رشيد الفايق: “حاشا لله أن أتشبه بصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله، فالملك ملكنا والوطن وطننا”
حينما يسقط الإعلام أيضا فرحمة الله على العالمين
ممثل الهيئة الوطنية للإعلام المتخصص “م – ع”
ننطلق من قولة الكاتب “مصطفى أمين” حينما قال “إذا قمت بعمل ناجح و بدأ الناس يرمونك بالطوب فاعلم أنك وصلت بلاط المجد، و أن المدفعية لا تطلق في وجهك بل احتفاء بقدومك” ، فالأكيد أن النجاح خطيئة يرتكبها المرء بحسن نية ، و مع ذلك لا يغفرها له أعداء النجاح ، كلمات ربما تثير نوعا من الاستغراب، إلا أنها الحقيقة التي يجب إدراكها ، فما من ناجح إلا و تحوم حوله أشباح أعداء النجاح ، و هم أشد عداوة للنجاح وصاحبه.
ربما ليس من الصدف أن ترى “المزمرين” و “الطبالين” حاملين عدتهم و مستعدين للعرض إن توفر الطلب ، و المعيار يتجاوز ما هو واقعي و مهني في الممارسة الإعلامية الساقطة، لأن ما نلاحظه اليوم ، و ما لاحظناه من خلال شريط فيديو متداول من قبل أشباه الإعلام لهو السقوط في حد ذاته، و هو الداعشية الفكرية التي تستنزف الشعب و وقته بصناعة أحداث التفاهة و المس و القذف في أعراض الناس، والخطير في الأمر في الواقعة أن هذا الاستهداف للأعراض يستهدف في الأصل تصفية حسابات سياسية و انتخابية مع حزب سياسي حصد الأخضر و اليابس خلال الاستحقاقات الشعبية الانتخابية، و في إقليم فاس بالضبط ، حيث حصد الحزب و معه التحالف على جميع الدوائر الانتخابية و هيمن على جميع المقاطعات و العمودية و المجالس وهلم جرا، و التي كان من وراء تحقيقها رجل المرحلة بامتياز داخل حزب التجمع الوطني للأحرار ، و مهندس الانتصارات “رشيد الفايق” .
الأكيد أن الصحافة هي من قتلت الأميرة “ديانا” و لم يقتها الأمير “تشارلز” ، لأن الإعلام أصبح لقيطا لدرجة أنه يقتفي أعراض الناس و أعراس الناس و ضحك الناس و مسرح الناس ..، أصبح البعض ممن يودون الحصول على ريع انتخابي و غير قادرين على الحصول عليه، يتربصون بشرفاء الوطن من خدام العرش العلوي المجيد لا لكي يراقبوا إنجازاتهم و يدونوا فسادهم و تضييعهم لحقوق الناس أو إهمالهم لمصالح الناس، بل بتتبع أعراضهم ، و ليس غريبا هذا الأمر على مسوخ آخر زمن سموا “إعلاما” بقوة عدم تنزيل مقتضيات قانون الصحافة و النشر ، أن يتتبعوا تفاصيل الحياة الشخصية للأفراد و هو ما تلمسناه من سلسلة الاتهامات و الشرائط التي عرضت تتابع “رشيد الفايق” في سكناته و حركاته، و ليس هناك شيء اسمه على “وجه الله” بل أن الكل مؤدى، و هذا الشريط كما سابقوه بيعوا لجهات معلومة صرفته بنجاسة و وقاحة.
لقد كان “المهاتما غاندي” محرر الهند على حق حينما قال “أولا يتجاهلونك، تم يضحكون عليك، تم يحاربونك، تم تفوز”، لأنه كما قال المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه في إحدى خطبه “من كان بيته من زجاج فلا يقدفن بيوت الآخرين”، فالبيت يحصن من خلال الارتباط بالمواطن و التعبير عن مشاكله و المساهمة في حلها و رسم صورة فرح في وجه فقير أو أرملة أو معاق .. هو السمو المطلوب في الممارسة السياسية و ليس القذف و تتبع الأعراض”.
قيل عن “بيل كلينتون” الكثير حول علاقاته الجنسية مع “مونيكا” و غيرها، فلم تسقط تلك الحقائق “كلينتون” من كرسي الرآسة، و إنما الذي أسقطه هو الدستور الأمريكي، لماذا؟ لأنه يمنعه من الترشح لولاية أخرى و لأن الشعب همه الأكبر هو الإجابة عن مطامحه، و هاته المطامح حققها “كلينتون”، حيث عرفت فترته الرآسية أوج ازدهار أمريكا، وأدنى مستوى للبطالة في تاريخ هذا البلد.
الأكيد أن للعمل ضريبة ، لأن الحكماء و العظماء قالوا من يمارس يخطئ و من لا يمارس فلا حق له في الكلام، فالممارسة تعلمنا حكما لا نكتسبها في الثقافة الأكاديمية، بل نتعلمها من الممارسة باعتبارها الفيصل في التطور، و لن يستطيع أعداء النجاح أن يحجبوا نور الحرية و الحياة، و هو الحال الذي تحدث إلينا به “رشيد الفايق” الإنسان الوطني العروبي المحب لوطنه و لملكه و المخلص حتى النخاع للعرش العلوي المجيد حيث قال “حاشا لله أن أتشبه بصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله، فالملك ملكنا والوطن وطننا“.
فما يلحق رموز و مسؤولي المملكة من خلال أعراضهم هو جزء مكمل لحملة أعداء الحرية و أعداء المملكة المغربية و هو جزء مكمل للأبواق الجزائرية التي مست رمز الأمة، و ليس غريبا أن تأخد فاس نموذجا لترويج أكاذيبها ، و هو أمر ليس مصادفة، بل محبوك مكانا و زمانا مع سبق الإصرار و التعقب، وعلى البرلمان باعتبار أن المستهدف جزء من تركيبته المؤسساتية أن يخرج عن صمته للدفاع عن هاته المؤسسة التشريعية الدستورية ، كما أن هذا الاستهداف هو استهداف لحزب دستوري “التجمع الوطني للأحرار” الذي يترأس الحكومة المغربية، من خلال محاولة الفاشلين و الراسبين انتخابيا توريط مؤسسة هي فوق السلط في صراع انتخابي رخيص وبأدوات ماكرة، و لكنها دنيئة سياسيا و أخلاقيا و وطنيا و دستوريا.
أمر يطرح إلى الواجهة إعادة النظر في التعامل مع واقع المشهد الإعلامي الذي تلوث حد التعفن فأصبح أداة للسمسرة و الارتزاق و شراء صور و قصاصات الأفراح والأعراس و عرضها للبيع، و مبررهم في ذلك أنها شخصية عامة، و هل الشخصية العامة تكون في اقتحام البيوت التي لها حرمتها حتى من قبل الأجهزة الأمنية المختلفة التي لا تخترقها إلا في الحدود القصوى و بأمر مكتوب من النيابة العامة المختصة.
الحقيقة التي لم يقلها مروجو التفاهات أنهم لم و لن يتقبلوا هزيمتهم الانتخابية التي أتت من شخص التصق بالناس و منحهم الحب و العناية فبادلوه الثقة في الممارسة من خلال أصواتهم التي أوصلته ليس للبرلمان و إدارة جماعة سيدي الطيب بل في اكتساح قلعة العلم بكاملها و إكمال الحصاد مع الحلفاء ، و خروجهم بخفي حنين من معمعة الحلم بالظفر بمؤسسات فاس الوطنية و العلم و الشرفاء.
إن أشباه الإعلاميين تغاضوا عن كل الخطايا التي تتعلق بالمال العام و نهبه و الفساد واستشراءه ، ليبقوا واقفين يترصدون “رشيد الفايق” و غيره ، و لن يقفوا عند هذا الحد ، بل ستمر فترة وجيزة ليظهر بعبع جديد في مدينة فاس، بوجه جديد يحمل أسرارا بيوت مغلقة جديدة قد يكون منها “رشيد الفايق” مرة أخرى، أو عائلته أو أي مسؤول من أقطاب التحالف القائم في فاس، لأنه إن عرف السبب بطل العجب، فكم من أحداث كبرى فجرها سلوك مشين من شخص دنيء، و هو ما كان يأمله مروجو الشريط، أي خلق ردود أفعال و فوضى تستخدم لخلط الأوراق و عودتهم للتربع على عرش العمودية و الجهة و الإقليم و المقاطعات …
لكن تناسوا أن من في الأرض ساسة يجمعهم حبهم لملكهم و لوطنهم و مستعدون للتضحية بكل شيء من أجل أن يحيا الوطن ، فاتقوا الله في أنفسكم نقولها لهؤلاء مكلومين، واتركوا الناس تشتغل بهدوء لخدمة الصالح العام ، و لا تنسوا أن المغرب بلد المؤسسات و الدستور و هو القادر على تتبع كل صغيرة و كبيرة في الحياة العامة بمدينة فاس ، و تحريك اللجان و فتح الملفات بدل فتح ترهات لأغراض ما كانت فاس في يوم من الأيام بؤرتها ، لكن هوس الوصول للسلطة يعمي بصيرتها كما قال رب العزة ” فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور”.
[…] لقراءة الخبر من المصدر […]