إعداد د. مبارك أجروض

 

في فترة الحمل، يعمل الجهاز المناعي بسرعة أقل من المعتاد – وهو أمر جيد في الواقع، لأنه يحمي الجنين، ويمنع جسم المرأة الحامل من التفكير في أن الجنين كائن غريب. وعلى الرغم من ذلك، فإن الجانب السلبي لهذا التثبيط المناعي هو أن الجسم لا يمنع العديد من الفيروسات التي تسبب نزلات البرد، مما قد يجعل المرأة الحامل أكثر عرضة للأعراض بما في ذلك انسداد الأنف، والسعال، والتهاب الحلق.

أما الجانب الإيجابي فهو حتى مع أسوأ أعراض البرد فإن الجنين لا يعاني من أي منها.

وفي الواقع، تحمي بيئة الرحم الطفل تمامًا من الفيروسات. فعندما تصبح المرأة حاملاً، فإن كل ما يحدث لها لن يؤثر على جسمها فحسب، بل سيؤثر على جنينها، وإدراك هذه الحقيقة يمكن أن يجعل التعامل مع المرض أكثر تعقيدًا. وفي الحالات الاعتيادية، إذا أُصبتِ بنزلة برد، ستأخذ الأدوية المضادة للرشح والحمى والاحتقان والتي لا تحتاج لوصفة طبية. لكن الآن وبعد أن أصبحت المرأة حاملاً فعليها أن تتساءل ألف مرة قبل أن تجرب استخدام أي دواء، لأنه قد يخفف أعراضها ويضر جنينها وقد تتجاوز حدود الأضرار ما تتخيله.

 

ووفقًا لنظام الصحة بجامعة ميشيغان لأمراض النساء والولادة، من الأفضل تجنب جميع الأدوية في الأسابيع الـ12 الأولى من الحمل، فهذا وقت حرج لتطور ونمو أعضاء الطفل الحيوية. كما يوصي العديد من الأطباء بالحذر بعد 28 أسبوعًا، وعلى المرأة التحدث مع الطبيب قبل تناول أي دواء إذا كانت حاملاً أو تحاول الحمل.

 

* الأدوية الآمنة بعد 12 أسبوعًا من الحمل

فرك Menthol على الصدر وتحت الأنف ـ شرائط الأنف، وهي عبارة عن وسادات لاصقة تفتح voies respiratoires encombrées ـ Acétaminophène (tylenol) للأوجاع والحمى ـ مقشع خلال النهار Carbonate de calcium Mylanta)، (Tums ـ شراب سعال dextromethorphan (Robitussin) وdextromethorphan-guaifenesin (Robitussin DM) ـ تجنب أدوية الكل في واحد التي تجمع بين أكثر من مكون لمعالجة العديد من الأعراض. وبدلاً من ذلك، اختيار أدوية بمكون واحد.

 

* يجب أيضًا تجنب الأدوية التالية أثناء الحمل ما لم يوصكِ الطبيب بها

Aspirine (Bayer) ـ Ibuprofène (Advil, Motrin) ـ Naproxène (Aleve, Naprosyn) ـ مخدر مستخرج من الأفيون ـ Bactrim، وهو مضاد حيوي.

 

* العلاجات المنزلية للبرد والأنفلونزا أثناء الحمل

عندما تمرض المرأة الحامل أثناء الحمل، يجب أن تكون خطواتها الأولى الحصول على الكثير من الراحة، شرب الكثير من السوائل والغرغرة بالماء المالح والدافئ، إذا كان لديها التهاب في الحلق أو سعال.

 

وإذا ساءت الأعراض، فقد ترغب المرأة الحامل في تجربة قطرات الأنف المالحة والبخاخات لتخفيف مخاط الأنف وتهدئة أنسجة الأنف الملتهبة ـ التبخير بالماء الدافئ أو حتى الاستحمام بالماء الدافئ ـ حساء الدجاج، للمساعدة في تخفيف الالتهاب ـ إضافة العسل أو الليمون إلى كوب دافئ من الشاي منزوع الكافيين للتخفيف من التهاب الحلق ـ استخدام الكمادات الساخنة والباردة للتخفيف من آلام الجيوب الأنفية.

 

* هل المرأة مصابة بالبرد أم الأنفلونزا أم Covid-19 ؟

يشترك البرد والأنفلونزا و Covid-19في العديد من الأعراض، مثل السعال والحمى والتعب. ومع ذلك، هناك بعض الاختلافات التي ستسمح للمرأة بتمييزها بعضها عن بعض. فإذا كانت الأعراض الخاصة بها خفيفة بشكل عام، فمن المحتمل أن تكون لديها نزلة برد، بينما ترتبط الأعراض الأكثر شدة مثل القشعريرة والتعب الشديد بالأنفلونزا و Covid-19، وكل منهما يتطلب العزل ومعاملة خاصة للحوامل المصابات.

 

* أشياء يمكن للمرأة القيام بها لتقليل المخاطر

عندما تكون المرأة حاملاً، فإن أحد التغيرات المهمة التي تطرأ على جسمها هو ضعف جهاز المناعة، حيث يساعد نظام المناعة الضعيف في منع جسم المرأة من رفض الطفل الذي لم يولد بعد، ومع ذلك، فإنه يترك أيضًا الأمهات أكثر عرضة للعدوى الفيروسية والبكتيرية من النساء غير الحوامل وأكثر عرضة لحدوث مضاعفات للأنفلونزا. وقد تشمل هذه المضاعفات pneumonie، Bronchite، أو Infections des sinus، والحصول على التطعيم ضد الأنفلونزا وCovid-19 يقلل من خطر العدوى والمضاعفات، ويساعد على حماية النساء الحوامل وأطفالهن.

 

لذا، من المهم أن تكون النساء الحوامل على علم ببرنامج التطعيم. وتشمل الأشياء الأخرى التي يمكن القيام بها للحد من خطر الإصابة بالمرض ما يلي: غسل اليدين كثيراً، الحصول على قسط كاف من النوم، اعتماد نظام غذائي صحي، تجنب الاتصال الوثيق مع العائلة أو الأصدقاء المرضى، ممارسة الرياضة بانتظام والحد من التوتر.

 

* متى يجب على المرأة الحامل زيارة الطبيب ؟

على الرغم من أن معظم نزلات البرد لا تسبب مشاكل للطفل، لكن يجب أن تؤخذ الإصابة بالأنفلونزا وCovid-19 بصورة أكثر جدية. لذلك، على المرأة الحامل أن تحصل على مساعدة طبية فورية إذا واجهتها أعراض الدوخة، صعوبة التنفس، ألم الصدر، النزيف المهبلي، القيء الشديد، الحمى الشديدة التي لا تستجيب لعقار acétaminophène وانخفاض حركة الجنين.

 

وأخيرا.. بسبب الظروف التي يمر بها العالم نتيجة جائحة Covid-19، ونتيجة اختلاف الأعراض المتعلقة ب Covid-19 من شخص لآخر، فبعضها قد تكون أعراض خفيفة وفي بعض الأحيان تكون شديدة ومميتة، يجب الحذر ومعاملة جميع الأعراض على أنها Covid-19 أو أنفلونزا حتى يتم التأكد من السبب.

مرض يصيب الملايين تتشابه بعض أعراضه مع Covid-19..