طاحت الصمعة علقوا والي فاس مكناس

سعيد ازنيبر الذي تم تعيينه يوم الأربعاء 21 أكتوبر من سنة 2015، واليا على جهة فاس مكناس، قادما من وزارة التعمير والإسكان، بعد أن عينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، في هذا المنصب، منذ ذلك التاريخ وإلى الآن وهو يمارس مهامه بروح المسؤولية والوطنية اللازمتين كقاعدة للتدبير، تعكس عمق القناعة بصوابية تدبير الوالي للجهة وتجدر هذا الفعل.

 

عمليا كان الوالي منذ تعيينه في مستوى التحدي على الرغم من الصعوبات الميدانية التي اعترضته والتي جابهها بالقوة والحزم والمسؤولية والانفتاح على مشاكل الناس وليس إغلاق أبواب المكتب أمام الذباب والذباب الإلكتروني،  فما يميز الرجل هو عمله في صمت، الأمر الذي فهمه البعض من المنابر إغلاقا للمكتب، ولكن هو في الحقيقة قطع للطريق أمام كل الأدوات الرخيصة التي تريد أن يصبح مقر الإدارة “فدانا” لخدمة المصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة والمواكبة المستمرة لمشاكل الساكنة.

 

فلسفة رجل السلطة المسؤول التي تلقاها من عمله في التعمير والإسكان، والتي حاول ترسيخها في الفعل المؤسساتي الولائي، لم ترق للبعض الذي عاش في متاهات غير سليمة واعتبرها أسلوب تدبير؛ فوفق أصحاب هاته النظرية، فلكي تكون رجل سلطة يجب أن تشرع الأبواب أمام ولوج وخروج النوايا الضيقة المنفعية بالمؤسسة، والتي عمل الوالي زنيبر على اجتثاثها كسلوك مؤسساتي.

 

مسؤولية واقعية جعلته يتلقى ضربات الحقد من الأبواق الدعائية الممجدة للفوضى التي سادت لحظة من الزمن، وهو ما تلمسناه من خلال خرجات إعلامية لا مسؤولة “غضبة ملكية على الوالي ازنيبر، قرب سقوط ازنيبر …” لكن الرجل بقي في المنصب كل هاته الفترة الطويلة لرضى السلطات العليا على مهامه وعمق فلسفة ممارسته التدبيرية لكافة القضايا والملفات، وواقعية تدخلاته، والتي لم تتوقف.

 

الأكيد والمسلم به أن هاته الأبواق لم تستطع أن تحدث ولو شرخا بسيطا في قوة وصلابة الرجل وواقعية تدخلاته وثقة الجهات المركزية في عمله المهني وكفاءته الكبيرة في تدبير كافة الملفات في فضاء فاس الملتهب والمشتعل، الغارق حتى النخاع في ثقافة “الحفير السياسي” من أجل الوصول والاستئساد، وأمام عجزهم عن تحويل مؤسسة الولاية إلى خادمة لسلطهم وبراغمايتهم، كان لزاما أن تشحذ السكاكين للمس بهيبة المؤسسة، والرجل الذي يوجد على رأسها، متناسية أن مغرب اليوم ليس كمغرب الأمس، وأن الحضور أو الغياب هو أن تكون قريبا من الناس ومعبرا عن معاناتهم وآمالهم، التي فشلوا في نيلها من موقع خواء حمولتها واكتفاءها بالتزمير و التطبيل من خارج السرب، وتوجيه السياط لمؤسسة الولاية دفاعا عن حضور هو غائب في واقعة الاستجابة لكل مطامح الناس، واستهداف المؤسسات الوطنية القائمة عبر “الذباب الالكتروني”.        

 

 إن قوة الحضور لمؤسسة الوالي ازنيبر وعقلانية تعامله مع كافة الأحداث الكبرى، وحسن إدارته للمرفق، ليست وليدة الصدفة، بل لتمتع الرجل بكاريزما قوية اكتسبها مع مرور الوقت، ومن موقع ممارسته المهنية، والتي تتوزع ما بين قوّة الحضور والسلطة والمودة، وهي عناصر كلها متواجدة في الوالي ازنيبر والتي مكنته من أداء مهامه بضمير مرتاح بعيدا عن الذباب، أو الذباب الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.