بقلم د. مبارك أجروض
في بعض الأحيان والظروف قد تكون نوبات الربو قاتلة بالنسبة لمن يعاني من هذا المرض التنفسي، مما يجعل من معرفة كيفية التعامل مع هذه الهجمات أمرا بالغ الأهمية، فبحسب الأخصائية في مركز الحساسية والربو والمناعة في “ألاسكا”، ميلندا راثكوبف، فإن أعراض نوبات الربو المفاجئة تتضمن صعوبة بالغة في التنفس والسعال وتزايد المخاط والإحساس بضغط في منطقة الصدر، وحتى صعوبة في الكلام، وتحول لون الشفاه والأصابع إلى الأزرق بسبب نقص الأوكسجين.
ومما لا شك فيه أنه من الأسباب المحفزة للربو التحسسي، انتشار حبوب اللقاح في الجو بمواسم معينة، والعفن والغبار، والشعر المتطاير من الحيوانات كالقطط، كما تزيد التهابات الجهاز التنفسي من مخاطر الإصابة بنوبات الربو، وتفاقم أيضا رائحة السجائر والعطورات، والضغط النفسي، والهواء البارد، وممارسة التمرينات الرياضية القوية، من أعراض الربو.
يعد الاستمرار في السيطرة على الربو العامل الرئيس لتلافي الأعراض والوقاية من التعرّض للنوبات المتكررة، كما أن الاحتفاظ بخطة مكتوبة يجعل من السهل عليك قياس ما إذا كان الربو الذي تعاني منه تحت السيطرة أم لا، ويتيح لك معرفة الخطوات التي ينبغي عليك اتخاذها بالتحديد عندما يخرج الوضع عن السيطرة، إذ إنه من الضروري اتباع خطة عمل، ولا سيما إن كنت مصابًا بربو متوسط إلى حاد ، أو أصبت بنوبة ربو خطيرة في الماضي، وهذه كيفية البدء في إعداد خطة للتعامل مع الربو:
يختلف الربو من شخص لآخر، ولذا يتعين عليك العمل مع الطبيب كي تضع خطة مخصصة لحالتك، وقد تساعدك خطة التعامل مع الربو على:
* متابعة أعراض الربو
سوف تساعد هذه الخطة المريض على مراقبة علامات وأعراض الربو وتسجيل الأوقات التي تعيق فيها الأعراض قيامه بالأنشطة اليومية مثل العمل أو ممارسة الرياضة أو النوم، وسوف تحتاج أيضًا إلى تتبع عدد المرات التي تستخدم فيها بخاخ التخفيف السريع… لتخفيف الأعراض.
* تسجيل قياسات ذروة تدفق التنفس
يمكن استخدام مقياس ذروة التدفق لتتبع الربو يومًا بعد يوم، ويختبر هذا الجهاز البسيط المحمول باليد مدى كفاءة عمل الرئتين، وتشير القياسات المنخفضة عن القياسات الطبيعية إلى أن الرئتين لا تعملان بكفاءة كما ينبغي، وغالبًا ما تكون هذه أولى علامات تردي حالة الربو.
* تقدير مدى السيطرة على الربو
سوف تعطي خطة التعامل مع الربو نظامًا لما تعنيه المعلومات التي تسجلها، وتستخدم العديد من خطط التعامل مع الربو النظام المنقسم إلى ثلاث مناطق مميزة باللون الأخضر والأصفر والأحمر ، والتي تتوافق مع تفاقم الأعراض، ويمكن لهذا النظام أن يساعد الوالدين في سرعة تحديد شدة حالة الربو والتعرف على علامات نوبة الربو عند الطفل. وتستخدم خطط أخرى استبيان الأعراض الذي يُطلق عليه Test de contrôle de l’asthme (TCA)، وذلك بغرض قياس شدة الربو في إطار الشهر المنصرم.
* تقدير ضرورة تعديل الأدوية
ينبغي أن تخبر خطة التعامل مع الربو بالوقت الذي تكون فيه الحاجة إلى تعديل الأدوية تبعًا لحدة الأعراض، وتشمل أدوية الربو عادةً أدوية السيطرة طويلة الأمد مثل les corticoïdes المستنشقة وأدوية التخفيف السريع حسب الحاجة مثل albutérol المستنشق، تأكد من فهم طبيعة الأدوية المستخدمة وموعد تناولها وطول المدة التي ينبغي تناولها وما تتوقعه بعد تناولها.
* التعرف على نوبة الربو وعلاجها
تساعد عملية تتبع الأعراض يوميًا وتعديل العلاج تبعًا لها في تحسين السيطرة على الربو وتقلل خطر الإصابة بنوبة ربو، ولكن إن بدأت الأعراض تتفاقم سريعًا، فاتبع تعليمات خطة العمل لاستخدام أدوية التخفيف السريع أو أي خطوات أخرى لإبقاء الأعراض التي تعاني منها تحت السيطرة.
* معرفة متى ينبغي طلب الرعاية الطبية الطارئة
هناك بعض نوبات الربو التي لا يمكن التحكم بها في المنزل. استخدام خطة التعامل مع الربو للتعرف على علامات تفاقم الربو المتسارع، وإذا كان المريض يستخدم مقياس ذروة التدفق، فسوف تخبره خطة التعامل بالوقت الذي تشير فيه القراءات المنخفضة لذروة التدفق إلى أن نوبة الربو أصبحت حالة طارئة.
* تجنب محفزات الربو
قد تحتوي خطة العمل على مكان مخصص كي تذكر فيه محفزات الربو وتدون ملاحظات لكيفية تجنبها، وتختلف هذه المحفزات من شخص لآخر، وتشمل الأمثلة عليها التمارين الرياضية والهواء البارد وغبار الطلع وعث الغبار والعفن ووبر الحيوانات الأليفة و maladie de reflux gastro-oesophagienوحالات العدوى التنفسية والدخان؛ وهذا يشمل أيضًا دخان التبغ غير المباشر.
* الاحتفاظ بنسخة من خطة التعامل مع الربو
بمجرد أن يضع المريض والطبيب خطة التعامل مع الربو، فليحتفظ بها المريض معه في حال تفاقمت أعراض الربو. وعلى المريض أن يشارك خطته مع أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء ممن يمكنهم مساعدته في حالة الطوارئ، ويحتفظ بنسخة أخرى في محفظته، تحسباً لحدوث نوبة ربو خارج المنزل. على المريض أن يذكر في خطة التعامل مع الربو رقم هاتف الطبيب وأرقام هواتف الطوارئ ومكان أقرب غرفة طوارئ. على المريض كذلك أن يحمل معه دائمًا بخاخ إغاثة أيضًا، والاحتفاظ بواحد إضافي منها في المنزل على سبيل الاحتياط.
* الحرص على زيارة الطبيب بشكل منتظم
على المريض بالربو أن يتعاون مع الطبيب من أجل العمل على تحديث خطة الربو، حيث تتغير حالة الربو بمرور الوقت، لذا، فقد تكون هناك حاجة إلى إدخال بعض التعديلات من فترة لأخرى.
* الالتزام بكل مواعيد زيارة الطبيب المقررة
على المريض أن يراجع خطة التعامل مع الربو في كل زيارة للطبيب، والتحدث مع الطبيب عن أي مشكلات يواجهها ذات صلة بالخطة، وتوفر هذه الفحوصات وقتًا مناسبًا للتحقق مجددًا من تتبعه للأعراض بدقة واستخدامه لأدوية الربو بشكل صحيح.
* إذا لم يكن الربو تحت السيطرة، فليبادر المريض باستشارة الطبيب
إذا كان المريض يتبع خطة التعامل مع الربو ولكن لم تكن الأعراض تحت السيطرة، فهناك حاجة إلى تغيير طريقة العلاج، ومن ناحية أخرى، إن كان الربو تحت السيطرة التامة في جميع الأوقات، فقد يقلل الطبيب كمية الدواء التي يتناولها المريض.
* عدم التردد في الاتصال بالطبيب إن كانت هناك مخاوف أو أسئلة
إذا كان لدى المريض أي أسئلة أو حتى يشعر بالقلق حيال الأعراض والعلامات التي يتعرض لها، فعليه الاتصال فورا بالطبيب أو تحديد موعد للزيارة على الأقل,
* الاستشارة عن ضرورة أخذ لقاح الإنفلونزا
قد يوصي الطبيب المريض بالحصول على لقاح الإنفلونزا بشكل منتظم. ويجب ألا يعوق الربو من قدرته على ممارسة الأنشطة أو يمنعه من النوم أو يتركه في قلق مستمر بشأن الإصابة بنوبة ربو، وعن طريق الالتزام الدقيق بخطة مكتوبة، يمكنه الاستمرار في السيطرة على الربو بشكل جيد وتقليل الاضطرابات التي يسببها.
التعليقات مغلقة.