بقلم د. مبارك أجروض
يصاب بعض الرجال بقصور الغدة التناسلية الذكرية Hypogonadisme masculin، وهي مشكلة صحية تسبب أضرار عديدة في الصحة الجنسية وتعيق الانتصاب الجيد لدى الرجل. ويتسبب قصور الغدد التناسلية في مشاكل في الصحة الجنسية حيث يعني نقص hormone de testostérone، وذلك نتيجة insuffisance testiculaire في إنتاج هرمون الذكورة أو الحيوانات المنوية أو كليهما. ومن المهم أيضًا معرفة أن hormone de testostérone ليس مجرد هرمون جنسي فحسب، ويكن هناك بحث مهم يجري نشره لإثبات أن hormone de testostérone قد يكون له تأثيرات رئيسية على التمثيل الغذائي والأوعية الدموية ووظيفة الدماغ، بالإضافة إلى آثاره المعروفة على تكوين العظام والجسم.
* علامات قصور الغدد التناسلية الذكرية
من الممكن أن يبدأ حدوث قصور الغدد التناسلية أثناء نمو الجنين أو قبل البلوغ أو في مرحلة الرشد، وتعتمد العلامات والأعراض على وقت ظهور هذه الحالة المرضية.
ـ نمو الجنين:
يمكن أن يولد الطفل الذكر بأعضاء تناسلية أنثوية، أعضاء تناسلية مبهمة – أي أنها ليست ذكرية بوضوح ولا أنثوية بوضوح وأعضاء تناسلية ذكرية ناقصة النمو.
ـ مرحلة البلوغ:
وتتمثل في تأخر البلوغ، ضعف نمو الكتلة العضلية، عدم عمق الصوت، ضعف نمو الشعر بالجسم، ضعف نمو القضيب والخصيتين وفرط نمو الذراعين والساقين بالنسبة لجذع الجسم.
ـ مرحلة الرشد:
وتتمثل في خلل الانتصاب، العقم، قلة نمو الشعر في اللحية والجسم، نقص الكتلة العضلية، gynécomastie وostéoporose.
* أسباب قصور الغدد التناسلية الذكرية
1- قصور الغدد التناسلية الذكرية الأولي
ينشأ هذا النوع من قصور الغدد التناسلية، والمعروف أيضًا باسم قصور الخصية الأولي، عن وجود مشكلة في الخصيتين. وتشمل الأسباب الشائعة لقصور الغدد التناسلية الأولي syndrome de Klinefelter، testicules non descendus، orchite parotidite، dépôt d’hémochromatose، إصابة الخصيتين وعلاج السرطان.
1- قصور الغدد التناسلية الذكرية الثانوي
يشير هذا النوع من قصور الغدد التناسلية إلى وجود مشكلة في منطقة hypothalamus أو glande pituitaire، وهي أجزاء من الدماغ ترسل إشارات إلى الخصيتين لتقوم بإنتاج hormone de testostérone. وتنتج منطقة hypothalamus الهرمون المطلق لمواجهة الغدد التناسلية، الذي يرسل بدوره إشارات إلى الغدة النخامية لتصنيع hormone de stimulation de follicule (FSH) وhormone lutéinisante (LH). وبعد ذلك، يُرسل hormone lutéinisante إشارة إلى الخصيتين لإنتاج hormone de testostérone.
وقد ينتج كلا نوعي قصور الغدد التناسلية عن سمة وراثية (congénital) أو عن أمر ما يحدث لاحقًا في الحياة (acquis)، كإصابة أو عدوى. ومن الممكن أن يحدث قصور الغدد التناسلية الأولي والثانوي معًا في بعض الأحيان. وفي قصور الغدد التناسلية الثانوي، تكون الخصيتان فى حالة طبيعية، لكنهما لا تعملان كما ينبغي بسبب وجود مشكلة في glande pituitaire أو hypothalamus. هناك عدد من الحالات المرضية يمكن أن يُسبّب قصور الغدد التناسلية الثّانوي، ومن بينها syndrome de Kallmann، troubles hypophysaires، maladies inflammatoires، التي تؤثر على منطقة hypothalamus وglande pituitaire، وتؤثر على إنتاج hormone de testostérone، مثل sarcoïdose وsarcoïdose وtuberculose، فيروس نقص المناعة البشري (VIH)، syndrome immunodéficitaire acquis (SIDA) من خلال التأثير على منطقة glande pituitaire وhypothalamus والخصيتين، الأدوية مثل analgésiques opioïdes وبعض الهرمونات تؤثر على إنتاج hormone de testostérone، السمنة والتقدّم الطبيعي في العمر.
* طرق تشخيص قصور الغدة التناسلية الذكرية
عندما يشك الطبيب في إصابة المريض بقصور الغدة التناسلية الذكرية، سيُجري فحصًا جسديًا يلاحظ من خلاله ما إذا كان النمو الجنسي لدى الشخص، مثل شعر العانة والكتلة العضلية وحجم الخصيتين، يتوافق مع عمره. وقد يُجري أيضَا اختبارًا لمستوى hormone de testostérone في الدم إذا ظهرت لديه أي من علامات أو أعراض قصور الغدد التناسلية. ويساعد الكشف المبكر لدى الأطفال الذكور في الوقاية من المشكلات المسببة لتأخر البلوغ، كما يعمل التشخيص والعلاج المبكر لدى الرجال على الحماية من ostéoporose والحالات المرضية الأخرى المرتبطة بها. ويستند الأطباء في تشخيص الإصابة إلى الأعراض ونتائج اختبارات الدم التي تقيس مستويات hormone de testostérone. ونظرًا لاختلاف مستويات hormone de testostérone وارتفاعها عادةً في الصباح، فإنه يتم إجراء اختبارات الدم في أول اليوم، أي الساعة 8 صباحًا تقريبًا.
فإذا أكّدت الاختبارات انخفاض hormone de testostérone لدى الشخص، فقد تحدد اختبارات أخرى ما إذا كان السبب في ذلك يرجع إلى orchopathie أو اضطراب glande pituitaire، وهناك فحوصات أخرى يمكنها تحديد السبب، وذلك بحسب العلامات والأعراض المعينة. وقد تتضمن هذه الفحوصات اختبار الهرمون، تحليل السائل المنوي، تصوير الغدة النخامية، الفحوصات الوراثية وbiopsie testiculaire. ويلعب اختبار hormone de testostérone دورًا مهمًا أيضًا في السيطرة على قصور الغدد التناسلية، حيث يساعد الطبيب في تحديد الجرعة المناسبة من الدواء، في البداية ومع مرور الوقت على حد سواء.
* العلاج قصور الغدة التناسلية الذكرية
< علاج البالغين
يعتمد علاج قصور الغدد التناسلية الذكرية على السبب وما إذا كنت مهتمًا بالخصوبة أم لا.
ـ العلاج بالهرمونات البديلة La thérapie de remplacement d’hormone:
في حالة قصور الغدد التناسلية الناتج عن قصور الخصية، يستخدم الأطباء الهرمون الذكري البديل (العلاج بـ hormone de testostéroneالبديل أو (TRT). ويُعيد العلاج بـhormone de testostérone البديل الوظيفة الجنسية وقوة العضلات، كما أنه يقي من فقدان العظام. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما ينعم الرجال الذين يخضعون للعلاج بـhormone de testostérone البديل بزيادة في الطاقة والدافع الجنسي والشعور بالصحة الجيدة.
فإذا كان السبب مشكلة في glande pituitaire، فإن الهرمونات النخامية ستُحفّز إنتاج الحيوانات المنوية وتُعيد الخصوبة. ويمكن استخدام العلاج بـhormone de testostérone البديل إذا لم تكن الخصوبة أمرًا مهمًا. وقد يتطلب ورم glande pituitair الاستئصال الجراحي أو العلاج بالأدوية أو العلاج الإشعاعي أو الهرمونات البديلة الأخرى.
ـ الإخصاب المساعد Fécondation Assistée:
على الرغم من أنه لا يوجد غالبًا علاج فعال لإعادة الخصوبة لرجل يعاني من قصور الغدد التناسلية الأولي، فإن تقنية الإخصاب المساعد قد تكون مفيدة في هذه الحالة. وتشمل هذه التقنية مجموعة من الأساليب التي تم تصميمها لمساعدة الأزواج الذين فشلوا في تحقيق الحمل.
< العلاج للفتيان الصغار
بالنسبة للفتيان الصغار، قد يُحفّز العلاج بـ hormone de testostéroneالبلوغ ونمو الصفات الجنسية الثانوية، مثل زيادة الكتلة العضلية ونمو شعر اللحية والعانة ونمو القضيب، كما يمكن استخدام hormones hypophysaires لتنشيط نمو الخصيتين. وقد تساعد جرعة مبدئية منخفضة من hormone de testostérone بزيادة تدريجية في تجنب الآثار السلبية له، كما أنها تضاهي بشكل أكثر وضوحًا الزيادة البطيئة في hormone de testostérone التي تحدث أثناء البلوغ.
* أنواع العلاج بالتستوستيرون البديل
ـ الحقن:
وهي آمنة وفعالة، وتُعطى في العضل.
ـ اللصقات:
يتم وضع لصقة تحتوي على hormone de testostérone (andromede) كل ليلة على الظّهر أو البطن أو أعلى الذراع أو الفخذ. ويجب تغيير مكان وضع اللصقة بحيث تكون الفترة التي تفصل بين كل مرة يتم فيها وضع اللصقة في نفس المكان هي سبعة أيام، وذلك لتقليل التفاعل الجلدي.
ـ الجِلّ:
يوجد العديد من مستحضرات الجِل الطبية المتوفرة لاستخدامها بعدة طرق مختلفة. وبحسب العلامة التجارية، يتم دهن جِل hormone de testostérone على الجلد أعلى الذراع أو الكتف (androgel testim) أو وضعه باستخدام أداة طبية أسفل الإبطين (axiron) أو ضخه على الفخذ من الداخل (fortista).
وعندما يجفّ الجِل، يمتص الجسم hormone de testostérone عبر الجلد. وقد ثبت أن استخدام الجل علاجاً بـhormone de testostérone البديل يُسبّب تفاعلاً جلديًا أقل مما تسبّبه اللصقات، كما يجب عدم الاستحمام لعدة ساعات بعد وضع الجل للتأكّد من أنه قد تم امتصاصه. وهناك أثر جانبي محتمَل لاستخدام الجل، ويتمثّل في إمكانية انتقال الدواء إلى شخص آخر. لذا، تجنّب التلامس المباشر للجلد مع الآخرين حتى يجف الجل تمامًا أو قم بتغطية المنطقة بعد وضعه عليها.
ـ المعجون:
بما أنه عبارة عن مادة صغيرة تشبه المعجون، يتم إعطاء hormone de testostérone اللثة والوجنة (عن طريق الفم) البديل (striant) عبر التجويف الطبيعي الذي يوجد فوق الأسنان العلوية، حيث تلتقي اللثة مع الشفة العلوية (cavité bucale)، يلتصق هذا المنتج باللثة سريعًا ويتيح امتصاص hormone de testostérone في مجرى الدم.
ـ حبيبات قابلة للزرع:
يتم زرع حبيبات تحتوي على hormone de testostérone (testogel) عن طريق الجراحة أسفل الجلد، ويجب وضعها كل ثلاثة إلى ستة أشهر. ولا يُنصَح بتناول hormone de testostérone عن طريق الفم في حالة العلاج بالهرمون البديل طويل الأمد لأنه قد يُسبّب مشاكل في الكبد.
في حالة حدوث قصور الغدد التناسلية أثناء مرحلة الرشد، احرص على تغيير نمط الحياة والنظام الغذائي للوقاية من هشاشة العظام. ويعد الانتظام في ممارسة الرياضة وتناول كميات كافية من الكالسيوم والفيتامين D للحفاظ على قوة العظام أمرًا مهمًا للحد من خطر الإصابة بهشاشة العظام. وتعرّف على مشاكل dysérection والعقم والقراءة عنها ومناقشة شريكة الحياة فيها.
والتحدث مع الطبيب عن الطريقة التي يمكن من خلالها التخلص من الشعور بالقلق والتوتر المصاحب لهذه الحالات المرضية غالبًا.
التعليقات مغلقة.