صادقت عليه ، يوم الجمعة .

 الشارع الفرنسي يشكك في جدوى “الشهادة الصحية” ، فيما يرى مختصون أن لها فاعلية في الحد من انتشار الجائحة .و كانت إيطاليا قد شهدت هي الأخرى ، يوم السبت ، تظاهر الآلاف في عدة مدن إيطالية احتجاجا على فرض الحكومة قيودا على الأشخاص غير المطعمين ضد “كوفيد” ، امتدت من “نابولي” في الجنوب إلى  “تورينو” في الشمال ، توحدت كلها في شعار مركزي رفع تحت عنوان “حرية” و “تسقط الديكتاتورية” و “لا للشهادة الصحية”  .

التعليقات مغلقة.