بقلم د. مبارك أجروض
أصبح السرطان مرض العصر بتشخيص حوالي 220 ألف حالة جديدة سنويا في إسبانيا فقط، وذلك وفقا لبيانات الجمعية الإسبانية لطب الأورام. وعلى الرغم من أنه بات مرضا شائعا، إلا أن هناك الكثير من الخرافات المنتشرة حوله.
فالجسم كما يعلم الجميع يتكون من مليارات الخلايا التي تشكل الأنسجة والأعضاء. ويصاب الإنسان بالسرطان عندما يصبح نشاط هذه الخلايا غير طبيعي، أي أنها تتكاثر بشكل سريع وغير منطقي. ولا شك أن للسرطان تأثيرا سلبيا على صحة الإنسان، وفي بعض الحالات يمكن أن يتسبب في الوفاة، ونظرا لأن هذا المرض يقلق الكثير من الناس، تنتشر الكثير من المغالطات حوله.
فعلى الإنترنت على الخصوص تنتشر مزاعم مفزعة تشير إلى أن الأشياء والمنتجات المستعملة بشكل يومي، مثل البلاستيك ومزيل العرق، تعد أسبابًا خفية للإصابة بالسرطان؛ وربما بعض هذه الخرافات قد تسبب القلق غير الضروري بشأن صحة الفرد وعائلته. وهذه بعض أشهر الخرافات المتعلقة بأسباب الإصابة بالسرطان ونتعرف على سبب عدم صحتها.
< الخرافة: مضادات التعرق ومزيلات العرق تسبب سرطان الثدي.
>الحقيقة:
لا يوجد دليل حاسم يربط استخدام مضادات العرق ، أو مزيلات العرق تحت الإبطين ، بسرطان الثدي، وفقًا للمعهد الوطني الأميركي للسرطان وأبحاث أخرى.
غير أن بعض التقارير تشير إلى أن هذه المنتجات ربما تحتوي على مواد ضارة، مثل مركبات Aluminium et parabens، والتي يمكن امتصاصها عبر الجلد أو دخولها إلى الجسم عبر الشقوق التي قد تسببها حلاقة الشعر.
ولكن ولحد الآن، لم تقدم أي من الدراسات السريرية إجابة حاسمة على التساؤل حول ما إذا كانت هذه المنتجات تسبب فعلاً سرطان الثدي أم لا، وتشير الأدلة ، حتى هذه اللحظة ، إلى أن تلك المنتجات لا تسبب بالتأكيد السرطان.
وإذا كان المرء لا يزال يشعر بالقلق من أن مضادات العرق ، أو مزيلات العرق المستخدمة تحت الإبطين ، قد تزيد من خطر إصابته بالسرطان، فعليه اختيار المنتجات التي لا تحتوي على المواد الكيماوية التي تستدعي القلق.
<الخرافة: حاويات أو أغطية الميكروويف البلاستيكية تحتوي على مواد ضارة في الطعام ربما تسبب السرطان
>الحقيقة:
الحاويات أو الأغطية البلاستيكية المخصصة للاستخدام في الميكروويف آمنة لاستعمالها في الميكروويف. ولكن الحاويات البلاستيكية غير المخصصة للاستخدام في الميكروويف قد تذوب بالحرارة كلياً أو جزئياً، ومن المحتمل أن تتسرب منها مواد كيماوية إلى داخل الطعام.
لذا، فعلى المرء تجنب حاويات الميكروويف غير المخصصة للاستخدام في الميكروويف، مثل علب السمن أو الحاويات المخصصة للاستعمال مرة واحدة ، أو أوعية القشدة المخفوقة. كما عليه فحص أية حاوية يريد استخدامها في الميكروويف للتأكد من أنها محددة للاستخدام الآمن في الميكروويف.
< الخرافة: الهواتف المحمولة تسبب السرطان
> الحقيقة:
نقلت المجلة عن “جاك جاكوب”، أخصائي الأورام في Fountain Valley Medical Center في الولايات المتحدة، أنه لا يوجد دليل علمي يُثبت أن الهواتف المحمولة تسبب مرض السرطان.
ويوضح مقال نشرته صحيفة The New York Times الأمريكية أنه أجريت العديد من الدراسات حول هذا الموضوع، على غرار دراسة المليون امرأة ، ودراسة دنماركية أخرى شملت أكثر من 350 ألف مستخدم للهاتف المحمول.
وقد خلصت إلى أنه لا يوجد دليل علمي قاطع يثبت العلاقة بين الهاتف المحمول والإصابة بمرض السرطان. وعلى الرغم من تضاعف عدد الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف الذكية، إلا أن معدل الإصابة بسرطان الدماغ في الولايات المتحدة ظل كما هو منذ سنة 1992.
<الخرافة: يتعين على مرضى السرطان عدم تناول السكر، لأنه يتسبب في إسراع وتيرة نمو السرطان.
>الحقيقة:
لا يسرّع السكر من نمو السرطان، وعلى الرغم من أن جميع الخلايا، بما في ذلك الخلايا السرطانية، تعتمد على سكر الدم للحصول على الطاقة، فإن تناول المزيد من السكر لا يجعل الخلايا السرطانية تنمو بسرعة، وعلى نحو مماثل، فإن حرمان الخلايا السرطانية من السكر لن يبطئ من نموها.
وقد يكون هذا المفهوم الخاطئ مستندًا جزئيًا على سوء فهم فحص التصوير المقطعي بـ L’émission de positons (TEP)؛ والذي يتم خلاله استخدام كمية صغيرة من المادة الكاشفة التي تعد شكلاً من أشكال السكر في الأساس، حيث تمتص جميع الأنسجة في الجسم بعضًا من هذه المادة الكاشفة في حين تمتص الأنسجة التي تستخدم طاقة أكبر، بما في ذلك الخلايا السرطانية، كميات أكبر منها. ولهذا السبب، استنتج بعض الأشخاص أن الخلايا السرطانية تنمو أسرع بسبب السكر، ولكن هذا الأمر غير صحيح.
ومع ذلك، هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن استهلاك كميات كبيرة من السكر مرتبط بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان مثل سرطان المريء، كما يمكن أن يؤدي ذلك أيضًا إلى زيادة الوزن وارتفاع مخاطر الإصابة بالسمنة وداء السكري؛ وهذا بدوره يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
<الخرافة: الأشخاص الصالحون الطيبون لا يصابون بالسرطان
>الحقيقة:
في الأزمان القديمة، كان يُنظر إلى المرض في أغلب الأحيان باعتباره عقابًا على الأفعال أو الأفكار السيئة، ولا يزال هذا المنظور قائمًا في بعض الثقافات.
ومع ذلك، إذا كان هذا الاعتقاد صحيحًا، فكيف تفسر إصابة طفل في الشهر السادس من عمره أو طفل حديث الولادة بالسرطان ! هؤلاء الصغار لم يرتكبوا أي شيء سيء.
ليس هناك دليل على الإطلاق يشير إلى أن الشخص يُصاب بالسرطان لأنه يستحقه أخلاقياً.
<الخرافة: السرطان مرض معد
>الحقيقة:
ليست هناك حاجة لتجنب شخص مصاب بالسرطان، فلن يلتقط أحد المرض بالعدوى منه نهائيا، ويمكن للمرء لمس أي شخص مريض بالسرطان وقضاء الوقت معه، لأنه في الحقيقة، سيكون الدعم الذي يقدمه لمريض السرطان له قيمته الإيجابية العظيمة على نفسية المريض.
وعلى الرغم من أن السرطان نفسه غير معدٍ، ففي بعض الأحيان يمكن أن تؤدي بعض الفيروسات المعدية إلى الإصابة بالسرطان؛ والفيروسات التي يمكن أن تسبب الإصابة بالسرطان، تشمل ما يلي:
ـ فيروس الورم الحليمي البشري Papillomavirus humain (PVH)
وهو أحد أشكال العدوى المنقولة جنسيًا الذي يمكن أن يسبب الإصابة بسرطان عنق الرحم أو أنواع أخرى من السرطان.
ـ الالتهاب الكبدي الوبائي من النوع B أو C
وهي فيروسات منقولة عن طريق الاتصال الجنسي أو استخدام إبر وريدية ملوثة بالعدوى الذي يمكن أن يسبب الإصابة بسرطان الكبد. فالرجاء التحدث إلى الطبيب في شأن طرق الوقاية من هذه الفيروسات.
التعليقات مغلقة.