أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

ذات مساء..

 همسات جنون ترافق المساء كلما أقبل..

فهناك عند زاوية قبالة الشفق ألقى العابر ببقايا أمانيه و غادر..

رأيته يمشي الهويناء مخترقا الضباب..فخلته تائها لا أكثر..

و راح يتقدم خطوة فخطوات..إلى أن شارف على المغيب.

وقف محييا الشفق..و لا أدري أ كان دمعه ذاك الذي تناثر أم قطرات مطر..

أطال الوقوف بين يدي الفراغ..و كأن الليل سيخلف الموعد هذا المساء..

و سرعان ما التهم السواد الساعات..

فمضى العابر بين ثنايا الظلام يخط بقايا أحلامه بكلمات..بكلماته لا أكثر..

ينعي بدمعه ضآلة المسافة بين الحضور و الغياب..

فتارة يتوسد الأمل و تارة يلاحق شظايا الأحلام..

و تارة..

يسكن المسافة الفاصلة بين الواقع و الخيال..

مبعثرا كان..

و كأنه الساكن لحظة  التقاء الفصول..

فيمضي بين ثورة و بكاء..ففرح فاحتراق..

و ها قد باعد الصبح بينه وبين معزوفة صمته الخرساء..

فرأيته يجر بقاياه و يمضي..

كالهارب من الشمس يبغي اللحاق بغروب آخر..

 

بقلم   هجر زغلول..

التعليقات مغلقة.