أعلنت الجزائر ، يوم الأربعاء ، إغلاق مجالها الجوي في وجه الطائرات المغربية المدنية منها و العسكرية ، متهمة المملكة بمواصلة نهج ما أسمته “الاستفزازات و الممارسات العدائية” اتجاهها ، في ظل تنامي سياسة توثير الأجواء التي تنهجها الجزائر ، و رفضها الدائم لسياسة اليد الممدودة التي يبعثها المغرب ، و الرسائل التي يرسلها عاهل البلاد .
و جاء في بيان الرئاسة الجزائرية أن “المجلس الأعلى للأمن قرر الغلق الفوري للمجال الجوي الجزائري على كل الطائرات المدنية و العسكرية المغربية و كذا التي تحمل رقم تسجيل مغربي ابتداء من اليوم”.
و قد تم اتخاذ هذا القرار خلال اجتماع للمجلس ترأسه الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبّون” خصص لتدارس ما أسموه “التطورات على الحدود مع المملكة المغربية ، بالنظر إلى استمرار الاستفزازات و الممارسات العدائية من الجانب المغربي” ، وفق ما أورده البيان .
و للإشارة فقد سبق للجزائر أن أعلنت عن قطع علاقاتها مع الرباط خلال شهر غشت الفارط ، بعد إصدار اتهامات للمغرب من قبل وزير الخارجية الجزائري “رمطان لعمامرة” المغرب بأنه “لم يتوقف يوما عن القيام بأعمال غير ودية ضد بلدنا و ذلك منذ استقلال الجزائر” .
شركة الخطوط الملكية المغربية أشارت إلى أن التأثير سيطال مسارات رحلات الطيران المغربي الذي يعبر الأجواء الجزائرية ، نظرا لأن العلاقات المباشرة بين البلدين في مجال النقل الجوي متوقفة .
يشار إلى أن الملك “محمد السادس” سبق له أن أرسل عدة رسائل واضحة إلى السلطات الجزائرية من أجل “تغليب منطق الحكمة” و”العمل سويا ، على تطوير العلاقات الأخوية التي بناها شعبانا عبر سنوات من الكفاح المشترك” ، مجددا الدعوة إلى فتح الحدود المغلقة منذ سنة 1994 بين البلدين الجارين ، و هي الرسائل التي رفضتها و ترفضها الجزائر .
“لعمامرة” سبق له أن قال في لقاء مع شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية إن قطع العلاقات كان قرارا لا بد منه بالنسبة إلى بلاده لكي ترسل “الرسالة المناسبة” إلى المغرب بعد ما قام به من “أعمال معادية لسيادة الجزائر و وحدتها” ، حسب قوله ، واصفا القرار بأنه كان إجابة على “وضع غير طبيعي يجب أن ينتهي بأيّ طريقة” .
مصادر في الخطوط الملكية المغربية قالت ، إن 15 رحلة جوية فقط في الأسبوع سوف تتأثر بقرار الجزائر إغلاق المجال الجوي أمام المغرب ، و هي الرحلات المتجهة إلى كل من تونس و تركيا و مصر ، مشيرا إلى أن هاته الرحلات ستغير وجهتها للمرور فوق البحر المتوسط .
التعليقات مغلقة.