“عياقة” الزنيتي و ترهل المنظومة التقنية المغربية تعجل بمغادرة الأسود للكأس العربية

بقلم محمد عيدني

بقلم محمد عيدني

شكل اللقاء الذي خاضه  المنتخب المغربي ضد المنتخب الجزائري نقطة تحول قد تؤدي إلى خلخلة مجموعة من الثوابت التي راكمتها الإدارة التقنية المغربية، و قد يكون كبش الفداء فيها المدرب الوطني الكفء “عموتة”.

الوقائع الميدانية التي عايناها خلال اللقاء كشفت عن ترهل لحمة العناصر الوطنية و غياب الروح القتالية الوطنية التي يجب أن تميز حضور اللاعبين على رقعة الميدان.

فالقتالية و الوطنية كان عنوانها اتجاه واحد هم “محاربوا الصحراء” الذي دادوا عن القميص الجزائري بكل قوة مستغلين غباوة اللاعبين المغاربة ، و نقولها صدقا “عياقة” بعض اللاعبين، و خصوصا حارس المرمى “أنس الزنيتي” الذي يتحمل ب “عياقته” 50 في المائة من الإقصاء.

لم يستحضر اللاعبون أن هاته المقابلة ليست كباقي المقابلات نظرا لحساسيتها بالنسبة للمغرب و المغاربة و هو ما عززه الحضور الجماهيري الكبير ليس على مستوى رقعة الملعب بل أيضا على مستوى متابعة أطوار اللقاء .

لكن خفافيش الكرة ممن استصغروا الخصم و المغاربة أبوا إلا أن يوقعوا على حضور أكثر من هزيل ، بوعاء و روح خال من المسؤولية و الروح الوطنية ، التي من المفترض أن تكون حاضرة بقوة خلال هذا اللقاء، و الذي من أجل هذا الهدف تصرف لهؤلاء اللاعبين المنح و المبالغ المالية الهامة، لكنه ما حصل هو حضور أقزام، و لاعبين لا علاقة لهم بالقيم و الروح الوطنية، تعاملوا مع المقابلة كنزهة لا تستحق الثعب ، فما معنى أن تفوز بالعلامة الكاملة من ثلاث مباريات أمام منتخبات فلسطين والأردن والسعودية، و تسقط في مرآب التمثيلية الوطنية في مباراة نعرف طابعها و حساسيتها لارتباطها بالقضية الوطنية الأولى .

فحينما تتقاطع  السياسة مع الرياضة، و هو ما وعى به أفراد المنتخب الجزائري و غاب عن شطحات اللاعبين المغاربة ، و عن “عياقة” الحارس “الزنيتي” مما أعطى هدفا مجانيا للنخبة الجزائرية و الذي لن تتوانى القنوات الجزائرية على إعادته و لمرات عديدة و بناء روبورتاجات التشفي و الضحك على بداوة تفكير حارس “دولي” ، وبالمناسبة ليست تلك هي المرة الأولى التي تعطي “هاته “العياقة” نتائج سلبية للمنتخب المغربي مع “الزنيتي”، مع غياب المسؤولية و الروح الوطنيتين و هو مات كان حاضرا في الجهة المقابلة ، و عكسته الكاتبة الصحافية الجزائرية “بسمة لبوخ” التي قالت إن الأجواء السياسية ستؤثر على أداء اللاعبين وعلى الأجواء التي هي في الأصل مشحونة بين الجانبين المغربي والجزائري، مضيفة في حديث لبي بي سي: “بنظرة بسيطة على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكننا رؤية حالة الشد والجذب، وكيف وصلت الخلافات السياسية إلى الشارع. لم يسبق من قبل أن وصل هذا المستوى من التصعيد إلى الجمهور الرياضي، فالكل يترقب لأن هذا الوضع لم يكن فيه البلدان من قبل، خلاف سياسي يتبعه مباراة كرة قدم”.

الوقائع على الأٍرض كانت تغلب المغرب على الجزائر لاعتبارات عدة ضمنها الحضور القوي في الإقصائيات و الظفر بالنسخة السابقة من هاته الكأس، إضافة إلى كأس إفريقيا للمحليين، فضلا عن التصنيف العالمي الذي يصنف المغرب في المرتبة الثامنة والعشرين في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، فيما يأتي المنتخب الجزائري في المركز الثاني والثلاثين.

و الغريب في الأمر أن التركيبة البشرية حاضرة و قطع الغيار الأساسية متوفرة، فما الذي حدث يا ترى و قلب المعادلة 180 درجة؟ إنه بكل بساطة الاستهتار بالوطن و التعامل مع المباراة بروح المرتزقة و ليس روح بن البلد الصنديد و المكافح في الدفاع عن سمو العلم الوطني بقوة الحضور البدني و الذهني و هو ما غاب طيلة اللقاء فأثمر مأساة من النوع الصعب التقبل في ظل واقع شماتة كبير كان من الأجدى أن يكون الانتصار عنوان تميز ودبلوماسية موازية للمجهود الدبلوماسي المبذول و الذي مرغه “الزنيتي” بخرجته الصبيانية تلك في  التراب، والذي يتحمل القسط الأكبر في وضع الإقصاء ليس باستغلال الجزائريين للموقف الصبياني للزنيتي و لكن لأنه شكل نقطة تأثير سلبية على باقي أعضاء رقعة الشطرنج المغربية المهترئة و التائهة في الميدان في انتظار عودة “غودو” .

التعليقات مغلقة.