بقلم د. مبارك أجروض
يُعد انتفاخ البطن في الواقع من المشاكل الشائعة، لدرجة أنّ معظم الأشخاص يعانون يوميًا بسبب انتفاخ البطن المفرط، الذي يسبب عدم الراحة والضيق ، ويحدث هذا غالبًا نتيجة تناول بعض الأطعمة من ناحية، ومن ناحية أخرى قد يكون عرضًا لمشكلةٍ أشدّ خطورة، وفي تغيير النظام الغذائي ونمط الحياة الحل للتخلص من هذا الانتفاخ، ويتكوّن هذا الانتفاخ بسبب عمليتين رئيسيتين، الأولى من خلال بلع الطعام أو الشراب، حيث يتم بلع كميةٍ ضئيلةٍ من الهواء الذي يتراكم على شكل غازات النيتروجين والأوكسجين في الأمعاء، والثانية تتكون بسبب عمليّة هضم الطعام، وفي هذا المقال سيتم التعرف على أسباب وعلاج انتفاخ البطن بعد الأكل.
قد لا يعرف الشخص أن معظم حالات الشعور المفاجئ بانتفاخ البطن سببها سرعة الأكل وعدم مضغ الطعام كفاية. ولذلك وفي هذا الصدد يوصي ذوو الاختصاص بثلاث عادات أساسية على المائدة وهي أن يتم مضغ الطعام جيدا مع أخذ أنفاس عميقة أثناء الأكل، وضرورة أن تناول الطعام جلوسا.
ولقد جاءت هذه النصائح في معالجة طبية وسلوكية، لحالات النفخة المزعجة التي يشعر بها البعض بعد الأكل، نشرها موقع “Daily Life” الإخباري الذي انطلق من الإيمان بتناول الأطعمة الطازجة والكاملة، والطهي بمكونات حقيقية، وإبعاد المواد الكيميائية عن منتجات العناية اليومية باعتبارها بديهيات، حتى وإن تجاهلها الكثيرون.
* أسباب انتفاخ البطن بعد الأكل
يعد انتفاخ البطن بعد الأكل وتراكم الغازات في الجهاز الهضمي حالةٌ شائعة ٌجدًا، حيث يتراوح متوسط تكرار هذه العمليّة عند معظم الأشخاص عشرُ مراتٍ في اليوم، وعند ازدياد هذه الحالة عن المتوسط فيمكن أن يكون هذا دلالةً على وجود انتفاخ البطن المفرط، ومن أسبابه ابتلاع الهواء، الخيارات الغذائية، الأطعمة الغذائية الغنية بـ Fructose ou sorbitol وأمراض الاضطرابات الهضمية.
* أطعمة تخفف الانتفاخ
تنصح الدراسة المنجزة في هذا الميدان بستة أنواع من الأطعمة لتخفيف النفخة لدى حصولها،
ـ أولها الأناناس
الغني بمضادات الأكسدة والفيتامين C والفيتامين B. كما يحتوي الأناناس على enzyme bromélaïne المستخدم منذ فترة طويلة في علاج مشاكل الجهاز الهضمي، وينصح بتناوله طازجا ومقطعا بعد وجبات الطعام.
ـ ثانيا التوت والفراولة
الغنيان بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن والماء، بالإضافة إلى الألياف التي تعزز صحة الأمعاء وتعالج الإمساك. كذلك الزنجبيل الذي له القدرة على تهدئة الجهاز الهضمي وينصح بأخذه مبشورا أو مفروما في الشاي، حيث تساعد مركبات فيه مثل gingérol على إطلاق الغازات؛ ما يقلل الانتفاخ، علما بأنه يفقد خواصه في الحلوى والطهي.
أما النعناع فقالت الدراسة بأنه يُستخدم منذ فترة طويلة لتحسين الهضم وطرد الغازات وعلاج الإمساك. وللعلم فإن الزيت الطبيعي الموجود في النعناع يريح الأمعاء ويزيل الغازات من الجهاز الهضمي ويخفف التشنجات المعوية ومن ثم يقلل من الانتفاخ، وقد يكون شرب كوب أو كوبين من شاي النعناع في المرة القادمة التي يكون فيها الشعور فيها بالانتفاخ هو العلاج.
* بذور الشومر ومرق العظام
تنوّه الدراسة كذلك ببذور الشومر المستخدم على مر العصور، وشرب شايه باعتبارها ممارسة راسخة في الطب التقليدي في جميع أنحاء العالم. علما أن الكثير من الناس في الهند يمضغون بذور الشومر بعد تناول وجبة غنية للمساعدة على الهضم؛ إذ إن مضغه يعتبر طريقة رائعة لمحاربة الغازات والانتفاخات. وتساعد خصائصه المضادة للالتهابات على تهدئة المعدة والجهاز الهضمي، لذلك يمكن للشخص مضغ بذور الشومر أو شرب كوب من شاي الشمر لإرخاء عضلات الأمعاء.
ومرق العظام هو الطبق الكلاسيكي الدائم الشباب، كونه مهدئا للجهاز الهضمي وسهل الامتصاص؛ لأنه سائل غني بالبروتين الذي يسمى الكولاجين؛ فالأحماض الأمينية في الكولاجين تعمل على بناء الأنسجة التي تبطن القولون والجهاز الهضمي بأكمله؛ ما يساعد على تقليل أعراض الجهاز الهضمي التي يمكن أن تسببها الالتهابات. كما يعمل مرق العظام على انتظام حركات الأمعاء غير المنتظمة، والإسهال، والانتفاخ، والغازات.
* نمط الحياة والعوامل البيئية
وتعيد الدراسة التأكيد على أن نمط الحياة والعوامل البيئية تؤثر على الجهاز الهضمي، لذلك إن كان الشخص يشك أن شيئا ما في عاداته الغذائية يسبب الانتفاخ فعليه البدء بتدوين ما يأكل ومراقبة أي تغييرات قد تطرأ عليه، وعليه ألا ينسى مضغ الطعام جيدا مع أخذ أنفاس عميقة أثناء الأكل وضرورة تناول الطعام وهو جالس.
التعليقات مغلقة.