تضخم البروستاتا الحميد

بقلم د. مبارك أجروض

يحدث تضخم البروستاتا الحميد  Hyperplasie bénigne de la prostateعندما تبدأ خلايا غدة البروستاتا في التكاثر. وتتسبب هذه الخلايا الإضافية في تضخم غدة البروستاتا، مما يضغط على مجرى البول ويحد من تدفق البول. ويختلف تضخم البروستاتا الحميد عن سرطان البروستاتا ولا يزيد من خطر الإصابة بالسرطان. ويعتبر تضخم البروستاتا الحميد شائعًا لدى الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا.

وتتضمن العلامات والأعراض الشائعة لتضخم غدة البروستاتا الحاجة المتكررة أو الملحة للتبول، زيادة تكرار مرات التبول في الليل (miction nocturne)، صعوبة في بدء التبول، ضعف تدفق البول أو تدفق يتوقف ثم يبدأ، تقاطر البول في نهاية التبول، إجهاد أثناء التبول وعدم القدرة على إفراغ المثانة بشكل كامل. وتتضمن العلامات والأعراض الأقل شيوعًا عدوى المسالك البولية، عدم القدرة على التبول وظهور دم في البول.

ولا يعني حجم البروستاتا بالضرورة أن الأعراض لديك ستتفاقم، ويمكن أن يعاني بعض الرجال المصابين بتضخم صغير فقط في البروستاتا من أعراض كبيرة، في حين أن آخرين مصابين بتضخم كبير للغاية يمكن أن يعانوا من أعراض بولية طفيفة، وعند بعض الرجال، تستقر الأعراض في نهاية المطاف وقد تتحسن بمرور الوقت.

* سبب تضخم البروستاتا الحميد

معظم الرجال يستمر لديهم نمو حجم البروستاتا على مدار حياتهم، ولدى الكثير من الرجال، يؤدي هذا النمو المستمر إلى تضخم البروستاتا بشكل كاف بما يسبب أعراضا في المسالك البولية أو حجب تدفق البول بشكل كبير.

وليس من الواضح تمامًا ما الذي يسبب تضخم البروستاتا، ومع ذلك، فقد يكون ذلك ناجمًا عن التغيرات في توازن الهرمونات الجنسية مع تقدم الرجال في العمر. ويمكن أن تزيد السمنة، تقدم العمر، مرض السكري والقلب، بالإضافة للتاريخ العائلي والعرق من خطر الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد.

* مضاعفات تضخم البروستاتا الحميد

احتباس البول، وقد تحتاج إلى أنبوب (cathéter) يتم إدخاله في المثانة لتصريف البول، وبعض الرجال المصابين يحتاجون إلى الجراحة للتخفيف من احتباس البول، عدوى المسالك البولية، وإذا حدثت عدوى المسالك البولية بشكل متكرر، فقد تحتاج إلى الجراحة لاستئصال جزء من البروستاتا، حصوات المثانة، بسبب عدم القدرة على إفراغ المثانة بشكل كامل،.

ويمكن أن تسبب حصوات المثانة العدوى وتهيج المثانة والدم في البول وإعاقة تدفق البول، تلف المثانة، حيث يمكن أن تتمدد المثانة التي لم يتم إفراغها كليًا وتضعف بمرور الوقت، ونتيجة لذلك، لا يعود الجدار العضلي للمثانة ينقبض بشكل مناسب، الأمر الذي يجعل من الصعب إفراغ المثانة بشكل كامل. والتلف الكلوي، حيث يمكن أن يؤدي الضغط في المثانة الناجم عن احتباس البول إلى تلف الكلى مباشرة أو السماح لعدوى المثانة بالوصول إلى الكلى.

* تشخيص تضخم البروستاتا الحميد

عند الفحص بحثًا عن تضخم البروستاتا الحميد، سيبدأ الطبيب عادةً بإجراء فحص بدني ويسأل المريض عن تاريخه الطبي. ويتضمن الفحص البدني فحصًا للمستقيم يسمح للطبيب بتقدير حجم وشكل البروستاتا. يمكن أن تشمل الاختبارات:

ـ تحليل البول Analyse d’urine: يتم فحص البول بحثًا عن الدم والبكتيريا.
ـ خزعة البروستاتا Biopsie de la prostate: يتم إزالة كمية صغيرة من أنسجة البروستات وفحصها بحثًا عن أي خلايا خبيثة.
ـ اختبار ديناميكا البول Test urodynamique: تمتلئ المثانة بالسائل عبر قسطرة لقياس ضغط المثانة أثناء التبول.
ـ اختبار مستضد البروستاتا النوعي antigène prostatique spécifique (APS): يقوم اختبار الدم هذا بفحص سرطان البروستاتا.
ـ اختبار كمية البول بعد التبول Testez la quantité d’urine après la miction.
ـ تنظير المثانة cystoscopie: هذا هو فحص مجرى البول والمثانة من خلال منظار صغير مضاء يتم إدخاله في مجرى البول.
ـ تصوير الحويضة في الوريد أو تصوير الجهاز البولي Pyélogramme intraveineux ou urographie: هذا فحص بالأشعة السينية أو الأشعة المقطعية يتم إجراؤه بعد حقن الصبغة في الجسم. تبرز الصبغة الجهاز البولي بالكامل على الصور التي تنتجها الأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب.

* علاج تضخم البروستات الحميد

لا يقومُ الأطباءُ عادةً بمُعالجة تضخُّم البروستات الحميد إلّا إذا كانت الأعراض تُسبِّبُ الانزعاج للمريض أو تُؤدِّي إلى عدوى، وفي مثل هذه الحالات، قد يُعطي الطبيبُ المريضَ أدويةً. تعمل بعض الأدوية على إرخاء أجزاء مُعيَّنة من البروستات والمثانة لتحسين تدفُّق البول، بينما تعمل أدية أخرى على انكماش البروستات. إذا كانت الأدوية غير مفيدة، قد يحتاجُ المريض إلى الجراحة، وتُسمَّى هذه الجراحة قطع البروستات بطريق الإحليل résection transurétrale de la prostate، وهي تنطوي على وضع منظار على القضيب وُصولاً إلى البروستات، استخدام أدوات أو ضوء الليزر لاستئصال جزء من البروستات في معظم الأحيان، تُساعد جراحة قطع البروستات بطريق الإحليل على التخفيفِ من الأعراض، ولكن يبقى هناك خطر بسيط في حدوث تسرُّب للبول لاحقًا أو مشاكل في الانتِصاب.

إذا تعرَّض المريض إلى نوبة مفاجئة حيث لا يستطيع التبول على الإطلاق (Rétention urinaire aiguë)، سيحتاجُ إلى قثطار cathéter، والقثطار هو أنبوب مطاطيّ ليِّن يضعه الطبيب عبر القضيب ويصل إلى داخل المثانة، ويُساعد القثطار على خروج البول، وينبغي على المريض استخدامه غالبا لأيام عديدة.

 

التعليقات مغلقة.